حكايات| العائدون من «ووهان».. مواجهة أخرى مع «كورونا» في مصر

العائدون من «ووهان»
العائدون من «ووهان»

قبل 49 يوما وصل 302 مصري من مدينة «ووهان» بمقاطعة خوباى الصينية، بعد أن فقدوا الأمان من وجودهم في بؤرة انتشار فيروس كورونا المستجد.. ووجدوا أن العودة للوطن مرة أخرى هي بمثابة ولادة جديدة منحتها لهم الحكومة المصرية لكن الأن وبعد أن طال فيروس كورونا مصر كيف يواجه هؤلاء الوباء للمرة الثانية.

 

يخوض هؤلاء الناجون من وحش كورونا في الصين المعركة لثاني مرة في مصر، فهل يجعلهم ذلك هم الأكثر وعيا بكارثة المرض، أما أن هناك يعد نفسيا أصابهم نتاج ملاحقة الوباء لهم.

 

يقول طلعت محمود محمد مدرس مساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر، وباحث لدى جامعة وسط الصين الزراعية: «كنت من الأشخاص الذين تواجدوا في مدينة ووهان أثناء تفشي مرض كورونا انا وأسرتي زوجتي وابني، وكان أول أيام لظهور كورونا في شهر ديسمبر كان البعض يعتقد أنه سارس، ولكن بعد رأس السنة الصينية بدأ الحديث أنه فيروس جديد بدأ ظهوره في ووهان».

 

معركة وعي

يتابع: لذلك بدأ الجميع يخرج من ووهان موطن المرض وبدأ المرض ينتشر في الصين ولجأت الحكومة الصينية لمجموعة من الإجراءات لردعه منها تعليق رحلات الطيران وتعليق الدراسة وكان يرافق ذلك التزام الصينين بمنازلهم.

 

ويوضح طلعت أن الشعب الصيني مثقف جدا وواعي جدا ومن الوهلة الأولى منذ ظهور المرض وتنبيهات الحكومة التزم وأخذ كل سبل الوقاية .

 

يقول طلعت: أرجح مليون في المئة إن السبب الأول والرئيسي في تعافي الصين من المرض هو وعي الشعب ومنع انتشار الإصابة فالشعب الصيني التزم بحظر التجول والعزل الصحي بالمنزل .

 

وعن تجربته الشخصية في العزل الصحي بالصين يقول: التزمت بالحجر هناك لمدة 25 يوما حتى تم اجلائنا وكانت الصدفة أن الحجر كان بالتزامن مع احتفالات راس السنة الصينية والتي من المعروف أن الصينين يأخذون إجازة فكان لدينا مخزون من المستلزمات الغذائية وكنا إذا نقصنا شيء أنزل للضرورة بكل الوسائل الخاصة بالحماية والوقاية.

 

وتابع: الحكومة الصينية بدأت توجه وتنبث منشورات تحذيرية وتوعوية التعامل مع فيروس كورونا المستجد يحتاج إلى وعي من أجل التصدي له إذا لم يعي الشعب يزيد عدد الحالات و لا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تتحكم في إصابة ٢٠% من شعبها بكورونا والنظام الطبي سينهار من ضغط الحالات.

 

يوضح طلعت أن كثير من الشعب المصري لا يدرك حجم الخطورة قائلا: في منطقتي لا يوجد فرد يرتدي كمامة ولا يوجد شخص ملتزم، أبسط شيء إذا حدثت إصابة لم تتمكن الدولة من السيطرة خاصة وهو فيروس سريع الانتشار وخطورته تتمكن في سرعة الانتشار بالإضافة إلى أن فترة حضانة المرض 14 يوما وهو ما يعزز من نقل العدوى كما أنه حتى الآن لا يوجد له علاج ولا يوجد نظام صحي في العالم يستطيع المواجهة .

 

وطالب الدولة بمحاسبة من يخرق حظر التجول، وقال: نحن مقبلين على منحدر لعدم وجود وعي شعبي يجب عزل المحافظات عن بعضها والمراكز والقرى هذا ما سوف يوقف المرض.

 

كبار السن

يؤكد محمد فتحي محمد زكي مدرس مساعد جامعة الأزهر بالقاهرة كلية الزراعة قسم أمراض نبات أن هناك فرق بين الثقافتين المصرية والصينية في التعامل مع كورونا .

 

ويقول: نسبة كبار السن في المجتمع الصيني مرتفعة بالنسبة لصغار السن وهذا كان سبب في ارتفاع نسبة الوفيات ولكن الوعي والطب الوقائي متوفر لدي غالبية الشعب الصيني فهو شعب على درجة عالية من الوعي الطبي كما أن لديهم احتياطات مسبقة خاصة بالفيروسات نظرا لتاريخ تعاملهم معها.

 

90561535_636703316887494_2273284069028528128_n.jpg

 

ويضيف فتحي: أيضا ارتداء الكمامات أمر طبيعي اعتاد عليه الشعب الصيني وبالتالي ثقافة الكمامة والإجراءات الوقائية الطبية مدربين عليها باستمرار وهناك اهتمام من قبل الشعب الصيني بالحماية والوقاية نتيجة لتعرضهم لتاريخ مرضي للإصابة بالفيروسات على مدار السنوات الماضية ومرورهم بعدة أوبة من قبل فقد اعتادوا على ذلك ولذلك لديهم مقومات الحماية من خطوط إنتاج للمستلزمات الطبية والاستعانة بالكوادر الطبية من قطاعات أخرى نظرا أن إصابة كورونا بدأت في مدينة وهان استطاعت الصين السيطرة عن طريق القيام بعملية غلق للمدينة ولذلك استطاعت أن تتحكم في المرض في وقت قياسي .

 

يذهب فتحي إلى مشهد وصوله مطار العلمين الدولي قادما على رحلة خاصة بعد أن استجاب الرئيس السيسي لاستغاثاتهم: لا أشعر بالندم للعودة إلى مصر فقد عدت إلى أسرتي وأولادي وزوجتي وأمي وأبي وهذا لا يقدر بثمن فالرجوع إلى أرض الوطن لا يقدر بثمن .

 

يتابع حديثه: كنت على يقين من أن الصين سوف تنجح فى احتواء المرض بشكل سريع، ولكن ما ساعدها هو عملية غلق ووهان بشكل سريع رغم أنه كان من الممكن أن تسيطر الصين وتمنعه من الانتشار خارجها إذا كانت أعلنت فرض الحجر الصحي على ووهان قبل ذلك .

 

ويقول فتحي إنه خضع للحجر الصحي فور العودة من ووهان في مطروح ورأيت بعيني دور وزارة الصحة ولكن نحن كان عددنا قليل ومحصور الأن لدي تخوف حول الإمكانيات من حيث عدد الأسرة والمستلزمات الطبية نظرا للعدد المتوقع إصابته.

 

الأسبوعان الأخطر

يؤكد فتحي أن الأسبوعين القادمين هما الأخطر على مصر فالحجر الصحي لم يطبق دفعة واحدة ولكن طبق على مراحل وكنت اتمنى أن يعلن الحظر تماما لمدة أسبوعين كما حدث بالصين كان سوف يؤدي إلى إيقاف المرض كل شخص يتجول في الشارع هو مصدر خطر لابد على الدولة أن تطبق الحجر الصحي بمعنى الكلمة والذي يعني إغلاق الدولة و مؤسساتها وما يعمل الوزرات المعنية التي لها دور في مكافحة الوباء .

 

يوضح فتحي واثق من أن الحكومة المصرية سوف تجتاز الأزمة ولكن أيضا الشعب ليس على درجة كبيرة من الوعي والفترة الماضية قبل دخولي الحجر الصحي بالمنزل انا واسرتي ك

 

يتابع: لكن تطبيق العزل بالشكل الأمثل في مصر لم يتم دفعة واحدة وهذا ما سوف ينعكس علينا الفترة القادمة لابد أن نكون على استعداد كامل أن الوضع يمر بسلام أو يحدث نكسة وظهور إعداد إصابة كبيرة ولكن يجب أن توزع على الناس المحال المعقمة الكمامات والقفازات الطبية في كل الأماكن وبأسعارها الصيدليات تستغل الأزمة الحالية ويصاحب ذلك توعية للمواطنين بحيث نستطيع أن نواجه هذا المرض .

 

العودة للصين

هناك الكثير ليس لديهم الوعي الكافي للتعامل مع المرض، ولكن يجب أن نكون على استعداد لتطبيق العزل الكامل أخي وأمي لازالوا يذهبون إلى العمل وهذا الاختلاط ممنوع في مثل هذه الظروف.

 

وينهي حديثه: أنا في انتظار العودة إلى الصين لاستكمال دراستي، ونحن في انتظار بريد إلكتروني يحمل موعد العودة إلى الصين التي أخطرتنا بأننا سوف نخضع للحجر الصحي لمدة 14 يوما هناك فور الوصول للبلاد.

 

 

يقول عبد الرحمن  باحث بالمركز القومي للبحوث جامعة القاهرة: أواجه نفس الأزمة للمرة الثانية، ولكن في مصر في البداية انتابني الحزن لأن مصر ظهر بها اصابات بالرغم من أنه كان متوقع طبقا لمعدل الانتشار بمعظم الدول وصعوبة الكشف عن إصابات المسافرين أو الحاملين للفيروس إلا من خلال قياس درجة الحرارة والتي لا تعتبر دليل قاطع.

 

 

 

87040906_2512914512293577_3877497131958796288_n.jpg

 

ويخضع «أمير» الآن لحجر بالمنزل، ولكنه يقول أكيد له طعم آخر وسط أهلي على عكس ما كنت وحيدا في ووهان هنا مرتاح نفسيا وبنصح الجميع باستغلال الوقت بالقراءة أو المذاكرة وفرصة للجلوس مع أولادنا وهذا شيء احزنني كفارق بينا وبين الصين في كيفية استغلال الوقت كما أن الطلاب في مصر فرحوا بإلغاء الترم.

 

يقول: في الحقيقة أشعر بالخوف على بلدي مصر لأن الناس بالفعل معدل استجابتها بطيء جدا مع أن الحكومة قائمة بالدور الأمثل ومن أجل ذلك يجب أن يصل هذا للطبقة التي ليس لديها فيسبوك أو التي لا تشاهد التلفزيون وهم عددهم كبير للأسف هذا ما يفرقنا عن الصين لأن هناك جميع الفئات العمرية والمادية تجيد استخدام الإنترنت ومتابعة الأخبار فكانت السيطرة في وقت قصير وبأقل مجهود.

 

يختتم حديثه أتمني أن يكون هناك ضمير في أسعار المطهرات والسلع وأن نوعي بعضنا البعض كل فرد في نطاق دائرته وربنا يحفظ مصر وسائر البلاد.

 

 

يقول دكتور عبد المنعم الشحات، مدرس مساعد بجامعة كفر الشيخ، وهو أحد العائدين من مدينة ووهان، الصين سيطرت على الوضع لا يوجد بها إصابات جديدة ولا وفيات أيضا بالرغم من ذلك بدأ المرض ينتشر في الدول العربية وأفريقيا أوروبا وكان من الطبيعي أن ترسل الصين للطلبة بريد إلكتروني يحمل تحذير بعدم الرجوع إلى وهان دون أمر مباشر منهم ومن يخالف ذلك سيتم التعامل معه بالقوة ، وفي نفس الوقت من يسمح له بالعودة سوف يفرض عليه حجر صحي لمدة 14 يوما وسيكون على حساب الطالب.

 

يؤكد عبد المنعم: إذا عاد بي الزمن سوف اختار العودة إلى مصر وأكون وسط أهلي أعتني بهم وأوعيهم أفضل من أن أكون بعيد عنهم في دولة أخرى بدونهم الصين سيطرت على المرض عن طريق الالتزام بالبيت وهذا ما أناشد به الجميع هناك مناطق وقرى في مصر لا تعرف عن المرض شيء هناك الكثير يتابعون حياتهم بشكل طبيعي .

 

90297690_522484515135711_8589674145183170560_n.jpg

 

يقول عبد المنعم: النزول يكون للضرورة القصوى في مثل هذه الظروف غير ذلك السيطرة على الوضع هنا سيكون صعب جدا لأن الطريقة الصينية التي أثبتت نجاحها هو الالتزام بالمنزل وفقا لتعليمات الحكومة الصينية التي أوصت بذلك لذلك نجد دول مثل إيطاليا يتفاقم فيها الوضع لأن الشعب لا يتبع التعليمات الخاصة بالعزل احذر من هذا السيناريو .