- التعاون مع الإنتاج الحربى لتصنيع أول حاسب تعليمى بمصر

حوار| رئيس جامعة الفيوم: خطة متكاملة بالمستشفيات الجامعية لمواجهة «كورونا»

 رئيس جامعة الفيوم
رئيس جامعة الفيوم

بدأت جامعة الفيوم فى حقبة السبعينيات بعدد قليل من الكليات كفرع تابع لجامعة القاهرة، إلى أن أصبحت جامعة مستقلة عام 2005، تضم الجامعة ثمانى عشرة كلية ومعهدين متخصصين، كما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس 1850 عضوا، و960 عضو هيئة معاونة بين مدرس مساعد ومعيد، بينما يبلغ عدد الإداريين والفنيين 3500 فرد، أما عدد الطلاب فيصل إلى أكثر من 35 ألف طالب وطالبة، وتصل نسبة الطالبات إلى 63%.. وفى الفترة الأخيرة قدمت الجامعة العديد من المبادرات والمؤتمرات التى وضعتها فى مقدمة الجامعة المصرية فى تطوير وتنمية العملية التعليمية.. فى هذا الحوار مع د. أحمد جابر شديد، رئيس الجامعة، الذى تولى المسئولية العام الماضي، نكشف جوانب مهمة لما تقوم به جامعة الفيوم على المستويين الفكرى والإنشائي:

 >  لا صوت يعلو الآن فوق صوت مواجهة فيروس كورونا.. ما خطة الجامعة لاتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من هذا المرض العالمي؟
- أخذت الجامعة على عاتقها ضرورة القيام بدورها فى الحفاظ على جميع منسوبيها، وذلك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية بهدف مكافحة العدوى وتحقيق سبل الوقاية، وقد تم ذلك من خلال: تنظيم العديد من الندوات بجميع الكليات للتوعية بخطر الفيروس وسبل الوقاية منه، وقام بها المتخصصون من كليات الطب والصيدلة والتمريض، وطباعة نشرات وبوسترات خاصة بكيفية الوقاية من الفيروس وتوزيعها بالجامعة، وتشكيل فرق طبية متكاملة بمستشفيات الجامعة وتجهيزها بالمعدات اللازمة، وعمل تدريب مستمر لفرق العمل بالمستشفيات الجامعية، مع تنفيذ توصيات اللجنة العليا لمكافحة العدوى والمُشكلة من قِبل المجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع مديرية الصحة بالمحافظة وتعميمها على كل إدارات وكليات الجامعة، واتخاذ قرارات فورية بالبدء فى تطهير وتعقيم جميع المنشآت الجامعية، بداية من المدن الجامعية للطلاب والطالبات، ثم المدرجات والفصول الدراسية والمعامل الطلابية وكل الأماكن الإدارية بهدف تحقيق أقصى درجات الأمان والحماية لمنسوبى الجامعة، وكذلك تم عقد اجتماع عاجل لمجلس عمداء الجامعة تم خلاله التأكيد على حُسن سير العملية التعليمية بالجامعة، ووضع الخطط العاجلة لمواجهة كل الظروف المحتملة، مع التأكيد على عمداء الكليات بإعداد تقارير أسبوعية عن سير العملية التعليمية، مع التوجيه بضرورة قيام أعضاء هيئة التدريس بنقل مقرراتهم الدراسية إلى الشكل الإلكترونى تمهيدا لدفعها على صفحة الجامعة على الإنترنت لتكون متاحة للطلاب فى أى وقت.
كورونا عقلية!
> بالإضافة إلى فيروس كورونا الذى يصيب جسد الإنسان، هناك أيضا «كورونا عقلية» على الجامعات العمل على مواجهتها وبنفس القدر، وهى التطرف الفكري.. فما الدور الذى تقدمه جامعة الفيوم فى هذا الصدد؟
- بالفعل هناك «الكورونا العقلية» والتى تتمثل فى التطرف الفكري، وهنا لا بد من مواجهته بكل الطرق، ونحن هنا فى جامعة الفيوم نبذل قصارى جهدنا فى هذا الإطار، من خلال العديد من المحاور، ومنها: اللقاءات المباشرة مع الطلاب والعاملين من خلال دعوة رموز الفكر والثقافة والمؤسسات الدينية لمناقشة الشباب بالحُجة والإقناع وتفنيد الأفكار المغلوطة لديهم، ويتم ذلك بشكل دوري، وقد كان منها على سبيل المثال لقاء مع فضيلة مفتى الجمهورية حضره ما يزيد على خمسمائة شخص، وإنشاء مركز متخصص هو الأول من نوعه بالجامعات المصرية، وهو مركز فقه الواقع وتجديد الخطاب الدينى بكلية دار العلوم، ولهذا المركز خطة طموحة قائمة على الفعالية والتأثير فى البيئة المحيطة من خلال المؤتمرات والندوات التى ينظمها بهدف الوصول إلى خطاب دينى معتدل يكفل الحرية للجميع ويضعهم وفق انتماءات متباينة وعلى مسافة واحدة فى الحقوق والواجبات، وألا يكون هناك تمييز لشخص نتيجة لدينه أو مذهبه، حيث يتم التاكيد على أن الدين علاقة روحية بين العبد وربه، بينما الوطن حق مشروع للجميع.
>  تعمل القيادة السياسية بكل قوة للتصدى للتطرف والإرهاب، فما دوركم الموازى فى هذا التصدى الوجودي؟
- كما ذكرت فإن جامعة الفيوم تقوم بدور مهم وفعَّال فى سبيل التصدى للتطرف والإرهاب من خلال مركز فقه الواقع وتجديد الخطاب الدينى بالجامعة، بالإضافة إلى قيام الجامعة بتبنى مبادرة جيدة من خلال إنشاء برنامج تدريبى لتأهيل الإخصائيين الاجتماعيين لمواجهة الفكر المتشدد وتحصين عقول الشباب من الانسياق خلف أشكال الفكر المتطرف، وذلك نظرًا للعلاقة المباشرة بين الإخصائى الاجتماعى بالكلية والطلبة، وقد تم عقد دورتين لهذا البرنامج حضرهما 40 أخصائيا من كليات الجامعة، وتقدم الجامعة كل سبل الدعم لإنجاح هذا البرنامج الذى يُطبق لأول مرة بالجامعة.
أسبوع الفتيات
>  نظمت جامعة الفيوم مؤخرا أسبوع الفتيات على مستوى الجامعات المصرية.. فماذا كان الهدف، وما النتائج التى تحققت من خلال هذا التجمع الشبابي؟
- يعد أسبوع الفتيات واحدا من الأنشطة الجيدة التى يتم تنظيمها على مستوى الجامعات المصرية، وقد شرفت جامعة الفيوم هذا العام ولأول مرة بالفوز بتنظيم هذا الحدث الذى حقق نجاحا كبيرا، وقد شارك فيه أكثر من 3500 فتاة من خيرة طالبات الجامعات المصرية، ولمدة أسبوع كامل شاركن فى العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية، وقد أظهر هذا الحدث ما تملكه جامعة الفيوم من إمكانات بشرية ومادية متميزة، كذلك أظهر بوضوح التعاون الوثيق بين الجامعة والمحافظة التى شاركت بكل ما تملكه من إمكانيات لإنجاح هذا الحدث الذى أظهر الجانب الحضارى والثقافى والسياحى لمحافظة الفيوم.
>  كنت عميدًا لكلية العلوم لدورتين متتاليتين، ثم عملت نائبا لرئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والآن أنت رئيس للجامعة.. ما خطتك للارتقاء بقطاع البحث العلمي؟
- يُعد البحث العلمى قاطرة التنافسية الاستراتيجية ونافذة الجامعة على العالم الخارجي، ومن هنا كان الاهتمام بهذا المجال المهم، سواء من خلال الدعم المادى أو الدعم اللوجيستى من خلال مساعدة الباحثين، خاصة الشباب منهم، فى تكلفة إعداد البحوث العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراه؛ وإعفاء الهيئة المعاونة بالجامعة من كل الرسوم المقررة، سواء للقبول والقيد، أو الدورات التدريبية؛ مع مساعدة الباحثين فى الحصول على بعثات خارجية للحصول على الدرجات العلمية، مع التركيز على الجامعات ذات السمعة العالمية والتصنيف المتقدم؛ وتكريم المتميزين من أعضاء هيئة التدريس ماديا ومعنويا، من خلال تنظيم احتفالية سنوية لعيد العلم بالجامعة.
ميكروسكوب إليكترونى
>  هل هناك آليات لمساعدة الباحثين الشباب وتوفير بيئة علمية مناسبة لهم؟
- بالطبع، نقوم بمساعدة الباحثين للمشاركة فى المؤتمرات العلمية، سواء الداخلية أو الخارجية، وذلك بتحمل تكاليف الاشتراك للسفر والإقامة بشكل كامل للباحث بقيمة تصل إلى 75 ألف جنيه للباحث الواحد، بل إن جامعة الفيوم قد تكون الوحيدة التى تتحمل تكاليف مشاركة المدرس المساعد والمعيد فى المؤتمرات الداخلية والخارجية بنفس الآلية لأعضاء هيئة التدريس؛ ونعمل كذلك على توفير البيئة البحثية عن طريق إنشاء المعامل البحثية فى كل المجالات، وكان آخرها توفير أحدث ميكروسكوب إليكترونى بأعلى المواصفات لخدمة الباحثين بالجامعة، ونحن بصدد الانتهاء من إنشاء مبنى مستقل متخصص للبحث العلمى يحتوى على أحدث الأجهزة العلمية فى كل المجالات؛ ونحرص بشكل دائم على تنظيم المؤتمرات العلمية المتخصصة التى يُدعى إليها العلماء المتخصصون من الجامعات المصرية والأجنبية لمناقشة أحدث البحوث العلمية فى كل المجالات.
>  قامت جامعة الفيوم مؤخرا بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع جامعات ومؤسسات عالمية.. كيف استفدتم من هذا التوجه؟
- حرصا من جامعة الفيوم للوصول للعالمية قمنا بتوقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية ذات السمعة العالمية، وذلك من خلال توقيع أكثر من 52 اتفاقية تعاون مع جامعات عالمية يتم التركيز فيها على تبادل الأساتذة والطلاب والمشاركة فى المؤتمرات العلمية فى الدول المختلفة، وإنشاء أربعة برامج دراسات عليا مميزة فى أحدث المجالات، وهى برنامج دبلوم أنظمة الطاقة الشمسية، وبرنامج درجة الماجستير فى النانو تكنولوجي، وبرنامج الماجستير فى البايو تكنولوجي، وبرنامج الماجستير فى نظم وإدارة الجودة؛ وكل درجة من هذه الدرجات تتم بالتعاون بين جامعة الفيوم والعديد من الجامعات الأوربية، إضافة إلى بعض الجامعات العربية؛ وإنشاء برنامج متخصص لدرجة الماجستير فى النانو تكنولوجى بالتعاون مع جامعة روفيرا بإسبانيا.. ومن الاتفاقيات المميزة والمفعلة منذ عامين الاتفاقية الموقعة بين جامعة الفيوم واتحاد الجامعات الروسية والمتحف الأثرى الروسى والتى يتم من خلالها اختيار عدد من طلبة كلية الآثار لتدريبهم بعد اختيارهم من خلال معايير محددة بالكلية، وإيفادهم على نفقة الجامعة إلى روسيا للمشاركة فى أعمال الحفائر والترميم بالمشاركة مع المتخصصين من الجانب الروسي، ونحن الجامعة الوحيدة التى تقوم بهذا الإجراء.
متحف تعليمى
>  بمناسبة الحديث عن كلية الآثار.. ما قصة المتحف الأثرى الذى قمتم بافتتاحه الأسبوع الماضى بالكلية؟
- يُعد هذا المتحف التعليمى أحدث الكيانات التعليمية التى يتم افتتاحها بالجامعة، وكما نعلم تتميز محافظة الفيوم باحتوائها على العديد من الآثار للحقب التاريخية المختلفة، كما أن طبيعة الدراسة بكلية الآثار تركز على ضرورة تدريب الطلاب بالكلية وزيارتهم للأماكن الأثرية المختلفة مما قد يُشكل عبئا كبيرا على الطلاب، ومن هنا كان حرص كلية الآثار على إنشاء متحف تعليمى يضم 150 قطعة أثرية تمثل الحقب الأثرية التى مرت على مصر؛ ويهدف المتحف إلى تعريف طلاب كلية الآثار على أهم القطع الأثرية للعصور المختلفة وطرق الترميم، كما يحتوى المتحف على قاعات تدريسية متعددة الوسائط ومزودة بوسائل سمعية وبصرية حديثة، وملحق بالمتحف معمل متخصص لترميم وصيانة الآثار، إضافة إلى وجود وحدة للتوثيق الإلكترونى للآثار.
ادرس فى مصر
> تهتم الدولة الآن بملف الطلاب الوافدين باعتبارهم قوة ناعمة وسفراء لبلادهم فى مصر.. ما أهم الإجراءات التى تتخذها الجامعة لدعم هذا الملف؟
- هناك اهتمام كبير بملف الطلبة الوافدين، وكان آخرها إطلاق وزارة التعليم العالى والبحث العلمى مبادرة «ادرس فى مصر» بهدف طرح العديد من الآليات التى من شأنها زيادة عدد الطلاب الوافدين للدراسة بالجامعات المصرية، ونحن فى الجامعة نعمل على دعم هذا الملف من خلال نشر جميع البرامج الدراسية على صفحة الجامعة على الإنترنت، وإنشاء مركز لرعاية الطلبة الوافدين بالجامعة تكون مهمته وضع آليات لجذب وخدمة الوافدين، وهناك مقترح لتخفيض نسب الرسوم الدراسية المقررة على الطلبة الوافدين ويجرى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيقها، مع تنظيم برامج ترويجية لهؤلاء الطلبة، وإقامة العديد من الملتقيات الثقافية لممثلى بعض الدول للالتقاء مع طلابهم الوافدين.
>  يتحدث العالم الآن عن جامعات الجيل الرابع وبرامج التحول الرقمي.. فما خطة الجامعة فى هذا الملف؟
- بالفعل، يتجه العالم الآن إلى جامعات الجيل الرابع والتحول الرقمي، وقد قمنا بالفعل باتخاذ العديد من الإجراءات للاهتمام بهذا الأمر، ومنها: تطوير شبكة الإنترنت بالكامل بالجامعة وزيادة سرعتها، وتحويل معظم الملفات الورقية بالجامعة إلى الشكل الإلكتروني، تم فى بدايته تحويل 35 ألف ملف للطلاب من الشكل الورقى إلى الإلكتروني، وجار العمل على تحويل باقى الملفات بالجامعة؛ كما تم التأكيد على ضرورة إجراء امتحانات نهاية العام بكليات القطاع الطبى بالشكل الإلكتروني، وقد تم تدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على هذا النظام خلال الفترات الحالية.
أول حاسب تعليمي
>  ما حكاية أول حاسب آلى تعليمى تنتجه جامعة الفيوم؟
- وقعت الجامعة بالفعل بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربى لإنتاج أول حاسب آلى تعليمى مصرى يتم من خلاله قيام المتخصصين من كلية الهندسة بجامعة الفيوم بالتعاون مع الإنتاج الحربى بنقل الجانب البحثى إلى التطبيقي، وهذا يتم لأول مرة بالجامعات المصرية.
>  هل تملك الجامعة خطة لخدمة المجتمع القروى المحيط بها؟
- تُعد الجامعة فى أى مجتمع منارته نظرا لما تضمه من كوادر بشرية ومادية، ولذلك فقد حرصت جامعة الفيوم منذ نشأتها على خدمة المجتمع المحيط بها، وذلك من خلال تنظيم العديد من البرامج التدريبية المتخصصة لأفراد المجتمع المحلى للتدريب على المجالات المختلفة، واستخدام معامل الجامعة المعتمدة فى منح التراخيص والاستشارات المختلفة، وإجراء العديد من البحوث التطبيقية لحساب الشركات والمصانع فى المجتمع المحيط.