سفير تشيلي: لدينا شركات تستثمر في مصر و24 مليون دولار حجم التبادل التجاري

تصوير: يحيى سيد
تصوير: يحيى سيد

زيارة الوفد البرلمانى للقاهرة فرصة جيدة لتعزيز العلاقات الثنائية

هناك الكثير من الفرص للتعاون وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين

رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى علامة بارزة

تحتفل مصر وتشيلى هذا العام بمرور 90 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين و التى بدأت فى عام 1929، ويسعى المسئولين فى البلدين إلى تعزيز هذه العلاقات الفترة المقبلة، وتعتبر زيارة الوفد البرلمانى التشيلى للقاهرة برئاسة إيفان فلوريس"، رئيس مجلس النواب التشيلي منذ أيام خير دليل على توطيد هذه العلاقات.

وللتعرف على تفاصيل الزيارة التى قام بها الوفد البرلمانى التشيلى للقاهرة وأهم مجالات التعاون بين البلدين التقت "الأخبار " مع سفير تشيلي بالقاهرة بابلو ارياران لمعرفة مستجدات العلاقة بين البلدين والذى أكد على وجود تعاون بين الجانبين في مجالات الزراعة، والمياه، كما توجد فى مصر شركات بترول تشيلية استثمروا حوالى 800 مليون دولار .. وإلي نص الحوار..

 

ما هى أهم ما تفاصيل الزيارة التى قام بها الوفد البرلمانى التشيلى للقاهرة ولقاءاته مع المسئولين بالقاهرة ؟

منذ أيام، قام وفد برلمانى من تشيلى بزيارة القاهرة وعقد اجتماعات مع العديد من المسئولين، بما فى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى،ورئيس البرلمان د.على عبدالعال ، وكذلك العديد من الوزراء، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس جامعة القاهرة.

ولابد هنا أن نؤكد أن تلك الزيارة كانت دعوة من رئيس البرلمان، ، إلى رئيس مجلس نواب الكونجرس التشيلى فى ذكرى مرور 90 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية  بين البلدين التى بدأت عام 1929.

وعلى الرغم من أن الزيارة كان من المفترض أن تتم فى أكتوبر من العام الماضى ، لكن تقرر فى النهاية تنظيمها فى فبراير الماضى.

وكانت الزيارة مناسبة ممتازة لنا لإتاحة الفرصة لمناقشة العديد من جوانب علاقاتنا الثنائية على أعلى المستويات. 

ماذا عن مستوى التبادل التجارى بين البلدين خلال الفترة الماضية ؟

عندما نفكر فى المستويات المتواضعة لتجارتنا الثنائية، والتى لم تتجاوز 25 مليون دولار العام الماضى، إلى جانب التبادل المحدود للغاية فى المجالات الأخرى، يمكننا أن نرى أن إمكانات النمو وتعزيز هذه العلاقات الثنائية كبيرة جداً. 

وهذا يعنى أنه قد يكون هناك عدد من الفرص الجيدة التى يتم ضياعها اليوم، بسبب نقص المعرفة بها .. وخلال المحادثات التى أجراها رئيس مجلس النواب التشيلى مع عدد من المسئولين المصريين - أكد ذلك عدة مرات – وقام بتسليط الضوء على أن كلا البلدين يمكن أن يكمل كل منهما الآخر بسبب الطبيعة غير الموسمية للإنتاج الزراعى لإن كل منا يقع فى نصف الكرة المتعارضة. 

فى ضوء ذلك، قال رئيس البرلمان: إنه يمكن لكل من مصر وتشيلى استخدام بعضهما البعض كمنصات للوصول إلى الأسواق الأخرى، على أساس الفرص المتاحة للتداول مع العديد من التكتلات الاقتصادية الأخرى بشرط إضافة بعض المحتوى المحلى إليها.

وكانت الزيارة أيضًا فرصة لتأكيد اهتمام تشيلى بالإنتهاء فى أقرب وقت ممكن، وهى دراسة مشتركة قرر البلدان القيام بها العام الماضى من أجل التأكد من الآثار المترتبة على توقيع اتفاقية تجارية. 

وكانت الاستجابة التى حصلنا عليها من جميع السلطات فى هذا الصدد إيجابية وحماسية، لذا فإننا نتطلع إلى فرصة العمل مع نظرائنا فى مصر لإنهاء هذه الدراسة.

كما عقد الوفد البرلماني، اجتماعات جيدة مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الزراعة، والموارد المائية والرى، حيث تمت مناقشة إمكانيات التعاون المختلفة وتعزيز تبادل الخبرات فى مجال تصميم وتنفيذ السياسات العامة الناجحة والتى تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

وهناك إمكانيات جيدة للغاية، فى هذا الشأن فهناك بعض الخطوات التى قامت بها مصر فيما يتعلق بالسياسات العامة فى إدارة المياه والأنشطة الزراعية و التى قد تكون مفيدة للغاية للخبراء التشيليين من أجل التعلم من تجربة مصر.

هل هناك تعاون بين البلدين فى المجال الثقافى ؟

بالفعل هناك الكثير من فرص التعاون فى هذا المجال وتعزيز المزيد من تبادل تلك الخبرات ، وتم بحث ذلك من قبل الوفد البرلمان مع رئيس جامعة القاهرة لفتح نافذة للتعاون فى عدد من المبادرات بين الجامعة ونظرائها فى قطاع التعليم العالى التشيلى. 

وسوف نتابع كل هذه الأفكار التى تم بحثها عن طريق السفارة والسلطات المصرية والجهات المسئولة عن ذلك فى تشيلى لتنفيذ كافة  الأفكار التى تم اقتراحها .

وعلى الرغم من أنه لا يوجد الكثير من مشاريع التعاون الثقافى بين البلدين، إلا أن تشيلى مهتمة جدًا بتعزيز العلاقات فى مجال الأدب، خاصةً بالنظر إلى العدد الكبير من الكتب التى تنشر كل عام فى مصر، من خلال ترجمة المؤلفين التشيليين إلى اللغة العربية ، يمثل الهدف فى التقريب بين الثقافة والتاريخ والعادات التشيلية.

هل هناك أى استثمار لتشيلى فى مصر وما هى احتمالات نمو هذه الاستثمارات فى المستقبل؟

يوجد عدد من الشركات التشيلية التى استثمرت فى مصر، ونتابع استثمارات شركة النفط الحكومية التشيلية "ENAP Sipetrol" والتى تدير مشروعًا مشتركًا مع شركة "كويت إنيرجى"، وشركة البترول المصرية فى الصحراء الغربية. 

ولقد استثمروا حوالى 800 مليون دولار، ويبحثون عن فرص جديدة لتطوير أعمالهم فى مصر كما أن هناك شركة أخرى وهى"Crystal Lagoons" وهى شركة تكنولوجيا وابتكار توفر حلولًا لصيانة حمامات السباحة والبحيرات الكبيرة فى مشاريع الإسكان والفنادق.

هل لديكم أحدث إحصاءات حول التبادل التجارى بين البلدين خلال عام 2019 ؟

تعد مصر حاليًا الوجهة الرئيسية رقم 78 لصادراتنا بالخارج ، مما يدل بوضوح على إمكانات النمو القائمة للتجارة الثنائية بين البلدين.

و خلال عام 2018، بلغت قيمة التبادل التجارى حوالى 24 مليون دولار ، بنمو كبير بنسبة 41 ٪ مقارنة بعام 2017 الى كانت حوالى 20مليون دولار .

وبلغت الصادرات حوالى 12 مليون دولار فى عام 2018، خلال تلك الفترة كانت المنتجات الرئيسية المُصدرة هى الترمس  والسليلوز  والسلمون.

ما هى القطاعات الرئيسية التى تستثمر فيها الشركات التشيلية بالخارج؟

وفقًا لبيانات البنك المركزى التشيلى استثمرت الشركات التشيلية فى الخارج 119.6 مليار دولار حتى عام 2017 ، ويتكون هيكل الاستثمار الأجنبى الرئيسى فى تشيلى من عدة خدمات (من بينها التجزئة وتكنولوجيا المعلومات وخدمات البناء والنقل الجوى والبحرى) بنسبة 52.4٪، الصناعة (صناعة وإنتاج الورق والمنتجات الخشبية والمواد الكيميائية والكيميائية، وإنتاج المواد الغذائية والمشروبات) بنسبة 23.2 ٪، وفى المرتبة الثالثة، قطاع الطاقة بنسبة 17.2 ٪، تقدم المشاركة البسيطة الاستثمارات فى قطاع التعدين(4.8٪) والزراعة / الغابات (2.4٪).

ماذا عن عدد السياح الذين يصلون من تشيلى لمصر سنويا؟ ما هى رؤيتكم لجذب المزيد من السياح؟

وفقًا للمعلومات التى قدمتها لنا وزارة السياحة طبقاً لأخر إحصائية فى عام 2018، زار حوالى 5000 سائح تشيلى مصر،  نظرًا لأن السفر يتطلب رحلة طويلة جدًا، مع وجود اتصالات فى أوروبا أو الإمارات العربية المتحدة، أعتقد أن شيئًا من شأنه أن يسهل بشكل كبير الزيادة فى عدد الزوار من شيلى وهو الحصول على رحلة مباشرة بين البلدين.. وربما خلال السنوات المقبلة يكون هناك زيادة فى الأعداد .

وأعتقد أنه ينبغى على الحكومتين العمل قدماً على وضع الأطر القانونية المناسبة، لأى اتفاقيات للخدمات الجوية، لتنفيذ رحلة مباشرة عندما تكون ظروف السوق مناسبة لذلك اقتصاديًا. 

فهناك بالفعل شركة طيران تشيلية تقوم برحلات من سانتياغو، مع توقف فى ساو باولو فى البرازيل، إلى تل أبيب فى إسرائيل، وبالتالى فإن مسألة وجود رحلات مباشرة بين المنطقتين، أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط هى أمر قابل للتطبيق من الناحية التجارية من حيث المبدأ.

كيف ترى جهود مصر كرئيس للاتحاد الأفريقى لتعزيز التعاون مع الدول الأفريقية فى عام 2019؟

رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى كانت علامة بارزة على قيادة البلاد واهتمامها بالاقتراب من القارة الأفريقية ، إن إفريقيا قارة ذات إمكانات اقتصادية كبيرة،لذا فإن زيادة الاستثمار والتجارة والتكامل هم طريق قوى لتحقيق التنمية والتقدم، والتى كانت محور رئاسة مصر.