محمد الحمادى رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين: مصر الشقيقة الكبرى وصمــــــــام الأمان للمنطقة

محمد الحمادى رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين
محمد الحمادى رئيس جمعية الصحفيين الإماراتيين

حوار : يوسف أبوهارون

◄الصحف الورقية ستبقى لفترة.. لكن من سيعتمد على نفسه هو من سيستمر

◄الإعلام العربى أمام مسئولية كبيرة وتحد حقيقى لنقل الصورة الحقيقية وخدمة استقرار المنطقة

◄العلاقات بيـن مصر والإمارات نموذجيــــــــــــــة تقوم على الثقة المتبادلة

◄المؤسسات الإعلامية تحاول الحفاظ على وجودها فى ظل الثـــــــــورة التكنـولـوجيـة الكبيـرة


> كيف ترى الإعلام العربى فى الوقت الحالي؟

الإعلام العربى يواجه مثل كل الإعلام فى العالم تحديات كثيرة، سواء فى مسألة الحريات أو فى مسألة تحدى الوجود فى ظل تطور الإعلام وتغيره، فالإعلام الرقمى صار تحديا، وصارت المؤسسات الإعلامية تحاول أن تحافظ على وجودها فى ظل الثورة التكنولوجية الكبيرة.

الإعلام العربى أمام مسئولية كبيرة جدا فى ظل التغييرات الكبيرة التى تحدث فى المنطقة، اليوم دول عربية تعانى من حروب، وأزمات ومشكلات كثيرة وأصبح الإعلام سواء صحافة أو تليفزيون حتى وسائل التواصل والإعلام الرقمى أمام تحد حقيقى، فى كيفية نقل الصورة الحقيقية فى هذه الدول، والطريقة التى يتكلمون بها لتخدم الشعوب وتخدم استقرار المنطقة.

لا شك أن العشر سنوات الماضية منذ 2011 حتى الآن المنطقة تعج بالأحداث الكثيرة وأصبحت مسئولية الإعلام العربى كبيرة فى نقل الصورة الحقيقية ونقل الواقع الذى تعانيه الدول والشعوب حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة التى نمر بها.

والأهم اليوم نستطيع أن نجذب كفاءات إعلامية شابة جديدة للإعلام، اليوم الإعلام التقليدى «الصحافة والتليفزيون» لا يجذب كثير من الشباب فى الامارات والخليج بشكل عام هذه الظاهرة واضحة بشكل أكبر الشباب يتجهون إلى العلام الرقمى، إلى السوشيال ميديا، هذا الأمر يتطلب من المؤسسات الإعلامية جهد أكبر حتى وإن كان الشباب يتجهون للديجيتال يكون لديهم أخلاقيات المهنة التى تساعدهم وكذلك قواعد وعناصر الإعلام الحقيقى.

الصحافة الورقية

> كيف ترى مستقبل الصحافة الورقية؟

الصحافة الورقية لا شك تعانى معاناة شديدة اليوم لسببين الأول تغير مزاج القارئ فى عالمنا العربى وفى العالم بشكل عام، القارئ يتجه نحو الإعلام الرقمى الأمر الذى أدى إلى تغير سلوك المعلن، بالتالى نحن اليوم نعانى من مشكلة أن المؤسسات الإعلامية أصبحت دخلها يقل عام بعد عام، بالتالى أصبحت عملية إدارة المؤسسات الإعلامية وإنتاج الصحف مسألة صعبة جدا لذلك مع الوقت كثير من المؤسسات الصحفية ستواجه الواقع المر، ربما بعضها يغلق، وهو أمر مرتبط بالعنصرين الأساسيين إستمرارية وجود قراء وإستمرارية وجود العوائد المالية التى تساعد هذه المؤسسات على الاستمرار، لذلك يجب أن نتغير ليس لدينا خيار، بمعنى أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تغير طريقة تعاملها مع المادة الإعلامية، حتى لو قادرة أن تخرج ورقى طريقة عرض المادة على الورقى وطريقة مخاطبة الجمهور يجب أن تتغير، طريقة تقديم المحتوى يجب أن تتغير، هذا الأمر بعض المؤسسات بدأت فيه والبعض لا زال متأخرا وبالتالى ما أراه أن التغيير قادم ومواجهته هو الشئ المستحيل ولن ينجح أحد فى مواجهة طوفان التغيير القادم، بالتالى يجب أن نغير أدواتنا ونكون قادرين على أن نتماشى مع التغير القادم.

> هل الصحافة الورقية باقية أم ستختفي؟

أعتقد أن هذا الحديث سابق لأوانه، الصحف ستبقى لفترة ما، لكن من سيستطيع الاعتماد على نفسه هو من سيستمر ومن لن يستطيع سيواجه مشكلة الإغلاق.


> كيف ترى العلاقات المصرية الإماراتية؟

علاقة نموذجية بين دولتين فى العالم، العلاقات قائمة على أسس الاحترام المتبادل وعلى أسس الثقة المتبادلة، وهذان الأمران مهمان جدا لقوة العلاقة بين أى بلدين، فضلا عن ذلك إذا رجعنا للتاريخ نجد أن تاريخ العلاقات بين البلدين تاريخ إيجابى جدا وتاريخ يشجع على أن تستمر هذه العلاقة بشكل أكبر وأكبر.

اليوم الرؤى بين البلدين حول القضايا المختلفة رؤى متقاربة جدا فى كثير من الملفات وإن كان هناك اختلافات فى بعض الملفات فهى طبيعية جدا ومقبولة فى العلاقات الدولية بين أى دولتين، لذلك اليوم نجد أن العلاقات السياسية، الإقتصادية، الأمنية، التعليمية والثقافية كلها فى خط بيانى تصاعدى،وهذا يرجع للعلاقة القوية بين البلدين، العلاقة المتميزة بين القيادتين، والعلاقة القوية بين الشعبين، هذا تاريخ وواقع وهذا المستقبل.
دولة الإمارات تؤمن تماما وتدرك حجم جمهورية مصر العربية، مكانة مصر بين الدول العربية وبين دول العالم، لذلك تعتبرها الشقيقة الكبرى التى يجب أن تكون دائما فى حالة قوة وفى حالة الفعل المؤثر لأن قوة مصر هى قوة للأمة العربية كلها، قوة لكل إنسان عربى، فهى صمام الأمان لهذه المنطقة.

علاقاتنا متميزة 

> هل سنرى تنسيقا مشتركا بين الإعلام فى الدولتين؟

العلاقات بين الإعلام المصرى والإعلام الإماراتى علاقات عمرها أكثر من 50 سنة، منذ قيام دولة الإمارات وقبل قيامها الصحفيين والإعلاميين المصريين الذين جاءوا لدولة الإمارات كانوا ضمن مجموعة إعلاميين جاءوا فى ذلك الوقت، وكانوا من ضمن المؤسسين للصحافة والإعلام الإماراتي، صحيفة الاتحاد مثلا الصحيفة الأولى فى الإمارات أول صحيفة صدرت كان من ضمن مؤسسيها أساتذة مصريين، كذلك الإذاعة والتلفزيون، لذلك اليوم الحضور المصرى كان ولا يزال باقيا، اليوم كثيرا من المؤسسات الإعلامية تجد فيها صحفين، صحفيات، مخرجين ومذيعين من مصر، هذا الأمر والتاريخ الطويل يؤكد أن الإنسان المصرى يستطيع أن يفهم الفكر فى الإمارات، الرؤية فى الإمارات والعمل فيها.
بالنسبة لنا مع نقابة الصحفيين المصرية علاقاتنا متميزة جدا فى هذه المرحلة، الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين، ليست علاقتنا علاقة مهنية فقط إنما علاقة صداقة تفيد الجانبين، اليوم نحن فى تواصل مستمر إذا كان هناك فكرة للتعاون أو هناك مشكلة -لا قدر الله- لأى صحفى مصرى فى دولة الإمارات، وهذا الأمر يخدم الجانبين وزيارتنا اليوم لنقيب الصحفيين فى مقر النقابة تأكيد لقوة هذه العلاقة ومتانتها.


> هناك وسائل إعلام تتبنى فكر وتدعم الجماعات الإرهابية كيف ترى ذلك؟

نحن نعانى إشكالية كبيرة اليوم أن هاك أطرافا عربية تعمل لصالح أجندات غير عربية وتهدف إلى إثارة القلاقل داخل الدول العربية، وهذا الأمر أصبح واضحا، ربما مصر من أكثر الدول التى عانت من الاعلام الموجه منذ نهاية التسعينات من القرن الماضى وكان هذا الإعلام يدعى أنه يعبر عن الرأى والرأى الأخر وأنه يكشف الحقيقة فى حين أنه كان يستهدف بلد بعينها، اليوم نحن كإعلاميين وصحفيين نعانى إشكالية هى أنه يجب مواجهة هذه المؤسسات وأن نقاومها ونكشفها ونفضحها.

قناة الجزيرة نموذج صارخ على تدمير أخلاقيات المهنة وشذوذ عن الخط الطبيعى للإعلام ن دائما نقول الإعلام موضوعى، الإعلام يبحث عن الحقيقة والواقع، هذه القناة وأخواتها من القنوات للأسف الشديد تبث الفرقة فى العالم العربى،تبث الفتنة المذهبية والطائفية وكثير من الأمور السلبية.
وهذا بما يكون جزء من دور اتحاد الصحفيين العرب يواجه هذه المؤسسات ويكون له موقف واضح فى انتقاد هذه المؤسسات، اليوم العلام أصبح أخطر من أى سلاح عسكرى.. فى الماضى كان همنا وشاغلنا الحصول على هامش أكبر من من الحرية، اليوم فى ظل وجود وسائل التواصل الإجتماعى هامش الحرية أصبح موجود بشكل كبير ومعقول، واليوم أصبحنا نواجه تحديا جديدا وهو تحدى الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة المتعمدة التى تستهدف دولة ما أو جمهور ما وشعب.

هناك حملات إعلامية تحاك وأخبار تختلق وتسطنع من أجل تحقيق أجندات معينة، هذا ما يجب أنه نواجهه كإعلاميين وهذا الحديث أصبح مطروحا حتى فى الإعلام الغربى.

وعى المواطن 

> كيف نرفع وعى المواطن ليتعرف على الأخبار الزائفة والمفبركة؟

دور النقابات واتحادات الصحفيين سواء العربية أو العالمية أن تقوم بهذا الدور ويجب أن تكشف هذه المؤسسات وتعريها أولا بأول، اليوم نحن بحاجة إلى أن نراقب أو نتابع هذه المؤسسات الإعلامية التى تتعمد هذا الأمر، ربما مؤسسة تنشر خبر بالخطأ بشكل غير مقصود نحن لانتحدث عن هؤلاء، نحن نتحدث عن المؤسسات التى أصبحت خطها التحريرى بشكل واضح وتستهدف هذه الدول وهى تبتعد كل البعد عن أخلاقيات المهنة،هؤلاء يجب كشفهم وفضحهم أولا بأول سواء من خلال النقابات والمؤسسات المجتمع المدنى أو وسائل الإعلام،ولابد أن يتم كشف هؤلاء وفضحهم فى المرحلة المقبلة.

> هل راض عن دور اتحاد الصحفيين العرب وكيف يتم تطويره؟

التحقت بالاتحاد قريبا جدا كعضو من الإمارات والاتحاد بحاجة إلى تجديد كامل وبحاجة إلى إعادة هيكلة، تركيبة اتحاد الصحفيين الحالية تركيبة لا تساعد على الانتاج ولا تساعد على التميز وهذه ليست مشكلة أفراد، إنما مشكلة النظام نفسه.

تركيبة الاتحاد بحاجة إلى تغيير وأسلوب عمل عصرى يتناسب مع عام 2020، الطريقة السابقة ربما لم تؤت نتيجة وهذه حقيقة ربما فى كل الاجتماعات التى حضرتها، الكلام الذى أسمعه من الأعضاء القدماء أن كل الإشكاليات التى نتحدث عنها تم طرحها عدة مرات وبالتالى هذا يعنى أننا بحالة صعبة بحاجة للتغيير، والاتحاد يجب أن يكون فيه تمثيلا مرضيا للنساء والصحفيات وكذلك تمثيلا مرضيا للشباب كذلك يجب الايقتصر على أن يكون اتحادا للصحافة الورقية، يجب أن يستوعب الصحافة الرقمية والمرئية فى التلفزيونات والإذاعات.

هذه أمور بحاجة للتغيير وبحاجة إلى عمل كبير، الأمر الآخر يجب أن يكون هناك دعم أكبر لمسألة الحريات، الشىء الذى نعانى منه فى بعض الدول أن كثير من الصحفيين والإعلاميين يضيق عليهم لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يؤدوا دورهم وعملهم، وهذا دور الاتحاد.. الاتحاد يجب أن يركز على الدور المهنى أكثر من الجانب السياسى، هذا اتحاد مهنى يتعلق بالأمور الصحفية والمتعلقة بالإعلام بشكل عام وليس اتحاد سياسى أو حزب سياسى، فهذا الأمر يجب أن نفرق بينهم وإن كنا ندعم بعض القضايا السياسية والمواقف السياسية.

التدخلات الإيرانية 

> ماذا عن التدخلات الإيرانية فى شئون بعض الدول العربية؟

إيران اختارت أن تكون العنصر المزعزع فى المنطقة، والنظام السلبى فى هذه المنطقة، لو استعرضنا مايحدث فى المنطقة نكتشف أن إيران هى جزء من كل مشكلة فى منطقتنا، هذا الأمر ظاهر جدا فى العراق، سوريا، اليمن،لبنان ومؤخرا فى بعض الدول العربية بشكل أقل.
إيران مصرة أن تبقى الثورة وليست الدولة بعد 40 عاما من الثورة الإيرانية مازالت لم تلتزم أمام المجتمع الدولى، كدولة ومصرة أن تكون ثورة تريد تصديرها للدول العربية والعالم العربى، أنا أعتقد اليوم بعد 40 عاما أصبح النظام الإيرانى مكشوفا جدا، لم يعد يصدق حقيقة الدعايا الإيرانية حتى الخطاب المذهبى والطائفى الذى يتبناه النظام الإيرانى أصبح مكشوفا من العرب، الشيعة يعرفون أن النظام الإيرانى لا يدافع عنهم كشيعة إنما لديهم أجندة خاصة به كدولة الإيرانية.

الخطر الإيرانى لايختلف عن الخطر الإسرائيلى، اليون نحن لدينا خطرين حقيقيين لا يقل أحدهما عن الأخر، الخطر الإيرانى والخطر الإسرائيلى ربما الفرق بينهما ان الإسرائيلى عدو واضح والإيرانى يبين أنه صديق،لكنه للأسف يمارس كل السلوكيات العدوانية ضد دولنا، الأمر يتطلب وعى عربى أكثر اليوم نكتشف أن قوة إيران وتدخلاتها هى نتيجة المواقف العربية المفككة وغير الموحدة، حيث أن البعض لازال يعتقد أن إيران دولة صديقة وتريد مصلحة المنطقة فى حين إيران كل تصرفاتها أثبتت أنها دولة تمارس سلوكيات عدوانية تجاه دولنا.


> هل نرى تحالفا إعلاميا عربيا لمواجهة وسائل الإعلام المغرضة مثل الجزيرة؟

لا أعتقد أن مثل هذا الشئ يمكن أن يحدث فى المرحلة الحالية، الوضع العربى لايشجع لقيام أى عمل مشترك مهما كان حتى لو تكلمنا عن عمل بسيط جدا فما بالك بعمل عربى وخطاب إعلامى موجه، إذا استطعنا اليوم كدول عربية أن نتفق على الخطوط العريضة وكل واحد يقوم بدوره فى هذه الخطوط العريضة أعتقد هذا يكون إنجازا بحيث أننا لا نتعارض فى القضايا الكبرى التى تخص منطقتنا.

لا نختلف على من يعادى منطقتنا، ليس من المنطق اليوم أن تأتى دولة عربية وتعتبر تركيا دولة تريد مصلحة المنطقة، اليوم نظام أردوغان أثبت أنه ضد الاستقرار فى المنطقة ضد الدول العربية كلها، لذلك الإعلام العربى يجب أن يكون واع لهذا الأمر.

أعتقد اليوم أن جزءا من اشكالية العالم العربى الوضع العربى العام، لو ترى المشهد فى جامعة الدول العربية سترى أن هناك تفككا، إختلاف فى المواقف، إختلاف فى وجهات النظر فى أغلب القضايا، حتى القضية الوحيدة التى كانت تتفق عليها الدول العربية «إسرائيل» أصبح هناك وجهات نظر متباينة ومختلفة، وبالعودة لجزئية الإعلام أتمنى أن يكون هناك قدرة على التنسيق والفهم المشترك للتحديات الكبيرة، وبالتالى العمل لمواجهة هذه الأخطار.