بسم الله

الموازنة الجديدة

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

لا أحب الوصف المبالغ فيه للأشياء، وأفضل أن نطلق الأسماء الصحيحة على مسمياتها، وقد عجبت أن يطلق وزير المالية الدكتور محمد معيط لفظ «تاريخية» على الموازنة الجديدة، فقد سمعتها ممن سبقه وأسمعها كثيرا على أشياء عادية وليست إعجازية أو غير مسبوقة، لهذا قلت لنفسى أقرأها بتفاصيلها، ولما قرأتها قلت إنها فعلا تاريخية !، وتحمل خيرا كثيرا للشعب، وتضع حدا لمعاناة السنوات العجاف السابقة، وتبشر بما يطلبه الناس من جنى لثمار الإصلاح الاقتصادى. أتذكر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما اقتحم بشجاعة مشكلات مصر المزمنة، ووضع خطة إصلاحها، وطلب من الشعب الصبر حتى تعود مصر «أم الدنيا قد الدنيا» اليوم تتحقق نبوءة الرئيس، ونحن نعيش عصرا يتحدث فيه العالم عن قدرة مصر وقوتها فى مواجهة الأزمات.
طلب الرئيس أن تحمل الموازنة الجديدة تحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال مبادرات فعَّالة تُسهم فى الارتقاء بجودة الخدمات العامة، وتعزيز دعائم الحماية الاجتماعية، على النحو الذى يضمن استفادة كل فئات المجتمع من عوائد التنمية، خاصة الفئات الأولى بالرعاية بالمناطق الأكثر احتياجًا، والطبقة المتوسطة. ومن ذلك تحسين أجور العاملين بالدولة والارتقاء بأحوالهم، حيث تم تخصيص 335 مليار جنيه للأجور، بزيادة قيمتها 34 مليار جنيه عن العام المالى الحالى بنسبة 11،3، يتم بها صرف العلاوات الدورية بنسبة 7% من الأجر الوظيفى للمخاطبين بالخدمة المدنية و12% من المرتب الأساسى لغير المخاطبين بحد أدنى 75 جنيهًا، والحافز الإضافى الذى يتراوح بين 150 جنيهًا إلى 375 جنيهًا، وأيضا الزيادة بنسبة 75% فى بدل المهن الطبية الذى يصرف للأطباء وهيئات التمريض بقيمة 2،25 مليار جنيه.
لقد تمت زيادة مخصصات الصحة لتصل إلى 96،8 مليار جنيه بزيادة 23،8 مليار جنيه، و 326،3 مليار جنيه للدعم، وزيادة مخصصات المعاشات الضمانية إلى 19 مليار جنيه و170 مليار جنيه للهيئة العامة للتأمينات والمعاشات لسداد القسط الثانى من التزامات الخزانة العامة للدولة نحو الهيئة، متضمنة الفروق الناتجة عن صرف العلاوات الخمس، والعلاوة الخاصة لأصحاب المعاشات بنسبة 14%.
دعاء: اللهم لك الحمد والشكر.