بعد الأختصار

«آبى» يصطاد فى مياه «كورونا»

عمرو جلال
عمرو جلال

جاء فيروس كورونا على طبق من ذهب لرئيس وزراء أثيوبيا آبى أحمد.. تنفس الصعداء بعد ان تورم وجهه من اللكمات الدبلوماسية الخاطفة والسريعة التى شنتها القيادة المصرية خلال الشهور الماضية ضد موقفه المتجنى على الحقوق المصرية التاريخية فى مياه النيل.."آبى" تجاهل تماما ما جرى من تقدم فى جولات المفاوضات المختلفة على مدى شهور طويلة..لم يكن أمام مصر سوى خلق دعم عام دولى وعربى لتأييد مشروعية حقوقنا فى مياه النيل ويرفض التعنت الإثيوبى فى ملء السد دون اتفاق مسبق يرضى جميع الأطراف.. حتى الولايات المتحدة ادانت التهرب الاثيوبى من المفاوضات..وعندما كاد المجتمع الدولى يدرك ما تفعله اثيوبيا ظهر فجأة ما لم يكن فى الحسبان..وأصبح فيروس كورونا هو محور كل الأحداث وسيد الاهتمام لدى كل زعماء العالم..ووسط الانشغال الدولى بالفيروس الأسود خرج علينا رئيس الوزراء الإثيوبى ليعلن عن قرب بدء بلاده ملء سد النهضة وقال بـــمـــنـــاســـبـــة الـذكـرى التاسعة لانطلاق العمل فــــى الــــســــد بــــــأن المـــــــلء ســيــبــدأ فـــى مــوســم الأمـــطـــار المــقــبــل رغــم تـحـديـات وبــاء كــورونــا..علماً بــأن مـوسـم الأمــطــار فـى إثيوبيا يبدأ فى يونيو ويستمر حتى سبتمبر من كل عام..تصريحات "آبي" تبدو فى هذا التوقيت هى اصطياد فى الماء العكر الملوث بفيروسات كورونا وبالون اختبار لقياس رد الفعل المصرى بـشـأن إمكانية الملء بلا اتفاق.. ولكن هيهات ان تأتى هــذه الاســتــفــزازات بالمراد الإثيوبى فمصر وأن انشغلت بمعركة مواجهة هذا الفيروس اللعين وحماية شعبها فلن يثنيها ايضا ان تدافع عن حقوقها المشروعة فى مياه النيل فى نفس الوقت...ويخطئ رئيس وزراء اثيوبيا لو اعتقد للحظة ان "كورونا" قد تكون فرصته الذهبية لتحقيق غايته ولو كان يمتلك الرؤية والبصيرة لأدرك أنه على وشك إضاعة فرصة تاريخية ليربح التعاون المصرى إلى جانبه..العام الماضى التقيت طبيبا أثيوبيا وسألنى لماذا تريد مصر منع بناء سد النهضة؟..الشعب الاثيوبى يريد الكهرباء..العاصمة أديس بابا ومعظم المدن تغرق فى الظلام لساعات طويلة..نحلم بهذا المشروع والحكومة تقتطع من رواتبنا كل شهر لدعم بناء السد..أخبرته أن مصر على عكس ما يردد الاعلام الأثيوبى عرضت خلال مختلف المفاوضات الماضية مشروعات عملاقة لتوليد الكهرباء لإثيوبيا والسودان الذى سوف يحصل على الكهرباء من مصر أيضا بينما يحصل السودان ومصر على المياه والتى يوجد فائض كبير منها فى اثيوبيا والحقيقة أن الاتفاق يمنع الظلام والمجاعة عن إثيوبيا ويبعد العطش عن مصر ويضع البلدين ومعهما السودان على طريق التقدم والتنمية المطلوبة وكل ذلك مع بناء السد ولكن وفق أطر فنية لا تؤثر على مصر مائيا..تعجب الطبيب الاثيوبى من حديثى وطلبت منه ان يراجع وسائل الاعلام الأجنبية التى تابعت مفاوضات الأشهر الماضية ليتأكد من حديثى..أذن يبدو أن رئيس الوزراء الاثيوبى يضلل شعبه بأكاذيب عن مصر ويحاول تحقيق أجندة دول أخرى تكن العداوة للمصريين.