بسم الله

إعادة تقييم المهن

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

مبادرات عديدة قامت بها الحكومة وأهل الخير لمساعدة الفقراء والعمالة غير المنتظمة على مواجهة الظروف القاسية التى نتجت عن وباء « كورونا». وأعلم أن الكثير من الرياضيين قاموا بمبادرات مماثلة فى الفترة الأخيرة، لكن استفزاز مشاعر الناس بالملايين التى تغدق على البعض من لاعبى كرة القدم والفنانين، فإنها تدعو للاشمئزاز، خاصة فى وقت لاتتردد الدولة فيه عن توفير الاعتماد المالى اللازم لرعاية الفقراء والمحتاجين.
لقد توقفت مليا أمام رسالة الصديق العزيز اللواء ماهر كسبة وكيل وزارة الإنتاج الحربى السابق، والتى أشار فيها إلى «إن شاء الله تنقشع الغمة».. مطلوب قرار مسئول أن يخرج من حياتنا مدعو الفن ومروجو الفن الهابط، وأن تهتم الدولة بالارتقاء بالعلم والعلماء، وإعادة النظر فى كل هذه المتناقضات. هذا اللاعب الذى يحصل على 50 مليون جنيه وكان سببا فى خروج منتخب مصر بفضيحة فى كأس العالم بروسيا، بينما الطبيب يموت من أجل إحياء روح مريض ولا يتحصل إلا على 3 آلاف جنيه فى الشهر. ونتساءل لماذا المغالاة فى أسعار اللاعبين، بينما لدينا منظومة مرتبات لا تليق بالعلم والعلماء، لا يجب المقارنة مع اللاعب بالخارج، لأنهم يلعبون ضمن منظومة تدر دخلا كبيرا على الأندية وهم يحصلون على جزء من هذه الأرباح. أما عندنا فكلها عمولات ورشاوى.
هذا موضوع مهم وخطير يدفعنى لمطالبة الحكومة بإعادة تقييم الوظائف والمرتبات بجميع مرافق الدولة، وإعادة تقييم المهن بحسب أهميتها، ووضع سقف للمرتبات، حتى نوقف الفوضى فى قطاعات تثير الحقد والضغائن لدى فئات الشعب، وأن يتم تقدير المهنة حسب أهميتها فى المجتمع، فالمعلم والطبيب والعالم والفنان والمثقف والمبدع والمهندس والمحامى والمحاسب والرياضى والموظف وغيرهم، تعاد هيكلتهم إداريا وتوصيفيا ووظيفيا، وتحدد مرتباتهم وبدلاتهم بحسب حاجة المجتمع إليهم، أما المواقع النيابية فلا تكون بمرتبات أو مكافآت، بل تكون خدمة طوعية، من هنا أتمنى من الدولة إيقاف مرتبات نواب البرلمان والمحليات.
دعاء: لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم