إنها مصر

بالصوت والصورة !

كرم جبر
كرم جبر

الطوابير أمام سوبر ماركت تمتد قرابة كيلومتر فى الشارع، وكل رجل أو امرأة يتكىء على عربة حمل البضائع، فى انتظار دوره للدخول دون ملل أو مزاحمة أو تكدس.
إنها نيويورك أعظم مدن الدنيا فى قبضة كورونا.. والفيديوهات التى تحكى مأساتها من تصوير سكانها، وليست بهدف الإساءة أو التشويه، وإنما لشرح أبعاد المأساة بالصوت والصورة.
وغيرها.. فى زمن سوشيال ميديا لا يمكن إخفاء شيء، وسقطت كل صنوف الرقابة التى كانت تمارسها الدول والحكومات، وفى استطاعة أى شخص أن يصبح مراسلاً اعلاميا، يتمتع بكامل الحرية.
>>>
يحزن البعض لأن معدلات الإصابة بكورونا فى مصر، هى الأقل على مستوى العالم وتحت السيطرة، ويحلمون بتدهور الأوضاع، وأن ينتشر الوباء ويعم الفزع والموت.
ويضايقهم أن الأجهزة المصرية تعمل فى تنسيق تام، دون نشاز أو قفز على المشهد أو بحثاً عن تلميع إعلامي، فكل مسئول يعرف قدر المشكلة ويتصرف فى حدود صلاحياته.
ولا يعجبهم أن الإعلام المصرى ضبط موجاته على إيقاع الرأى العام والمصلحة العليا للبلاد، وتسلح بالوعى ونقله إلى المواطنين، إلا بعض النشاز الذى تكمن وراءه حسن النوايا أو سوئها.
الأزمة لا تقبل الشماتة ولا الابتزاز ولا المزايدات،وليس هناك من هو بمنأى عن الخطر، ولا يصح السخرية من المرض أو الموت، ندعو الله أن ينزع من قلوبهم الغل والكراهية.
>>>
يعجبنى نموذج نيلسون مانديلا.
خرج من السجن بعد 27 سنة وليس فى قلبه كراهية، لمن سجنوه وعذبوه ومنعوا عنه الطعام والشراب وعزلوه عن العالم، حتى سجانوه عفا عنهم ومد يده للتعاون معهم.
الروح المتسامحة التى تحلى بها أنقذت بلاده من حرب أهلية، وما أدراك ما الحرب الأهلية فى أدغال إفريقيا، بالسواطير والسيوف وقطع الرقاب وتشويه الجثث وشيها وأكلها.
مانديلا سمح لجلاديه أن يشاركوه فى الحكم، وفتح أبواب السجون والمعتقلات واستطاع أن يخلق نظرة غير مسبوقة فى العالم للمصالحة بين السجين والجلاد.
الإخوان لم يفعلوا ذلك، وفتحوا دوائر الانتقام وتصفية الحسابات والغل والكراهية، واتخذوا الشعب المصرى كله عدواً، لأنه انتزع منهم سلطة لا تريدهم.
لم يدركوا أن شرعية الأوطان فوق كل الاخوان، وصنعوا تمثالاً لنظرية كاذبة وظلوا يركعون له، غير مؤمنين بأن الأوطان ملك للشعوب وليس الجماعات.
>>>
أسخف شىء هذه الأيام هو البرامج الرياضية.
لا دورى ولا كأس ولا أنشطة عالمية أو محلية، ورغم ذلك يبحثون صراعات فى زمن السكتة الرياضية، ويفتشون فى دفاترهم القديمة، عن قصص وحكايات عفا عليها الزمن، ولا تنال أدنى اهتمام.
>>>
عناوين لحكايات لم تعجبنى:
> الصومال ترسل أطباء إلى إيطاليا لمساعدتها فى مكافحة كورونا.
> دبلوماسى أمريكى: انتظروا كوارث كورونا فى سوريا ولبنان والعراق.