يوم الأرض.. 44 عامًا من نضال شعب فلسطين دون استكانة للاحتلال

علم فلسطين
علم فلسطين

"فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود.. فدائي فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود.. بعزمي وناري وبركان ثاري.. وأشواق دمي لأرضي وداري.. صعدت الجبال وخضت النضال.. قهرت المحال حطمت القيود".

تلك هي أنشودة فلسطين الحية، التي تتوارثها الأجيال وتجري في العروق مجرى الدماء، ويُلقّنها الآباء للأبناء ويتوارثونها من الأجداد ليروونها لمن يأتي بعدهم من خلفهم ألا تفريط في الأرض ولا خضوع للمحتل.

فلسطين تُحيي اليوم الاثنين 30 مارس ذكرى يوم الأرض، الذي يبقى أحد شهود العيان على صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفضه التفريط بها مهما عظم المقابل.

وفي الذكرى الرابعة والأربعين، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، "نحن أهل الصمود وسنواجه الممارسات والسياسات والجرائم الإسرائيلية بأدوات القانون الدولي والمساءلة والمحاسبة، وسنبقى متجذرين في أرضنا، ونحمي هويتنا في القدس، وفي الأرض الفلسطينية كافة. يهدمون سنبني.. يقتلعون الأشجار سنزرع.. نحن أصحاب الأرض وحراس تاريخ ومستقبل فلسطين".

وقائع الأحداث

ونعود للوراء قليلًا إلى عام 1976، حينما قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي مصادرة 21 ألف دونم من أراضي مدينة الجليل الفلسطينية [الدونم=1000 متر مربع]، لتكون هذه الشرارة التي أوقدت شعلة النضال في الفلسطينيين قبل 44 عامًا، تلك الشعلة التي لم تنطفئ منذ بداية النكبة واحتلال الأراضي الفلسطينية عام 1944.

الثلاثون من مارس من ذلك العام كان بداية الشرارة، حينما هبّ الفلسطينيون في مدينة الجليل هبة رجلٍ واحدٍ معلنين انتفاضةً ضد الاستيلاء على أراضيهم وسياسية التهويد المتبعة من قبل الاحتلال.

الصرخة الشعبية المدوية لم تتوقف عند مدينة الجليل، وعمت أرجاء فلسطين من الجليل حتى النقب، وامتدت ليصل مداها في أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولم تقف قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتوفة الأيدي تجاه الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية، فبادرت بقمع تلك الاحتجاجات بكل وسائل العنف الممكنة، وأقدمت على اقتحام عدة بلدات عربية.

وكان لزامًا على الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن تمسكهم بأرضهم التاريخية، فارتقى في تلك الأحداث ست شهداء، عطفًا على مئات الجرحى، الذين روت دماؤهم أجمعين أرض فلسطين، التي يشتاق ثراها لسماع صليل خيول الفلسطينيين على أرضهم بعد أن يحرروها من الاستعمار الإسرائيلي.