فى الصميم

وقت لتحمل المسئولية..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

المستثمر المنتج يعرف جيداً أن العمالة الماهرة هى أهم عوامل تميزه وأبرز أسباب نجاحه.
رجل الصناعة الحقيقى هو أحرص الناس على توفير كل أسباب الأمان والسلامة والتدريب المستمر والأجر الجيد للعاملين معه.
لن تجد رجل صناعة وطنيا إلا وهو مع العاملين معه «ع الحلوة والمرة» كما يقولون ينعمون جميعا مع الرواج والنجاح، ويقفون معاً فى الأزمات حتى يعبروها، ومثل الصانعين ستجد كل من يعمل فى نشاط منتج..بدءاً من الورشة الصغيرة وحتى شركة المعلومات لكن الأمر يختلف مع أثرياء الزمن الردئ.. هؤلاء الذين جاءوا فى زمن الثراء السهل والسريع، واستباحوا المال العام والاستيلاء على أراضى الدولة وأملاكها بتراب الفلوس لتكون وسيلتهم لتحقيق الثروات الحرام. هؤلاء لا يعرفون قيمة العمل، ولا يحتفون بالعلم، ولا يهتمون بالانتاج. ولهذا تجدهم فى وقت الأزمات أبعد الناس عن تحمل المسئولية، وأقرب الناس الى شعارهم المفضل: خد الفلوس وإجرى!!
فى الأزمة الراهنة ستجد الفريقين.. ستجد المستثمر المنتج الواعى بمسئولياته الاجتماعية والوطنية يبادر باحتضان العاملين معه. يطمئنهم على أنه لن يتخلى عنهم ولن يخفض دخلهم. يوفر لهم كل أسباب الأمان إذا كان استمرار العمل ضرورياً، ويمنحهم الإجازات الطويلة إذا كان ذلك متاحاً مع الاحتفاظ بدخلهم. وفى كل الأحوال تكون سلامتهم هى الأساس. ويكون تحمل المسئولية هو المظلة الحامية للمستثمر وللعاملين معه وللمجتمع كله.
وعلى الجانب الآخر ستجد من يتهرب من المسئولية، ومن يحتاج لأن تذكره الدولة بأن عليه ألا يمس العاملين معه أو يقلل من أجورهم، وأن يدرك أن الدعم غير المسبوق الذى تقدمه الدولة للقطاع الخاص فى هذه الظروف لابد أن يقابله تحمل للمسئولية ومشاركة فى أعباء عبور هذه الأزمة التى تعصف بالعالم كله.
التحية لمن بادروا، والرجاء بأن تصل الرسالة الحاسمة الى الآخرين فيتحملوا مسئولياتهم لكى يكونوا شركاء فى عبور الأزمة، وشركاء فى نجاحات سنحققها بالانتاج والعلم والعمل بعد أن ودعنا سنوات «خد الفلوس واجري».
سلمت مصر من كل شر.