أخر الأخبار

رحلة

مشاهد حزينة للسياحة من صنع كورونا

جلال دويدار
جلال دويدار

لا يمر يوم إلا ونسمع أخباراً مؤسفة وحزينة عن أحوال السياحة- صناعة الأمل. يأتى ذلك إرتباطًا بواقع تداعيات غزوة كورونا التى تفترس أمن وإستقرار دول العالم.
إن الاقتصاد العالمى - الذى يعد النشاط السياحى من ركائزه الأساسية - يحتل رأس ممارسات هذه اللعينة -التى مازالت غامضة -لالاعيبها الاجرامية. إنه يتمثل بشكل أساسى بجانب الإصابات وحصد الأرواح فى عملية التخريب والتدميز التى يتعرض لها هذا الاقتصاد.
هذه الحقيقة تتجلى فى إنهيار البورصات وأسعار البترول والتضييق على التعاملات التجارية التى تشمل جميع أنواع الانتاج المتبادل. لم يعد هناك مجال لممارسة هذه الأنشطة مع توقف معظم وسائل النقل وفرض القيود الشديدة على حركة ماتبقى منها إلى جانب الإجراءات الداخلية فى الدول التى وصلت إلى حد منع التجول.
>>>
كل هذه الصدمات ومعها ما يتم من خطوات أخرى فى محاولة لمحاصرة الوباء اللعين.. تمتد آثارها إلى السياحة سواء كانت داخلية أو خارجية. وليس خافيًا كما ذكرت فى مقال سابق بأنه لا يمكن أن يكون للسياحة وجود بدون وسائل النقل التى تم وقفها وفى مقدمتها الطيران.
فى هذا الشأن فإنه ولاجدال مشهد يقطع القلب مشاهدة مطارات العالم خالية بعد أن كانت تموج بعشرات الملايين من الركاب. إن نسبة كبيرة من هؤلاء الركاب بل يمكن القول أنهم جميعا يندرجون تحت مظلة النشاط السياحى. إتصالًا فإن صناعة الطيران المرادفة فى نموها لحركة السياحة سوف تتعرض أيضاً لخسائر فادحة تقدر بمئات مئات المليارات من الدولارات. يضاف إلى ذلك الخسائر الإجتماعية المتمثلة فى فقد عشرات الملايين لوظائفهم ومصادر أرزاقهم.
إن الدولة المصرية وفى إطار تحركها وإجراءاته لمواجهة تداعيات تضع محنة السياحة بسبب كورونا ضمن اهتماماتها. تمثل ذلك فى اجتماع د. مصطفى مدبًولى رئيس الوزراء بوزير السياحة د.خالد العنانى وبالمسئولين عن إتحاد الغرف السياحية ورئيس غرفة شركات السياحة. أكد لهم تفهم الدولة لمعاناة الصناعة رعاية الدولة وأنه سوف تعمها وترعاها حتى تزول أزمة كورونا.
>>>
الحقيقة إنه كم كانت صدمتى شديدة للغاية وأنا أطالع ما أعلن عنه من عمليات إغلاق العديد من الفنادق فى مقاصدنا السياحية. جاء ذلك بعد أن غادرتها آخر الأفواج السياحية عائدة إلى بلادها.
بالطبع فإنه لن يأتى أحد إلى هذه الفنادق مع توقف حركة الطيران وإغلاق المطارات. فى نفس الوقت فإن هذه الفنادق مضطرة إلى حجز العاملين بها داخلها لمدة ١٤ يوماً هى مدة العزل الوقائى الذى تقضى به الإجراءات الإحترازية لمنع إنتشار الكورونا.. البيانات أشارت إلى أن عدد هؤلاء السياح المغادرين للغردقة ومرسى علم وصل إلى ٧٠ ألف سائح فى الأيام الأخيرة.
وللإستفادة من فترة توقف حركة السياحة -التى أرجو من الله ألا تطول - تجرى حاليا عمليات تعقيم وتطهير الفنادق وكل المنشآت السياحية فى إطار معركة الخلاص من هذا الوباء الفتاك.
>>>
ليست الفنادق ولا الطيران وحدهما المضارين من هذه الهجمة الوبائية الشرسة ولكن هناك أيضا وإتصالا العديد من الأنشطة التى تأتى على رأسها المتاحف والمواقع والمقتنيات الأثرية وعشرات الأنشطة الأخرى المستفيدة.
قلبى مع قطاع الأعمال السياحى وكل العاملين فى الأنشطة السياحية ومع الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الذى يتحمل فى هذه الفترة الصعبًة للغاية عبئا تنوء به الجبال.