بسم الله

نصيبك فى الدنيا

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

كشفت لنا كورونا مدى ضعف الانسان أمام قدرة الله سبحانه وتعالى ، ونبهتنا إلى ضرورة الاعتصام بدين الله ، الذى يحثنا على التفكير فى خلقه بخيره وشره. ودعانا إلى التمسك بمنهجه على الطريق المستقيم ، والذى نهايته جنة الخلد «أعدت للمتقين». وحذرنا من طريق الشيطان ، والذى نهايته نار جهنم وبئس المصير. وإذا كان البعض ينتقد صيغة الدروشة التى بدت على كثير من الناس ، فإنه من باب أولى –أيضا– انتقاد موجة الإلحاد التى انتشرت بين الكثير فى الآونة الأخيرة.
كلما رأيت وحللت ما يحدث فى الصين وغيرها من بلاد العالم وانتشار فيروس كورونا ، أجدنى أحمد الله كثيرا على نعمة الإسلام ، وشريعته السمحاء ، وطريقه الوسطى الذى لا غلو فيه ولا تطرفا ، إنما هو دين الفطرة ، التى فطر الله الناس عليها ، ولأنه الخالق سبحانه ، يعلم ما يفيد الانسان وما يضره. هو الذى يأمرنا بأكل الطيبات ، وينهانا عن الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به. ويأمرنا بأن نبدأ طعامنا ببسم الله ، ونختمه بالحمد لله. كما يأمرنا بالتطهر والنظافة الشخصية والجماعية ، الله طيب لايقبل الا طيبا. وهو سبحانه الذى يبتلى عباده ويمتحن إيمانهم ، فإن صبروا وحمدوا جزاهم الخير ، وإن غضبوا وضجروا ساق عليهم ما يعكنن عليهم حياتهم ، ويحيلها إلى جحيم دنيوى ، ولا يكون لهم نصيب الا جحيم اخروى أبدى. لهذا نحمد الله فى السراء والضراء ، وليس لنا الا ان نفهم حقيقة قوله تعالى :» والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون «.
من هنا يسهل علينا مواجهة فيروس كورونا وغيره من الأوبئة ، فقط نحتاج إلى جانب الإيمان بقضاء الله وقدره ، أن نتكاتف جميعًا لمواجهة هذا الوباء ومنع انتشاره بالالتزام بالاجراءات التى يتخذها ولى الامر ، لنحمى أنفسنا ووطننا. وأن نكون إيجابيين ، من يجد أية خروقات للاجراءات ، يبلغ السلطات المختصة بها فورا من دون مجاملة لأحد مهما كان.
دعاء : اللهم لاتشغل عقلى بما يقلقه ، ولا قلبى بمن لا يرحمه ، ولا وقتى بما لاينفعه