خارج النص

«المفضوحون» بعد كورونا!

أسامة السعيد
أسامة السعيد

بعض من يتابعون سلوكيات دول كبرى فى العالم تخوض صراعا غير أخلاقى من أجل السطو على الكمامات والمعدات الطبية الذاهبة إلى دول أخرى، قد يصابون بالذهول، فأمريكا تخطف صفقة كمامات صينية كانت فى طريقها لأوروبا، وتركيا تستولى بكل وقاحة على معدات طبية قبل وصولها لإسبانيا، ودول أوروبية تتبادل سرقة شحنات من جيرانها الذين يموتون بالآلاف يوميا جراء تفشى فيروس كورونا.


وربما يزداد الذهول ونحن نتابع سلوكيات بعض شعوب تلك «الدول المتقدمة»، فمنهم من يبادر إلى نهب المحال الكبرى، وآخرون يرفعون الأسلحة فى وجه الضعفاء منهم لسرقة ما سرقوه من قبل!!


وحتى بين شعوبنا العربية، التى يفترض أن كثيرا منها تربى على قيم دينية وأخلاقية سامية مثل إغاثة الملهوف، والصبر على المكاره، والتكافل الاجتماعى فى أوقات الأزمات، ستجد تفاوتا مدهشا، فبينما يدعو البعض إلى إلقاء الوافدين والمقيمين فى الصحراء، وطردهم من البلاد التى ساهم أولئك الوافدون فى بنائها على مدى عقود، تجد دولا أخرى يعلن قادتها السماح للجميع بالحق فى العلاج حتى لو كان مخالفا لشروط الإقامة.


فى المقابل، وليس من قبيل التفاخر أو التباهى بمواقف الشعب المصرى فى ظل تلك الأزمة، فهو دائما يحتفظ بجينات الحضارة داخله لتتجلى فى أحلك الأوقات، ستجد تكافلا اجتماعيا مدهشا، ومبادرات اجتماعية لرعاية العمالة اليومية، وتوزيع لسلع وأموال على الأسر الأكثر فقرا، ولن تجد من يدعو إلى طرد نحو ١٠ ملايين ضيف من كل شعوب الأرض يقيمون على أراضينا.


ورغم أننى واحد من أكثر من انتقدوا السلبيات الاجتماعية التى شهدها مجتمعنا خلال السنوات الماضية، لكننى فخور بتلك الروح الوطنية والإنسانية الراقية التى يبديها الملايين من أبناء هذا الشعب الطيب، باستثناء أولئك المليارديرات الخائفين أن تقل ثرواتهم بضع ملايين بعد الأزمة، فيبخلون فى التبرع، أو يطالبون بإجبار العمال على العودة إلى العمل حتى لو مات بعضهم!!


عندما تنتهى تلك الأزمة، ينبغى أن تفخر شعوب وأفراد بمواقفها، وأن يتوارى آخرون خجلا مما فعلوه أو قالوه، لكن للأسف كما يقول نجيب محفوظ فإن «آفة حارتنا النسيان»!