مصرية أنا

من فضلك.. خليك فى البيت

إيمان أنور
إيمان أنور

رغم قسوة كلماتى الا انه ممنوع المشاركة فى اى جنازة او مراسم وداع لأى شخص ما كان.. قريبا كان اوصديقا.. بهذه الكلمات اجاب ادوار فيليب رئيس وزراء فرنسا على سؤال مواطنة فرنسية.. واستطرد قائلا نحن فى حالة حرب صحية لمواجهة فيروس كورونا.. فأرجو من الفرنسيين التفهم والمساعدة..
وإذا كانت فرنسا التى تخضع لاجراءات وتدابير احترازية صارمة بعد غلق الحضانات والمدارس والجامعات والمطاعم والمسارح ودور العرض السينمائى والملاهى الليلية والمحال التجارية إلى درجة العزل العام وعدم السماح لأى مواطن بالنزول إلى الشارع الا حاملًا وثيقة مكتوبة تبرر ذلك وتنحصر فى حالات العمل الحيوى او شراء السلع الغذائية الأساسية او الذهاب إلى الصيدلية او ممارسة الرياضة الفردية فى الهواء الطلق بعيدا عن اى اختلاط او احتكاك.. ومن يخالف هذه اللوائح يقع تحت طائلة العقوبات التى تصل إلى الاحتجاز والحبس والغرامة المالية..
وإذا كانت فرنسا اليوم تطبق معايير السلامة لمواطنيها منعا لانتشار الفيروس اللعين حتى فى المتاجر الكبرى التى توفر السلع الغذائية مثل كارفور.. حيث حددت زيارة كل مواطن للمتجر بنصف ساعة فقط.. على ان تفصل بين كل فرد مسافة متر ونصف المتر من خلال علامات وخطوط ارضية بينما لا يستقبل المتجر اكثر من ثلاثين فردا دفعة واحدة.. وكل ذلك نرى معه التزاما شبه كامل وتفهما من غالبية الفرنسيين الذين يمكثون فى بيوتهم.. اقول اذا كان ذلك يجرى فى فرنسا المتقدمة فإن ما اتخذته مصر من إجراءات حاسمة حماية للمصريين لا يقل عنها ففى وقت قياسى اغلقت المدارس والجامعات والمطاعم والمقاهى والمولات والملاهى الليلية ودور السينما والمسارح والمطارات.. وتعقم الشوارع والهيئات والوزارات ومحطات المترو والنقل العام واجبرت البنوك على منح العملاء مهلة ستة اشهر بدون فوائد للقروض واصدرت شهادات بفائدة ١٥ فى المائة ومنحت المرأة العاملة اجازة مدفوعة لرعاية البيت والأطفال وصرفت خمسمائة جنيه للعمالة غير المنتظمة.. ومنحت زيادة ٣٠ فى المائة من سعة الانترنت بالمجان مصر بأدائها الواعى المخلص وتحرك رئيسها السريع ادهشت منظمة الصحة العالمية.. فلم تنتظر مصر زيادة اعداد المصابين حتى تتحرك.. بل تبذل قصارى جهدها من اجل حماية مائة مليون مصرى.. الا تستدعى كل هذه الإجراءات ان نكون على قدر المسؤلية ونغير من سلوكياتنا ونعقل ونهجع فى بيوتنا حتى يعفو الله عنا وتنحصر بإذن الله هذه الجائحة !؟..
من فضلك.. خليك فى البيت !