بعد أن تخطت الربع مليون إصابة الولايات المتحدة تعلن عدد من الولايات «مناطق كوارث»

دونالد ترامب
دونالد ترامب

واشنطن - منى العزب

أخترق عدد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19) فى الولايات المتحدة الأمريكية حاجز الربع مليون إصابة حيث وصل الى أكثر من 257 ألف إصابة، وذلك بعدما بلغ معدل الإصابة اليومية نحو 30 ألف إصابة يوميا، وكسرت حالات الوفاة حاجز الألف خلال الـ24 ساعة الأخيرة فقط ليبلغ إجمالي عدد الوفيات جراء الفيروس 6558 وفاة حتى الآن.

وتمثل أعدد المتوفين بالولايات المتحدة حتى الآن أكثر من ضعف من لقوا حتفهم خلال أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 . كما تبلغ حالات الوفاة جراء الفيروس ما يقرب من نصف مثيلاتها بإيطاليا –أكثر الدول تضررا من الوباء – وثلثي مثيلاتها بأسبانيا - ثاني أكثر الدول في عدد الوفيات جراء الفيروس- إلا أن الولايات المتحدة تحتفظ بأكبر عدد للإصابات حتى الآن.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ في ولاية هاواي الواقعة على مجموعة من الجزر في المحيط الهادىء واعتبارها منطقة كوارث، بعد انتشار فيروس كورونا بها. ولحقت بها ولاية نورث داكوتا على الحدود الشمالية للبلاد، ليبلغ عدد الولايات التي تم إعلان حالة الطوارئ بها 31 ولاية حتى الآن.

ودعا الرئيس ترامب الشعب الأمريكي إلى الالتزام بتوجيهات إدارته للحد من انتشار الفيروس كورونا، مؤكدا "انها محنة سنتجاوزها معا وسننتصر"

وتعد نيويورك الأكثر إصابة بالفيروس حتى الآن حيث تمثل نسبة الإصابة بها ثلث عدد المصابين بالولايات المتحدة بوصولها لأكثر من 103 ألف إصابة. واقتربت حالات الوفيات بها من ثلاثة آلاف وفاة.ِ

وفى نفس السياق أكد البنتاجون أنه يعمل على توفير 100 ألف كيس للجثث "للاستخدام المدني" وسط مخاوف من ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا في البلاد كما تعمل الوكالة اللوجستسة الدفاعية على توفيرالأكياس بالمواصفات المطلوبة.
 
يذكر أن الولايات المتجدة تنفق نحو 3.6 تريليون دولار سنويا على الصحة وهو ما يعادل خمسة أضعاف ما يتم انفاقه على الجيش الأمريكى. ولكن ومع انتشار فيروس الكورونا على نطاق واسع داخل الولايات المتحدة اتضح للمواطنين الأميركيين عدم استعداد بلادهم لهذا القادم الجديد والذى فاقت خسائره كل التوقعات. وهو ما أدى الى نفاذ بعض المستلزمات الطبية كالمطهرات والقفازات بجانب نقص عدد أجهزة التنفس الصناعى.
 
ومن جانب أخر نشرت وزارة العمل الأمريكية تقريرا كشف أن أكثر من 6.6 مليون شخص سجلوا أنفسهم كعاطلين عن العمل خلال الأسبوع الماضي، ما يتجاوز بضعفين العدد القياسي السابق الذي تم تسجيله قبل أسبوع فقط. 

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مؤتمره الصحفي اليومي، إنه لا يرى حاجة لإصدار الحكومة الفيدرالية مرسوما على الصعيد الوطني للإغلاق ، وأشار إلى أنه يدرس خطة لوقف الرحلات الجوية إلى المناطق المنكوبة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في الإصابات بفيروس كورونا.

وأشارت دراسة أجرتها جامعة واشنطن الى أن الوفيات الناجمة عن الفيروس ستبلغ ذروتها خلال الأسبوعين المقبلين. إلا أن هناك توقعات يسوقها مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة حول محاولات العلماء والباحثين التوصل إلى علاجات تجريبية. وقد بدأت بعض العلاجات التجريبية للمصابين بالفيروس بالبلازما المأخوذة من المرضى الذين تم شفاؤهم، والمعروفة باسم بلازما النقاهة. وأجريت تلك العلاجات في نيويورك وهيوستن، بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية عليها.

وقد تم استخدام أسلوب بلازما النقاهة في مواجهة وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 وتفشي فيروس سارس عام 2002. وقال إريك سالازار، كبير الباحثين في قسم علم الأمراض في مستشفى ميثوديست بهيوستن، إن العلاج ببلازما النقاهة يمكن أن يكون مسارا حيويا للعلاج، لأنه لا يوجد للأسف حتى الآن مسار فعال آخر للعلاج.
 
وقالت شبكة سي إن إن الأميركية إن لجنة علمية مرموقة أبلغت البيت الأبيض بأبحاث تظهر أن فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19" لا ينتقل من خلال العطس والسعال فحسب، بل عبر التحدث، أو حتى مجرد التنفس.

وقال الدكتور فاينبرغ -الذي يرأس اللجنة الدائمة للأمراض المعدية الناشئة والتهديدات الصحية للقرن 21 في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم- إن رسالته جاءت ردا على استفسار من مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا.

واوصى د. أنتوني فوسى عضو اللجنة الطبية المختصة بفيروس كورونا بالبيت الأبيض فى حواره لشبكة سي إن إن  باستخدام الكمامات على نطاق واسع في الولايات المتحدة لمنع انتشار فيروس كورونا فى البلاد.

وفى نفس السياق أعلن علماء في كلية الطب بجامعة بيتسبرج في الولايات المتحدة عن تطوير لقاح محتمل ضد فيروس كورونا المستجد (سارس كوف 2) المسبب لمرض كوفيد-19، وذلك في بيان نشر على موقع الجامعة الإلكتروني.

وقال البيان إن اللقاح -عند اختباره على الفئران- ينتج أجساما مضادة خاصة بفيروس كورونا بكميات يعتقد أنها كافية لتحييد الفيروس. ويتم إيصال اللقاح للجسم عبر لصقة بحجم طرف الإصبع.

ومن جانب آخر عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدة إجتماعات مع ممثلي شركات النفط الأميركية التي تأثرت بانخفاض الأسعار نتيجة لحرب الإنتاج بين السعودية وروسيا.  حيث ارتفعت أسعار النفط 30% عقب تغريدة لترامب ذكر فيها أنه "تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وعبر ترامب عن أمله في خفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميا، و"ربما أكثر وهو ما سيكون جيدا جدا لصناعة النفط والغاز".

وجاءت تغريدة ترامب بعد اجتماعه مع ممثلي شركات الطاقة الأميركية الذين تأثروا سلبا بحرب الإنتاج، وشارك في الاجتماع بعض ممثلي كبريات الشركات الأميركية مثل إيكسون موبل وشيفرون، إضافة إلى شركات إنتاج النفط الصخري الذي توسعت في إنتاجه الكثير من الولايات الأميركية خلال السنوات الماضية. 

يذكر أن أسعار النفط العالمية فقدت نحو ثلثي قيمتها هذا العام في ظل توقف شبه تام للاقتصادات العالمية بسبب فيروس كورنا والذي تزامن كذلك مع بدء السعودية وروسيا في إغراق السوق بالنفط