حين تجد طفلا لا يتجاوز عمره 8 سنوات، لكن لسانه يردد كلمات «نفسي أبقى سند لأبويا»، وينفذ حلم التعليم بـ«جمع الحرنكش»، فإنك بالفعل أمام الطفل البطل محمود شعبان أصغر مزارعي القليوبية.
بين سرعته ومهارته في جمع تسالي الأرض «الحرنكش» ومحاولة جلب قوت يومه، يقف الطفل محمود تحت شمس عزبة أبو ربيع بطوخ يقطع بأصابعه الصغيرة حبات الذهب مقابل 50 جنيهًا لليوم.
داخل مزرعة لا تتجاوز مساحتها الفدان، يعمل الطفل الصغير مع والده وأقاربه في جمع الحرنكش، وهنا كسر حاجز سرعته وصمته، بقوله: «أصحى كل يوم أروح مدرستي وباجي أكل لقمة وبروح على الغيط لجمع الحرنكش، فبعمل من الساعة الواحدة الضهر ولحد 5 عصرا، وباخد 50 جنيه».
وبكلمات هادئة يواصل محمود سرد طبيعة يومه: «بعد ما أروح من الغيط.. أخد دش وأقعد على الأرض أذاكر دروسي، وباتمني أكون في مستقبل ظابط عشان أدافع عن بلدي، نفسي لما أكبر في السن.. أكون سند لأبويا واشتغل وأجيب فلوس وأخليه يقعد في بيته وأصرف على إخواتي».
و«جولدن بيري» اسم جديد أطلقه رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ثمرة شجرة «الست المستحية»، لأن أوراقها تنثني عندما يلمسها أحد تعبيراً عن الحياء، أو كما يسميها المصريون «الحرنكش»، ويتواجد حاليًا في الأسواق.
لكن من بين الأسماء الأبرز للحرنكش هو «الكريز الأرضي» أو «الطماطم المغلفة»؛ حيث يعد من محاصيل الخضر الثانوية ويتبع العائلة الباذنجانية، ويحتوي على مضادات أكسدة قوية، والتي تحد من الشيخوخة، وتعتيم عدسة العين.
كما يحمي الحرنكش من تلف الأنسجة، ويستخدم بوجه عام في علاج الربو والالتهابات البكتيرية والدمامل والسرطان والولادة والسكري والعقم ومطهر للمعدة.
ويحتوي الحرنكش على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين أ و ج و هذه الفيتامينات تعتبر مفيدة جدا لصحة الجسم وأيضا مهمة في ترطيب البشرة، ويحتوي على الألياف الغذائية التي تسهل عملية الهضم وتساعد على رفع عملية التمثيل الغذائي.
ويحمي الحرنكش البشرة من ظهور التجاعيد لأنه يحتوي على كمية عالية من مضادات الأكسدة، مما يؤدي إلى زيادة تنشيط الدورة الدموية في الجسم و تدفق الدم إلى الخلية، و زيادة خيوط الكولاجين في البشرة، كما يحتوي على الألياف الغذائية التي تساعد على تسهيل حركة الطعام داخل الأمعاء مما يقلل من الانتفاخات ويزيد من حرق الدهون.
