في زمن كورونا الصلاة بالمسجد أم المنزل.. «الدين بيقول إيه؟»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يسيطر الخوف على عدد كبير من الناس بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، بشكل سريع في كل أنحاء العالم.

ومع توجيه مجلس الوزراء بمنع التجمعات، وغلق المقاهي والمطاعم والكافيهات والمولات التجارية من الساعة ٧ مساء وحتى ٦ صباحا، ظل السؤال المتكرر حول صلاة الجمعة والجماعة في المساجد.

وتقدم «بوابة أخبار اليوم» رأي المؤسسات الدينية حول هذه المسألة والتي تتصدر اهتمام الناس على مواقع التواصل الاجتماعي.


- هيئة كبار العلماء:

قالت هيئة كبار العلماء، إنه يجوز إيقاف صلوات الجُمع والجماعات حمايةً للناس من فيروس كورونا في ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشار فيروس كورونا- كوفيد 19، وتحوُّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراضه، ولا يَعْلم أنه مصاب به، وهو بذلك ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه.

وأضافت أنه يتعيَّن وجوبًا على المرضى وكبار السن البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة؛ بعد ما تقرر طبيًّا، وثبت من الإحصاءات الرسمية انتشار هذا المرض وتسبُّبه في وفيات الكثيرين في العالم، ويكفي في تقدير خطر هذا الوباء غلبة الظن والشواهد: كارتفاع نسبة المصابين، واحتمال العدوى، وتطور الفيروس.

وذكرت لأهل كل بيت يعيشون معًا أداءُ الصلاة مع بعضهم بعضًا في جماعة؛ إذ لا يلزم أن تكون الجماعة في مسجد حتى إعلان زوال حالة الخطر بإذن الله وفرجه.

- الإفتاء

وجاء رد الإفتاء: بأن «هناك مجموعة من الأسباب التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد بل والجمعة، ومنها أسباب عامة؛ كالمطر الشديد والوحل الذي يُتأذى به وكذا الظلمة التي لا يُبصر بها الإنسان طريقه إلى المسجد. ومنها أسباب خاصة؛ كالمرض، والخوف على نفسه أو ماله أو أهله، وكذلك أكل ما له رائحة كريهة، وأيضًا إذا غلبه النوم، وغير ذلك من الأسباب وما يشبهها».

وأضافت الإفتاء أنه يدل على ذلك ما ورد في الصحيحين أن ابن عباس قال لِمُؤَذِّنِه في يوم مَطِير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أخرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق».

وذكرت أنه لا شك أن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، خاصة مع عدم توفر دواء طبي ناجع لها، لذا فالقول بجواز الترخُّص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل وتوقعُّه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل.

وتابعت: الدليل على أن الخوف والمرض من الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر»، قالوا: وما العذر؟، قال: «خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى» [رواه أبو داود]، والأصل في ذلك القاعدة الفقهية: «لا ضرر ولا ضرار».

واختتمت الإفتاء: «فإذا أخبرت الجهات المعنية بضرورة منع الاختلاط في الجمع والجماعات بقدر ما وألزمت به، فيجب حينئذ الامتثال لذلك، ويتدرج في ذلك بما يراعي هذه التوصيات والإلزامات، ويبقى شعار الأذان».

- الأوقاف:

وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الجدل المثار، إن المساجد مفتوحة، ولكن ذلك مع عدد من القرارات والتنبيهات.

 تمثلت في الآتي:

- أنه لا حرج على من أخذ بالرخصة فصلى الصلوات في بيته وصلى الجمعة ظهرًا في بيته، ومن أراد الجماعة فمن الممكن أن يصليها مع أهله بالمنزل، ولا سيما المرضى وكبار السن.

- من أراد الذهاب إلى المسجد فينبغي ألا يطيل المكث أكثر من وقت الصلاة، وعلى من يذهب للصلاة أخذ مصلاه الخاص ما أمكن ذلك.

- غلق أي منفذ يمكن أن يكون سببا في انتقال فيروس كورونا من شخص لآخر نتيجة تعدد الاستخدام، وغلق جميع دورات المياه بجميع المساجد وأماكن الوضوء.

- على جميع المصابين بنزلات البرد ونحوها تجنب الذهاب إلى المسجد في هذه الأيام، ولا يجوز للمصاب بالفيروس الذهاب إلى المسجد أصلًا، لما يترتب على ذهابه من ضرر بالغ، ويجب تجنب المعانقة والمصافحة.

- غلق محابس المياه في غير أوقات نظافة المسجد، وغلق جميع كولديرات المياه ورفع أي أدوات للسقيا من المسجد.

- المساجد التي بها صحن أو ساحة تتم الصلاة في الساحة أو الصحن، لأن الأماكن المغلقة أكثر عرضة لنقل العدوى من الأماكن المفتوحة، مع تكثيف النظافة والتعقيم الدوري لجميع المساجد، واعتبار أي تقصير في تطبيق هذه التعليمات مخالفة جسيمة تستوجب المساءلة القانونية والإدارية.

- ولا يزيد وقت خطبة الجمعة عن ١٥ دقيقة بأية حال، أو تكون أقصر من ذلك ما أمكن، مع عدم الإطالة في سائر الصلوات، والأخذ بأيسر المذاهب فيها، والالتزام التام بموضوع خطبة الجمعة، وهو الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء ووجوب طاعة ولي الأمر، وعدم الانسياق خلف الشائعات.

وطالب وزير الأوقاف الجميع بالتضرع إلى الله عز وجل، بصدق وإخلاص أن يرفع البلاء عن البلاد والعباد {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}.