مازالت الصين التي صمدت ضد الوباء أرضا واعدا وخصبا لجذب الاستثمار العالمي 

هان بينغ   الوزير المفوض التجاري بسفارة الصين لدى مصر
هان بينغ  الوزير المفوض التجاري بسفارة الصين لدى مصر

بقلم: هان بينغ 

الوزير المفوض التجاري بسفارة الصين لدى مصر

 
يتجه وضع الوقاية والسيطرة للوباء نحو الأفضل في الصين. يعد وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد حالة الطوارئ الكبرى الأكثر صعوبة من حيث الوقاية منه والسيطرة عليه في مجال الصحة العامة منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

في خضم هذه المعركة الهامة، تعمل الصين بكل إمكانياتها على منع انتشار الوباء وعلاج المصابين بالفيروس عبر الإجراءات الأشد شمولا وصرامة ودقة، بفضلما تحرز النتائج المرضية حاليا. ويتضح ذلك في تأكد 21حالة جديدة يوم 16 مارس، من بينهم حالة واحدة فقط لشخص محلي وال20 الآخرين وافدة من الخارج. تمكنت الصين بجهودها الحثيثة والدؤوبة في مكافحة الوباء من الحفاظ على سلامة الأرواح والصحة للشعب الصيني، كما تمكنت بقوتها من كسب وقت ثمين للعالم لتحضير نفسه لمواجهة الوباء.

لقد حقق الاقتصاد الوطني عملية منتظمة، سعيا لضمان معيشة الشعب الأساسية. في وقت تضامن جميع أنباء الشعب الصيني بقلب رجل واحد لمكافحة الوباء، تبذل الصين قصارى الجهد لتهيئة بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية. في هذا السياق، تم إصدار سلسلة من الإجراءات الفعالة  بهدف تشجيع الشركات الرائدة والشركات ذات التمويل الأجنبي على تسريع وتيرتها لاستئناف العمل والإنتاج، الأمر الذي ساهم في إعادة نظام الحياة إلى طبيعتها تدريجيا. كما تكثف تدابير حافزة للتجارة الخارجية وجذب الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك استرداد ضرائب التصدير، وزيادة حجم قرض الائتمان، وتعزيز أعمال ائتمان الصادرات قصيرة الأجل وخفض الأسعار، وتنظيم معرض كانتون الربيع، بالإضافة إلى ضمان تمتع المستثمرين سواء أكان محليا أو أجنبيا بسياسات تفضيلية متساوية، سعيا إلى تهيئة بيئة عمل مريحة للشركات وتخفيف العبء عليها. وصل معدل استئناف مؤسسات التجارة الخارجية ما يقترب من 100٪ في 19 مقاطعة ومدينة مثل تشجيانغ وجيانغسو وشنغهاي.

أولا، انطلاقا من حالة الإنتاج، على الرغم من انخفاض الإنتاج الصناعي العام بسبب التأخر في استئناف العمل للشركات، شهد إنتاج المواد الهامة مثل الكمامات والكحول نموا سريعا، وكذلك لمنتجات التكنولوجيا الفائقة المتجسد في زيادة إنتاج الساعات الذكية والأساور الذكية والأجهزة شبه الموصلات المنفصلة والدوائر المتكاملة بنسبة 119.7٪ و45.1٪ و31.4٪ و8.5٪ على التوالي.وليس هذا فحسب، كما تحظى الخدمات المالية بزيادة 4.5٪، والزيادة بنسبة 3.8٪ لخدمات نقل المعلومات والبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات.

ثانيا، من منظور الاستهلاك، في الوقت الذي انخفضت المبيعات الإجمالية للسوق، استمرت مبيعات المستلزمات اليومية والتجزئة عبر الإنترنت رخمها القوي للنمو. ومن يناير إلى فبراير، كانت هناك 1.08 مليون وظيفة جديدة في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد، وكان توظيف الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين25-59 مستقرًا بشكل عام.

وثالثا، يحقق الهيكل التجاري تحسنا مستمرا، وتعد الدول المطلة على "الحزام والطريق" من أهم الشركاء التجاريينىن للصين. انخفضت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات بنسبة9.6 ٪ إلى 4.12 تريليون يوان من يناير إلى فبراير، تأثرا بعوامل مزدوجة المتمثلة في إجازة عيد الربيع، وخاصة الوضع الوبائي. وذلك يرجع إلى انخفاض واردات وصادرات الصين إلى الأسواق التقليدية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان بنسبة 19.6٪ و14.2٪ و15.3٪ على التوالي، رغم زيادة قليلة للأسواق الناشئة. حافظت واردات وصادرات الصين إلى البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"على اتجاه النمو، حيث زادت قيمة الواردات والصادرات بنسبة 1.8٪، ما يمثل المرة الأولى تجاوزت فيها نصيبتها على 30٪ من إجمالي الواردات والصادرات.

لطالمات الصين جزءا لا غنى عنه من سلسلة التوريد العالمية. إن مصالح كافة الدول مترابطة بشكل وثيق في عصر العولمة، ليشكل سلسلة التوريد المزدمجة. تعد الصين جزءا أساسيا من سلسلة التوريد العالمية، فسلامتها قائمة على أساس سلامة تنمية العالم أيضا. ما أظهر الاقتصاد الصيني في فترة الوباء من المرونة القوية يوفر المساندة والضمان للحفاظ على استقرار وأمن سلسلة التوريد الصناعية العالمية، وذلك يعود إلى منظومة التصنيع الأوسع نطاقا والأكثر تنوعا وشمولا واكتمالا التي تمتلكها الصين. فحتى الآن، لم يكن هناك أي اتجاه نقل سلسلة التوريد الصناعية على نطاق واسع من الصين إلى الخارج خوفا من تأثير الوباء، ما يدل على ثقة المجتمع الدولي بمرونة سلسلة التوريد الصناعية في الصين.

لا تزال الصين أرضا خصبا لجذب الاستثمار العالمي. تماشيا مع استمرار انتشار الوباء العالمي، قد يتباطأ النمو الاقتصادي والتجاري في العالم إلى حد ما في المستقبل، الأمر الذي سيكون له أيضًا تأثير ما على النمو الاقتصادي للصين. مع ذلك، لن يتأثر زخم التنمية الاقتصادية الصينية على طويل المدى، بفضل عزيمة الصين في الحفاظ على مزاياها التنافسية الشاملة في جذب مختلف الاستثمارات، وتثبيت ثقة واستراتيجية الشركات الكبرى للاستثمار في الصين، دون أي تزعزع في استراتيجيتها للانفتاح على الخارج.

إن الصين على استعداد كامل لتشاطر السراء والضراء مع كافة الدول العالم. انتشر الوباء في أكثر من 180 دولة حول العالم، حيث أنه في حاجة ماسة لتكاتف المجتمع الدولي في مواجهة تلك الصعوبات والتحديات. لدى الصين كل الثقة والقدرة للانتصار في المعركة ضد الوباء. "ستتبدد تلك الغيوم السوداء الداكنة، مهما تراكمت فوق قمم الجبال الساكنة". ونتطلع إلى تلاقينا مع الأصدقاء المصريين في السوق الصينية الواعدة بعد احتواء الوباء.