فى الصميم

لا مجال للخطأ!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

نحن فى حرب حقيقية ضد وباء شرس. والأمر لا يمكن أن يحتمل الإهمال أو الأخطاء الكارثية التى رأينا بعض نتائجها فيما حدث بمعهد الأورام القومى التابع لجامعة القاهرة.
التحقيق الشامل من جهات رقابية وقضائية رفيعة سيصل للحقيقة كاملة، ولا شك أنه عند ثبوت الإهمال أو الخطأ الجسيم فإن المحاكمة العاجلة والعقاب الصارم هو الطريق الوحيد للمواجهة.
 ثم يبقى الأهم هو أن نحافظ على خط دفاعنا الأول فى حربنا  ضد الوباء، وأن نوفر للمقاتلين من الأطباء والممرضين والأطقم المساعدة كل وسائل الحماية. هناك جهد كبير لتوفير المستلزمات الطبية، لكن هذا الجهد لابد أن يكتمل بتوفير البيئة المناسبة للعمل فى  هذه الظروف الصعبة. الانضباط الكامل أمر لا مجال للتهاون فيه، وكفاءة الادارة لابد ألا تكون محل تساؤل. ما يبذله أطباؤنا من جهود فارقة هو محل تقدير الوطن كله، أى خطأ أو تهاون فى توفير الحماية لهؤلاء المقاتلين هو جريمة لا يمكن التسامح معها أو السماح بتكرارها!!
ثم يبقى التساؤل حول إستكمال الخطوات الضرورية لتحقيق الإشراف الموحد على كل المنشآت الطبية العامة والخاصة فى هذه الظروف الاستثنائية. لقد تمت بالفعل خطوات مهمة لضمان التنسيق بين مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات العسكرية ثم الجامعية، ولاستيفاء احتياجاتها من المستلزمات الطبية. لكن يبدو أن خطوات أخرى مطلوبة لتجاوز الروتين ولتطبيق التعليمات التى تضمن الأداء الأفضل والرعاية الكاملة للمرضى والحماية الكاملة للمقاتلين فى الصفوف الأولى من الأطباء والممرضين والطواقم الطبية المساعدة.
يبدو أن البعض مازال لا يدرك أننا فى حالة حرب حقيقية. وأن الخطأ هنا ممنوع والإهمال جريمة لا يمكن التساهل معها. لابد أن يتأكد الجميع أن ما حدث فى معهد الأورام لا يمكن أن يتكرر، وأن العقاب السريع والصارم ينتظر كل من أخطأ، وأن كل إمكانيات الدولة هى فى خدمة المعركة التى نحرص فيها على توفير كل الحماية وما نستطيع من أمكانيات لابناء مصر من الأطباء والممرضين الذين يقاتلون فى الصفوف الأولى.
سلمت مصر من كل شر.