50 مليار دولار خسائر فيروس كورونا

خسائر فيروس كورونا - أرشيفية
خسائر فيروس كورونا - أرشيفية

فيروس كورونا: الأكثر تدميرا للعالم اقتصاديا 

فيروس كورونا: أصبح قضية صحية واقتصادية

هل هناك وثيقة تأمين ضد فيروس كورونا

شهد العالم أكبر تحدي أكبر وباء وهو "فيروس كورونا"، الذي لم يعد مجرد فيروس، بل أصبح قضية صحية واقتصادية، من المرجح أنه تؤثر على النواحي السياسية.

وفي التقرير التالي تستعرض بوابة أخبار اليوم بعض التفاصيل حول فيروس كورونا، وتأثيره اقتصاديا على العالم، كما جاء في نشرة الاتحاد المصري للتأمين ..

ما هو فيروس كورونا ؟
فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان.  وللعلم أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إحصائيات بهذا الشأن، موضحة البلاد التي وصل إليها الفيروس وعدد الحالات المصابة وحالات الوفيات وصرحت بأنه عالميا يوجد 88948 حالة منها 80174 حالة مصابة بالصين وخارج الصين يوجد 8774 حالة مصابة في 64 دولة حول العالم وفي مصر يوجد حالتين مؤكدتين مع عدم وجود حالات وفاة.

تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي

"إن الاقتصاد العالمي الذي يعتمد بشكل كبير على الصين باعتبارها شريان الحياة الصناعي، مُعرض بشكل كبير لتقلبات اقتصادية بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد."

لقد أدى تفشي سارس SARS عام 2003 إلى خسائر بالاقتصاد العالمي بما يقدر بنحو 50 مليار دولار أمريكي (والذي أصاب حوالي 8000 شخص وقتل 774)، وقد أدى تفشي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS  2015 في كوريا الجنوبية إلى إصابة 200 شخص ووفاة 38 شخصًا ونتج عنها خسائر تقدر بمبلغ 8.5 مليار دولار أمريكي.

وعلى الجانب الأخر يشكل فيروس كورونا خطرا اقتصاديا عالميا كبيرا، وقد وضح بيان مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية تحت عنوان "تأثر التجارة العالمية بفيروس كورونا (COVID-19)" الاقتصاديات الدول الأكثر تعرض للضرر بسبب فيروس كورونا.

أكثر الاقتصاديات تأثراً بسبب فيروس كورونا

أكثر الاقتصاديات تأثراً هي الاتحاد الأوروبي (الآلات والسيارات والكيماويات) والولايات المتحدة (الآلات والسيارات والأدوات الدقيقة) واليابان (الآلات والسيارات) وكوريا الجنوبية (الآلات ومعدات الاتصالات) وتايوان (معدات الاتصالات والآلات المكتبية) وفيتنام (معدات الاتصالات). ويلاحظ إن القطاعات الأكثر تعرضًا للتعطيل في الصين بسبب الفيروس هي صناعة أشباه الموصلات وأجهزة التكنولوجيا والسلع المعمرة.

العواقب الجيوسياسية

أن التحديات الصحية والعواقب الاقتصادية لفيروس كورونا قد تكون مدمرة بجانب انه من الصعب التنبؤ بالعواقب الجيوسياسية الناتجة عن الفيروس والتي ستكون ذات اثر طويل الأمد.

ففي اليابان ، أدت طريقة التعامل الخاطئة مع انتشار فيروس كورونا  COVID-19 على متن سفينة سياحية إلى انتقال الفيروس إلى السكان اليابانيين ومن المحتمل انه سيؤدى إلى إلغاء أولمبياد طوكيو السابعة.

وفي بلدان أخرى مثل إيران ، أدت الاستجابات الضعيفة والغير فعالة إلى فيروس كورونا إلى عدم القدرة على السيطرة على الفيروس و انتشاره في بقية أنحاء الشرق الأوسط.  

وفي أفريقيا، ساعدت منظمة الصحة العالمية في إنشاء 40 مختبرًا في 35 بلدًا لإجراء الاختبارات الوقائية للمساعدة في الاكتشاف المبكر للفيروس والتحكم به.

هل وثيقة تأمين السفر تغطى فيروس كورونا ؟

ردت النشرة الشهرية للاتحاد المصري للتأمين، أنه بعد انتشار مرض سارس ، بدأت بعض شركات التأمين في إضافة الوباء إلى وثائقها من ضمن استثناءات الوثيقة.

في 21 يناير2020 في الصين، أصبح مرض فيروس كورونا (COVID-19) حدثًا رسميا معلناً Known Event. مع العلم انه قد يتم تغطية الأشخاص الذين اشتروا وثيقة تأمين السفر قبل أن يصبح الفيروس "حدثًا معروفًا" وتشمل وثيقتهم تغطية المصاريف الطبية التي تنشأ عن الإصابة بالفيروس في الخارج، بل وربما يتم تغطية نفقات إلغاء رحلاتهم.

في حالة إلغاء رحلة في آسيا على متن سفينة بسبب" تفشى فيروس كورونا المميت بالقرب من الصين"، فهل هذا السبب مغطى تحت مظلة وثيقة التأمين ؟ هل يمكن الحصول على المبلغ كامل إذا تم إلغاء الرحلة؟ الجواب السريع: ربما لا.

وقال كوري سوبزيك " نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة Arch RoamRight ، وهي شركة تأمين سفر مقرها أوماها" : إنه  "لا توفر معظم وثائق تأمين السفر تغطية للأوبئة مثل فيروس كورونا".

ولكن هناك إجابة أطول على السؤال: هل يغطي تأمين السفر فيروس كورونا؟ الجواب نعم ولكن في ظل ظروف محدودة معينة.

صرح براد ستريف المتحدث باسم (Travelex Insurance Services ) بأنه في قارة أسيا إذا أصبت بالفيروس وكان لديك بوليصة تأمين نمطية فقد تشمل وثيقة التأمين تغطية الفيروس وأيضا إذا كنت تخطط للسفر إلى الصين أو المناطق المحيطة ومرضت خلال رحلتك تغطى الوثيقة المصاريف الطبية الطارئة والإخلاء الطبي. 

وأضاف أن الخوف من العدوى ليس سببا لقبول شركة التأمين للإلغاء، إذا كنت ترغب ببساطة في إلغاء رحلتك لأنك تخشى من احتمال مرضك، فمن المحتمل ألا تغطيك الوثيقة النمطية.

وصرحت بيث جودلين رئيس (Aon Affinity Travel Practice): أن يوجد " وثيقة إلغاء لأي سبب من الأسباب والتي تقدم التغطية خوفا من حدوث خطر محتمل وحينئذ يمكنها تغطية إلغاء الرحلة بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا وتعد هذه الوثيقة أعلى سعرا من الوثائق النمطية، مشيرة أنها  عادة ما تكون هذه الوثيقة تكلفتها 10٪ من سعر الرحلة مقارنة بحوالي 4٪ إلى 6٪ للوثيقة النمطية.

في حالة إلغاء رحلة بحرية بسبب فيروس كورونا

قد يمكنك استرداد جزء (عادةً من 50 % إلى 75٪) من تكلفة الرحلة المؤمنة المدفوعة مسبقًا إذا ألغت شركة الرحلات البحرية الرحلة قبل المغادرة وبشروط معينة مثل إبلاغ شركة التأمين قبل موعد انطلاق الرحلة بيومين.

في حالة السفر على متن سفينة سياحية وحدثت حالة حجر صحي

مؤخرا تم إرساء سفينة سياحية بأكملها على سواحل روما وكان لا بد من عزلهم لأنهم اكتشفوا أن شخصين على متن السفينة مصابان بالأنفلونزا (وقد ظنوا أنه فيروس كورونا). ووفقا لـ Trip Insurance  تشمل التغطية الحجر الصحي و التأخير الكبير في السفر  بسبب الفيروس و في حالة وجود نفقات إضافية للعودة إلى المنزل بعد الحجر الصحي ، فتأمين السفر سيغطى تلك المصاريف أيضا.

ماذا لو لم يكن لديك تأمين سفر؟

إذا ألغت شركة الطيران الخاصة بك الرحلات الجوية وهو ما يحدث مع العديد من شركات الطيران في الوقت الحالي، فإن الكثير من الناس يتساءلون عما إذا كانت هذه الرحلات مغطاة. والجواب هو نعم.

الأمر هو أن الكثير من شركات الطيران تقدم في المقابل عمليات استرداد أو إعادة جدولة الرحلات والكثير من الفنادق تفعل نفس الشيء وبذلك قد تكون قادرًا على استرداد جزء أو مبلغ الرحلة كاملا.

 فيروس كورونا وتأمين خطر انقطاع وتوقف الأعمال

التأمين على انقطاع العمل (المعروف أيضًا باسم تأمين فقد دخل الأعمال) يغطي فقدان الدخل الذي تعاني منه الشركة بعد وقوع كارثة (على سبيل المثال حريق في مطعم. إذا كان صاحب المطعم لديه تأمين ضد انقطاع العمل، فسيتم تغطية خسارة الدخل أثناء إجراء الإصلاحات). أن العديد من الوثائق التي تغطى انقطاع العمل تغطى الإضرار الواقعة على ممتلكات العميل والتي أدت لتوقف إعماله وبالتالي أدت إلى خسائر مادية والبعض الأخر يكون مبنى على الإضرار الواقعة على العميل بسبب أمر من الحكومة بوقف نشاط العميل.

وفي ضوء عواقب فيروس كورونا، قامت سلسلة مطاعم ماكدونالدز بإغلاق 300 مطعم في الصين وقامت شركة ستاربكس بإغلاق 2000 مقهى والغت إحدى شركات الطيران الأمريكية الرحلات الجوية من وإلى الصين.

وقد ذكرت رويترز أن تفشي فيروس كورونا سيؤدي إلى خسارة قدرها 10.3 مليار دولار في العائد السياحي الصيني في الولايات المتحدة.

وقال جيل دالتون (العضو المنتدب لمجموعة Aon PLC للولايات المتحدة) إن معظم الخسائر المتعلقة بسلسلة التوريد للشركات الأمريكية الناتجة عن فيروس كورونا في الغالب لن يتم تغطيتها بوثائق انقطاع الأعمال لأنه يلزم ان يكون هناك ضرر مادي ومع ذلك يوجد بعض الوثائق التي تقدم تغطية محدودة  جدا في حالة انقطاع العمل ولكن يجب أن يكون الفيروس في المنشأة المؤمنة وليس بالخارج.

وقد صرح بيتر فالون (نائب الرئيس شركة Risk Strategies Co) انه قد تكون هناك تغطية لانقطاع الأعمال ولكن تكون بتغطية إضافية على الوثيقة تشمل تغطية انقطاع الاعمال بسبب امراض سارية او معدية.

وقال د تاي تشايلدريس (مدير ممارسات استرداد التأمين في Jones Day في لوس أنجلوس)، إن تغطية انقطاع العمل الطارئ قد "تعتمد على طريقة فهم الوثيقة " - "فبعض الولايات القضائية رأت أن أي حادث يجعل المنشأة غير صالحة للعمل بها أو غير صالحة للاستخدام أو ملوثة بطريقة أو بأخرى هم أسباب كافية لتعتبر خسارة مادية و بالتالي يتم تغطيتها "

و في ضوء تقديم حلول لانقطاع الأعمال الناتج عن فيروس كورونا بادرت إحدى شركات التأمين بولاية نيو جيرسي بتقديم مقترحات لتوفير تغطية محدودة لانقطاع الأعمال بسبب بعض الإجراءات التي اتخذتها السلطات المدنية بوقف بعض الأعمال لتجنب الإصابة بفيروس كورونا ، أو للحد من انتشاره.

رأي الاتحاد المصري للتأمين 

وقال الاتحاد المصري للتأمين، إنه  سجد تحدي جديد لشركات التأمين وفرصة في نفس الوقت لتطوير وتقديم منتجات تأمينية جديدة تساعد في الحد من الخسائر التي نتجت عن فيروس كورونا، والتي تؤثر على اقتصاد البلدان والبلدان التي يوجد بها أكثر حالات إصابة ومدى انتشار الفيروس حول العالم.