كورونا| الرعب في لندن.. والأمان في مصر

د.محمد طاهر
د.محمد طاهر

أحد العائدين على آخر طائرة لمصر للطيران يروى تفاصيل رحلته مع «كورونا»

د.محمد طاهر:  اختفاء السلع والمنتجات الغذائية من الأسواق بلندن تسبب فى رعب المواطنين

مطار هيثرو لم يتخذ أية إجراءات خاصة بالوقاية وشعرنا بالامان فى مطار القاهرة
       

«الحمد لله على نعمة العودة إلى مصر».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد طاهر الرفاعى حواره مع أخبار اليوم وهو أحد المواطنين المصريين العائدين على آخر رحلة لمصر للطيران قبل تطبيق قرار الحكومة بوقف تسيير الرحلات الجوية الدولية بين مصر ومدن العالم، وإغلاق المجال الجوى المصرى بشكل تام أمام جميع الرحلات الدولية بدءا من يوم الخميس الماضى وحتى 31 مارس الجارى بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وهى الرحلة رقم 780 القادمة من مطار هيثرو بلندن والتى قادها الطيار محمد منار عنبة وزير الطيران المدنى، وروى فى حواره تفاصيل ايامه الأخيرة فى لندن مع انتشار الرعب بين البريطانيين بسبب تفشى فيروس كورونا هناك وكيف تم التعامل معه من قبل السلطات المصرية منذ اللحظة الاولى لوصوله إلى طائرة مصر للطيران.


< بداية ما هو سبب تواجدك فى لندن العاصمة البريطانية؟


- أعيش فى لندن منذ 5 أعوام بغرض دراسة الدكتوراة فى مجال السيارات الذكية بجامعة لوفبرا وهى الجامعة التى تحتل التريب الخامس على مستوى الجامعات البريطانية ولدى شركة متخصصة فى مجال تحليل البيانات والمعلومات.


< إذن انت لديك شركة  بلندن وبها موظفون.. كيف تعاملت معهم منذ اكتشاف حالات الاصابة؟


- منذ اللحظة الاولى لظهور اول حالة مصابة بفيروس كورونا فى لندن كان قرارى للعاملين بالشركة بعدم الحضور والاكتفاء بالعمل من المنزل ولحسن حظنا كان القرار صائبا بعد اكتشاف حالة إصابة بالفيروس لموظف بالشركة انتقل اليه بعد قرار العمل من المنزل.


< وكيف كان تعامل الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية منذ انتشار الفيروس هناك؟


- اؤكد لك ان كافة الاجراءات الاحترازية التى اتخذت فى بريطانيا منذ بدء انتشار الفيروس هناك كانت بمجهودات فردية من اصحاب الشركات الذين بادروا بقرار العمل من المنزل للموظفين.


< إذن انت ترى ان قرارات الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالاجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس جاءت متأخرة؟


- بالفعل.. الحكومة البريطانية تعيش فى سبات عميق ودائما ما تأتى قراراتها فيما يتعلق بالاجراءات والقرارات الخاصة بمواجهة انتشار الفيروس متأخرة واؤكد لك ان الشركات البريطانية الكبرى فى منطقة كنارى وارف وهى أحد أشهر مناطق المال والأعمال فى العالم طالبت الحكومة باجراءات استباقية لمنع انتشار الفيروس لكن حالت هذه المطالبات دون أية استجابة من الحكومة.


< وما تفسيرك لتأخر الحكومة البريطانية فى قراراتها الخاصة بمواجهة انتشار فيروس كورونا؟


- الحكومة البريطانية تعيش أزمة اقتصادية منذ انسحابها من الاتحاد الاوروبى واعتقد ان تأخرها فى اتخاذ القرارات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا سببه هو حرصها على عدم الوقوع فى المزيد من الخسائر الاقتصادية.


< وكيف تعامل البريطانيون مع بيانات رئيس الوزارء بوريس جونسون الخاصة باجراءات مواجهة كورونا؟


- رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون قال فى خطابه للبريطانيين الأسبوع الماضى: «عليكم أن تستعدوا لفراق الاحباء» وهى جملة تعنى ان الفيروس سيتمكن من كبار السن هناك وسينتج عن ذلك عدد كبير من حالات الوفاة وهو ما تسبب فى إثارة البلبلة وحالة من الغضب الشديدة بين البريطانيين.


< وما تأثير ما صرح به رئيس الوزارء بوريس جونسون على الشارع البريطانى؟


- الشارع البريطانى تأثر بشكل سلبى كبير بعد تصريحات رئيس الوزراء لدرجة ان البريطانيين تهافتوا على الأسواق والمراكز التجارية والمولات الكبرى لشراء كافة احتياجاتهم وهو ما تسبب فى اختفاء تام للسلع الهامة والمنتجات الغذائية التى نعتمد عليها بشكل يومى ومنها على سبيل المثال الأرز والمكرونة حتى المواد المطهرة كالكحول والمناديل الورقية والكمامات اختفت تماما من الأسواق.


< وهل اتخذت الحكومة البريطانية قرارا بإغلاق المدارس هناك؟


- إطلاقا لم تتخذ الحكومة البريطانية حتى اليوم أى قرار بإغلاق المدارس لدرجة أن عدد كبير من المسئولين عن التعليم هناك توسلوا للحكومة وطالبوها بإغلاق المدارس ولو لفترة مؤقتة لكن حال ذلك دون اى استجابة من الحكومة.


< وكيف تتعامل الحكومة هناك مع الحالات المصابة او المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا؟


- تم الاكتفاء بعزلهم فى المنازل دون الذهاب الى المستشفيات لتلقى الرعاية ولا يوجد اية اختبارات او تحاليل خاصة بالكشف عن فيروس كورونا بالنسبة للمواطنين البريطانيين العاديين والاختبار يتم فقط لكبار العاملين فى الحكومة.


< اذن كل ذلك دفعك إلى اتخاذ القرار بالعودة إلى مصر أليس كذلك؟


- بالفعل فمنذ ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا فى لندن وانا أحلم بالعودة إلى مصر وبالفعل اتخذت القرار يوم الثلاثاء الماضى قبل تطبيق قرار الحكومة المصرية بوقف تسيير الرحلات الجوية الدولية بين مصر ومدن العالم، وقمت بحجز تذكرة على شركة الطيران السويسرية لكن تم الغاء السفر من قبل الشركة قبل اقلاع الطائرة بساعات دون تحديد أى اسباب ولم يتم ابلاغى بقرار الغاء الرحلة قبلها بموعد كافى ولحسن حظى كانت الشركة الوطنية مصر للطيران فى نفس التوقيت قد أعلنت عن آخر رحلتين من لندن إلى مطار القاهرة فقمت بحجز تذكرة على آخر رحلة عادت إلى مصر مساء الاربعاء الماضى.


< هذه الرحلة هى التى قادها وزير الطيران المدنى الطيار محمد منار عنبة فكيف كان استقباله لكم على الطائرة؟


- قبل ان أتحدث لك عن استقبال وزير الطيران المدنى لنا على متن الطائرة أود ان اشير إلى الاحترافية الشديدة التى تعاملت بها معنا السلطات المصرية منذ اللحظة الاولى لوصولنا لمصار هيثرو فكانت البداية بتخصيص مكان للمصريين العائدين بعيدا عن باقى المسافرين حتى لايتم الاختلاط بهم ثم استقبلنا موظفين من شركة مصر للطيران بلافتات لتوجيهنا إلى بوابة العبور إلى الطائرة ثم موظفون آخرون قاموا بفحصنا مبدئيا قبل الصعود الى الطائرة التى تأخرت عن موعد إقلاعها لمدة نصف ساعة انتظارا لصعود كبار السن العائدين معنا على نفس الرحلة وبكلمات ترحيب استقبلنا وزير الطيران على الطائرة واكد لنا ان مصر لا تنسى ابناءها وان السلطات المصرية حريصة على مساعدة المصريين الراغبين فى العودة إلى بلدهم.


< وكيف كان التعامل معك منذ هبوط الطائرة إلى مطار القاهرة؟


- استمرت الاجراءات الاحترافية من قبل المسئولين سواء العاملون فى المطار او العاملون فى الحجر الصحى ولم نستغرق وقتا طويلا فى اجراءات الكشف والتحليل الخاص بفيروس كورونا وملأنا استمارات مدونا بها كافة المعلومات الخاصة بنا كالعنوان ورقم الهاتف ورقم البطاقة الشخصية وجواز السفر وبعد ان تأكدوا من عدم ظهور اية اعراض خاصة بالاصابة تركونا نرحل بعد ان شددوا على ضرورة الالتزام بالعزل فى المنزل لمدة 14 يوما.


< ما هى الرسالة الاخيرة التى تود ان نختم بها الحوار؟


- رسالتى هى «تحيا مصر» بشعبها ورجالها المخلصين وانا الآن فى بلدى مصر وأملى ان أستكمل مشوارى بها وامارس عملى فى مجال هندسة السيارات الذكية وتحليل البيانات من هنا وانا تحت أمر بلدى فى وقت.