فى الصميم

سلاحنا الأقوى فى مواجهة «كورونا»

جـلال عـارف
جـلال عـارف

لامجال للعبث أو الاستهتار من أى طرف ونحن فى قلب معركة شرسة ضد عدو يوجه ضرباته فى أنحاء العالم كله فى أكبر تحد تواجهه البشرية منذ عشرات السنين.
لامجال للعبث أو الاستهتار فالدولة تقوم بما تستطيع وتدير معركة شديدة التعقيد لمواجهة الفيروس القاتل ولمعالجة آثاره الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة. والكل هنا مطالب بتحمل المسئولية والالتزام بالتعليمات وتحمل ما تفرضه الظروف من اجراءات حتى لا نواجه ما هو أسوأ كما حدث فى دول كثيرة تدفع ثمن التقدير السيئ للموقف، أو التأخر فى القرارات، أوعدم الالتزام بأبسط ما تفرضه المواجهة من منع التجمعات والتزام البيت قدر الإمكان.
بالأمس فقط حذرت منظمة الصحة العالمية من تصاعد هجمة فيروس «كورونا». قالت إن الأمر استغرق ٦٧ يوما لكى يصل عدد الاصابات بالفيروس الى مائة ألف بينما استغرق الوصول الى ٢٠٠ ألف ١١ يوما، ثم استغرق الوصول الى رقم ٣٠٠ ألف مصاب أربعة أيام فقط. وهو ما يفرض على الجميع أن يدرك حجم الخطر، وأن يتحمل مسئولية فى المواجهة الصعبة.
حتى فى أوروبا يبدو الفارق كبيراً بين النسبة العالمية للوفيات من كورونا فى ايطاليا واسبانيا، وبين النسبة المتدنية «حتى الآن» فى المانيا. بالطبع قد تكون الامكانيات الطبية لدى ألمانيا أكبر، لكن العامل الاساسى هو الجدية فى التعامل مع الازمة، والانضباط الشهير الذى يلازم السلوك الالمانى.
الالتزام بالإجراءات التى يتم اقرارها أمر لا يتحمل الاستهتار أو العبث.
والمتاجرة بالدين أو استغلاله من قوى جاهلة أو معادية أمر لابد من ردعه بكل حسم. الالتزام الكامل بالتعليمات الرسمية فقط هو الذى يمنع الأسوأ. أمامنا فترة صعبة سنعبرها بتضامننا كما فعلنا مع أزمات سابقة تقول اننا نقدم افضل ما لدينا حين نواجه الأصعب. حفظ الله مصر من كل شر.