«منخفض التنين» يعيد للأذهان «سيول 94».. حين أحرقت الأمطار قرية «درنكة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انفتحت أبواب السماء بماء منهمر، سقطت قطع من الثلج، استمرت الأمطار من الخامسة فجراً وحتى الثامنة صباحاً، كان الواقع كارثيًا، فقد انطلقت المياه من أعلى الجبل الغربي بأسيوط، على قرية تقع تحت سفح الجبل، معترضه مخازن البترول والبنزين.

ما هي إلا دقائق وتحولت الطرقات إلى برك من المياه المختلط بالوقود، وما زاد الطين بلة حين ضربها البرق ليحولها إلى كتل لهب تجري المياه من تحتها، لتلتهم النيران المنازل وتحصد الأرواح.

التنين يعيد ذكرى درنكة

ما سبق جزء من تفاصيل حادث لا تزال تحتفظ به ذاكرة أبناء أسيوط، وتحديدًا قرية درنكة، فاق في تأثيره وضحاياه ما شهدته محافظات مصر خلال الساعات الماضية، من أسوأ موجة طقس والتي عرفت باسم "منخفض التنين".

قد لا يعلم الكثيرون أن مصر سبق وشهدت مثل "عاصفة التنين"، منذ ما يقرب من 26 عاماً، حين تحولت قرية "درنكة" إلى برك مياه تحمل كتلاً من النيران. 


حادث لا ينساه التاريخ 

ما يقرب من 600 مواطن مصري، معظمهم من محافظة أسيوط، راحوا ضحايا طوفان المياه المحملة بالنيران، والتي عُرفت بسيول 1994، والتي بدأت موجتها الأولى فجر يوم 2 نوفمبر على صعيد مصر، حين تعرضت محافظة أسيوط لأمطار غزيرة، استمرت حوالي 3 ساعات دون توقف، تسببت في غرق قرية "درنكة" بالكامل، لتصبح كارثة مأساوية بكل المقاييس. 


مصرع شخص وإصابة ٦ آخرين 

ما شهدته محافظة أسيوط أمس، من هطول أمطار رعدية متوسطة مصحوبة بعاصفة ترابية رملية حادة، بدأت بعواصف شديدة منذ الساعات الأولى لصباح الخميس، ثم تجمعات للغيوم تحولت في الصباح لغيوم ضبابية شديدة حجبت ظهور الشمس، أعاد للأذهان الحادث المأساوي الذي شهدته قرية درنكة في العام 1994.
 

وقال اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، إن النتائج الأولية لموجة الطقس السيء والأمطار الخفيفة والمتوسطة والرياح المحملة بالأتربة، التي شهدتها المحافظة أمس الخميس، على أغلب قرى ومراكز المحافظة، أسفرت عن غلق 4 طرق سريعة بنطاق المحافظة لانعدام الرؤية فضلًا عن سقوط بعض أسوار المنازل وبعض الحوائط.

وأسفرت موجة الطقس السيئ، عن وفاة شخصين وإصابة 6 آخرين، وسقوط بعض الأشجار نتيجة للرياح الشديدة وفصل التيار الكهربائي عن بعض القرى لبضع ساعات كإجراء احترازي بسبب قطع بعض الأسلاك الكهربائية نتيجة موجة الطقس السيئ التي تضرب البلاد بدءًا من اليوم الخميس 12 مارس، وحتى السبت 14 مارس.


وأوضح محافظ أسيوط، إلى أنه مع تزايد حدة الرياح المحملة بالأتربة والرمال اليوم وإعاقة الرؤية بأغلب الطرق الرئيسية، تم غلق 4 طرق سريعة حفاظًا على أرواح المواطنين بالتنسيق مع إدارة المرور وهي الطريق الصحراوي الشرقي وطريق "سوهاج - سفاجا" وسوهاج الغربي وطريق "أسيوط – الخارجة"، فضلًا عن وفاة شخصين وإصابة ثالث في انهيار حائط منزل من الدور الرابع بقرية درنكة التابعة لمركز أسيوط، وإصابة ربة منزل بقرية بني سميع التابعة لمركز أبوتيج، إثر سقوط سقف غرفة، فضلًا عن إصابة 4 أشخاص إثر انهيار سقف غرفة مبنية من الطوب الجيري بقرية دكران التابعة لمركز أبوتيج وتم نقل المتوفيين والمصابين إلى المستشفيات المركزية.

وأكد المحافظ، أنه جرى رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة مراكز ومدن المحافظة واتخاذ كافة الإجراءات الخاصة بمواجهة سوء الأحوال الجوية من تطهير بالوعات الصرف ومتابعة استعداد جميع المعدات والسيارات بدءًا من أول أمس، وتوفير عدد من المولدات وكذلك رفع حالة الطوارئ على مدار 24 ساعة، لافتًا إلى التنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة لجاهزية أكثر من 181 معدة وسيارة شفط مياه الأمطار بمختلف المناطق، فضلًا عن فرق الطوارئ والتشغيل والصيانة.

ولفت المحافظ، إلى أنه تم التعامل مع الأزمة بالإمكانات المتاحة، وبالتعاون مع كافة الجهات التنفيذية وجاري رفع كافة الآثار المترتبة على الرياح والأمطار، مؤكدًا أن جميع المخابز ومستودعات الوقود والبوتاجاز تعمل بكل طاقتها بجميع القرى والمراكز لسد احتياجات المواطنين فضلا عن جاهزية كافة المستشفيات.