شخصت المملكة المتحدة أول حالة بفيروس كورونا بتاريخ 31 يناير الماضي، واليوم، بعد مرور 4 أشهر، تعدت الوفيات جراء تفشي الفيروس، حوالي 5 آلاف حالة.
بعد الإعلان عن الحالات الأولى بفترة قصيرة خرج رئيس الوزراء بوريس جونسون- والمحتجز حاليًا في العناية المركزة بسبب تدهور حالته جراء الفيروس- مطالبًا البريطانيين بالحفاظ على ما يسمى بـ"البعد الاجتماعي"، والإبقاء على مسافات بين الأشخاص وبعضهم البعض.
وفي 21 مارس، طالب جونسون، البريطانيين الذين تعدت أعمارهم الـ70 عامًا والسيدات الحوامل بعزل أنفسهم 12 أسبوعًا في المنزل لأن وضعهم سيكون أكثر خطورة حال أصيبوا بالفيروس المستجد.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تساءلت إن كان هذا الإعلان يعني أن رئيس الوزراء توقع أن تقضي بلاده على الفيروس وتتخلص منه نهائيًا خلال تلك الفترة- وأن بريطانيا يمكنها أن تتخطى هذه المرحلة، كما قال جونسون في فيديو نشره على حسابه بموقع "تويتر" في 2 أبريل الماضي، قال فيه: "دعوني أؤكد عليكم أنه لا يوجد لدي شك في أنه حال التزامنا بالبرنامج والإجراءات التي أعلنا عنها مسبقًا لمواجهة كورونا، فإن ارقام العدوى بالفيروس ستنخفض كثيرًا وسنتغلب على المرض خلال الأشهر القادمة".
ونقلت الصحيفة تصريحات مستشار المملكة المتحدة الطبي، باتريك فالانس، الذي أكد أنه لا يمكن التنبؤ بتوقيت محدد ولا تسلسل زمني لما يمكن أن يحدث في بريطانيا خلال الفترة المقبلة.
ووفقًا للتقارير الطبية، فإن ما سيحدث لاحقًا هو أن يحاول البريطانيين اكتشاف من بينهم تمكن جسده من تطوير أجسام مضادة للفيروس حتى يتمكن من مواصلة عمله بشكل طبيعي.
وقال سايمون كلارك، أستاذ علم الأحياء بجامعة ريدنج: "إن أي شخص يقول إن بإمكانه التوقع بوقت معين للقضاء على كوفيد 19 فهو مُنجّم يحاول التنبؤ بشيء لا يمكن معرفته في الوقت الحالي".
وأضاف، أن أكثر التحديات التي تواجه العالم بسبب فيروس كورونا هو قدرته على التواجد والبقاء داخل الأشخاص دون ظهور أي أعراض عليهم، وهو ما أدى لتفشي المرض في المقام الأول، فما يدرينا أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى في المستقبل.
كما نقلت الصحيفة تصريحات عدد من الخبراء والأطباء الذين اتفقوا مع كلارك، مؤكدين أنه على الرغم من أن هذا هو السؤال الذي يحاول الجميع الإجابة عليه، إلا أن الإجابة عليه في الوقت الراهن مستحيلة، خاصة وأنه فيروس جديد ولا يمكن التبوء بمنحى الإصابة لا اليوم ولا في المستقبل، وفي كل الأحوال فإننا نتمنى أن تقل الإصابات خلال الأشهر القادمة.
ويتوقع الخبراء الذين أوردتهم الصحيفة البريطانية، أنه سيكون من الصعب السيطرة على الوباء، خاصة مع عدم وجود لقاح مناسب للمرض عالميًا.
وتحديدًا فإن في الوقت الحالي لن يكون هناك شخص محصن من المرض إلا بتطوير مناعة قوية أو أجسام مضادة للفيروس، والتي تتكون بعد الإصابة به والشفاء منه، وربما يكون الحل الوحيد في هذه الحالة هو ترك الوباء يتفشى بحيث يكّون الناس مناعة ضده.
وأضافت الصحيفة، أنه من المتوقع أن يتحول كورونا مع الوقت لمرض مزمن ومتوطن في العالم، -مشابه للإنفلونزا الموسمية- التي يصاب بها الناس، وأنه بعد التوصل للمصل والعلاج المناسب سيكون الوضع أفضل كثيرًا.
