فيديو| مستندات.. النقض تحسم قضية الضابط شهيد سجون العدوان الثلاثي على مصر

صورة مجمعه
صورة مجمعه

◄| «قُتلت بيد الفرنسيين»| رسالة شهيد العدوان الثلاثي وعائلته تطالب «باريس» بالاعتذار
◄| «مختار راوي» بطل العدوان الثلاثي قتله الفرنسيين بعد وقوعه أسيراً وعائلته تطالب «باريس» بالاعتذار
◄| كتب رسالة بدمه على جدار الزنزانة :«قتلت بيد الفرنسيين»
◄| شقيق الشهيد: جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم ولن نترك دماء أخي هباءً

«جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم» ولا يفلت مرتكبوها مهما مرت السنوات، استنادا لهذه القاعدة، يحمل شقيق شهيد دم أخيه أمانة في عنقه، ويجمع الأوراق والأدلة طوال السنوات الماضية حتى يحصل على حق الفقيد المصري على يد الفرنسيين.

تنظر محكمة النقض، غدا الاثنين، قضية الضابط مختار الراوى، الذى لفظ أنفاسه فى أحد معسكرات العدو خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956.

كانت أسرة الضابط الشهيد رفعت دعوى قضائية تطالب باعتذار المتورطين من قوات العدوان على أسره وتعذيبه داخل السجن حتى لفظ أنفاسه، كما طالبت بتعويض مادي لأسرته وأبنائه حسبما تقدر المحكمة.


تعود تفاصيل الحكاية إلى العدوان الثلاثي على مصر، تحديداً 4 يناير 1956 على أرض بورسعيد، المدينة التي أذلت محتل وإمبراطوريتين، «إسرائيل - فرنسا - بريطانيا»؛ ومات على أرضها آلاف الشهداء، حين أصبح اسمها مرادفاً للمقاومة، ولا يذكر إلا ويتبعه وصف «الباسلة».

ضابط مصري يقاوم الاحتلال بروحه عن الوطن بكل ما آتاه الله من جلد، يقع أسيراً في يد القوات الفرنسية، يتعرض لاستفزازات من قبل الضابط الفرنسي فيتعاركان، ورغبة في إذلال البطل يفصله الضابط الفرنسي عن باقي الأسرى، ويضعه في حبس انفرادي، بعدها ينتشر خبر وفاته أو بالأدق مقتله على يد الفرنسيين.

بعد 60 عاماً من وفاته؛ تقدم د.عمر طوسون راوي، شقيق الشهيد ملازم أول مختار راوي، بدعوى قضائية أمام المحاكم المصرية ضد الحكومة الفرنسية يتهمها بقتل شقيقه أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بعد أن تم أسره حياً وعزلته عن باقي أفراد وحدته.

رسالة على جدران الزنزانة

بعد جلاء العدوان الثلاثي عن مصر ظهرت الحقيقة التي تؤكد قتل الشهيد راوي، فقد كتب بدمائه على جدران الزنزانة، جملة «قُتلت بيد الفرنسيين» واليوم يطالب شقيقه بالقصاص في جريمة لا تسقط بالتقادم، وأكد أن إسرائيل موقعة على اتفاقية جنيف لعام 1951 وأنها ملزمة بالقانون الدولي الذي لا يجيز سقوط جرائم الحرب بالتقادم.

التقت «بوابة أخبار اليوم» د.عمر طوسون راوي، شقيق الشهيد، الذي يجمع الأدلة والأوراق ورفع دعوى ضد الحكومة الفرنسية التي قام جنودها بقتل شقيقه أثناء أسره، فالأخ يكمل مسيرة البطولة للشهيد الذي جاد بروحه فداءً لوطنه.

 كيف استشهد الملازم أول مختار راوى؟

يقول «طوسون»: «استشهد أخي الأكبر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وكانت مهمته تأمين القوات المنسحبة من سيناء، استمر يؤدي واجبه ورفض ترك موقعه حتى يتأكد من تأمين انسحاب آخر جندي مصري، لكنه فوجئ بحصار القوات الإسرائيلية لموقعه فقام بتدمير الموقع وانسحب مع أفراد قوته سيرًا على الأقدام حتى صلوا لبورسعيد ظناً منهم أنها لم تسقط تحت الاحتلال، فوقع أسير هو وأفراد قوته في أيدي القوات الفرنسية».

ويضيف: «حكا لنا أحد الجنود الذين كانوا تحت قيادة أخي إن الملازم أول (مختار) كان يرتدى معطفاً فوق سترته العسكرية فأراد أحد الجنود الفرنسيين معرفة رتبته، فتقدم منه بطريقة مستفزة محاولاً أن ينزع عنه المعطف، لكن الشهيد نهره وصفعه على وجهه، بعدها تم فصل أخي مختار عن أفراد قوته، ومنذ ذلك التاريخ لم تصلنا أية أخبار عنه، وبعد تبادل الأسرى لم يتم تسليم شقيقي مع إفراد قوته الذين أسروا معه».

وما الأدلة التي توافرت لكم حول مقتل الملازم أول مختار؟

أكد أحد الجنود المصريين واسمه «أحمد أبو طويلة» كان ضمن القوة التي قادها أخي أن القوات الفرنسية قتلته أُثناء أسره، في أحد المواقع التي كانت محتلة بالقوات الفرنسية، كما وجد على أحد جدران الزنازين رسالة مفادها «أنا ملازم أول مختار راوي قتلت بيد القوات الفرنسية»، وهذا ما أكده النقيب صدقي السباعي الحفناوي أحد زملاء الشهيد وهو يقيم الآن بالجيزة.

 

كما سلّم الملازم أول فايز عزت قسطنطين، خطاباً إلى والدي بتاريخ 11 يناير 1957 من مدينة بورسعيد، أكد فيه وقوع أخي في الأسر، وذكر فيه أن الشهيد قام بأعمال مجيدة في الميدان وكان مثاليا في السلم والحرب، وذكر في هذا الخطاب أنه بمجرد وصول معلومات عن الملازم أول مختار فسوف يتم إبلاغنا بها.

وكيف كان رد فعل عائلة الشهيد بعد انتهاء عمليات تبادل الأسرى وعدم عودة الشهيد؟

كانت صدمة كبيرة لنا وأرسل والدي خطاباً إلى الصليب الأحمر بتاريخ 25 ابريل 1957، للاستفسار عن جثة ابنه، فأفاد الصليب الأحمر بأنه أُسر على يد القوات الفرنسية على الشاطئ الشرقي، وهذا ما أكدته أيضاً القوة المصرية التي كان الشهيد يقودها،  ثم حصلت الأسرة على شهادة من إدارة شئون الضباط بالقوات المسلحة بأن الملازم أول مختار استشهد في يوم 1 نوفمبر 1956، وتم منحه وسام نجمة الشرف العسكرية من الرئيس جمال عبدالناصر تقديرا للجهود التى بذلها.

ماذا تريدون الآن من إثارة هذه القضية؟

نحن نؤمن أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، واشعر أنني لا أطالب فقط بحق أخي وأسرتي وإنما أطالب أيضاً بحق وطني وحق كل مصري يغار على كرامته، ونحن نطالب الضمير الإنساني والرأي العام بالقصاص لأن حقوق الشهداء ليست موضع مساومة، ولأن دماءهم أمانة في أعناقنا، خاصة أن اللوائح الدولية لم تعد تعترف بالتقادم في جرائم الحرب منذ صدور قانون محكمة النقص الفرنسية ونحن أسرة الشهيد نريد إعادة التحقيق في هذه القضية وأن تقوم الحكومة الفرنسية بتقديم اعتذار ودفع التعويض اللازم.

وإسرائيل لا تزال تحصل على تعويضات من ألمانيا عن اليهود الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية فلماذا لا نستفيد نحن من الاتفاقيات الدولية . المعمول بها فى هذا الصدد؟!

 

ما هي آخر ما وصلت إليه الدعوى القضائية التي تقدمتم بها ضد فرنسا؟

رفعنا دعوى قضائية بالفعل، وننتظر الحكم النهائي بجلسة  يوم 15 أكتوبر 2018، ونحن نثق أننا سنحصل على حقوقنا في النهاية لأننا أمام جريمتين لا تسقطان بالتقادم.

الأولى هي؛ قتل الأسرى المصريين، والثانية الصمت الدولي على تلك الجرائم، ونحن حكومة وشعباً ومختلف الأحزاب والهيئات مسئولون عن دماء شهدائنا فقضيتهم لا تزال تعيش في وجدان الشعب، وتؤيدها.