رأى

وداعا «فوزى شعبان»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

ما أقسى كلمات الوداع ومفردات الرثاء خاصة إذا كانت لأخ وزميل عزيز فى رحلة عمر.. ولكنها الدنيا.. نمضى وتمضى بنا الأيام وأجيال وراء أجيال تتسلم الراية وتستكمل مسيرة العشق لبلاط صاحبة الجلالة.
سنوات طويلة جمعتنى والزملاء بالعمل مع الأستاذ فوزى شعبان مشرف على باب «إلى المحرر» حيث نبض الشارع وصوت المواطن وصرخة المظلوم وركن المرضى والمساكين وقد سخرنا أقلامنا لخدمة قارئ «الأخبار» نتحدث بلسانه.. نعيش آلامه ونخوض معاركه ثم تكون أحلى لحظاتنا مع الإنتصار لضعيف أو استجابة مسئول برفع ظلم عن مقهور أو قرار علاج لمريض أو معاش لفقير حتى احتلت جريدة «الأخبار» مكان الصدارة والمرتبة الأولى بين جميع الصحف المصرية من حيث الاهتمام برسائل وشكاوى القراء وذلك من خلال الدراسات الأكاديمية والرسائل العلمية الموثقة بكلية إعلام القاهرة.
كان رحمه الله فى كل هذا داعما وموجها ومطورا.. باحثا عن كل جديد لخدمة القارئ وحل مشاكله حتى جاءت لحظة الخروج للمعاش.. سنة الحياة التى تقبلهاراضيا سعيدا وقد أدى رسالته على أكمل وجه لا يبغى إلا رضا الله.. ودائما ما كان يأتى إلينا صوته عبر الهاتف مشاركا لأفراحنا وأتراحنا متابعا لأخبارنا.. مهنئا أو ناقدا بكل الحب.
ثم كانت المكالمة الأخيرة وقد جاء صوته واهنا ضعيفا فأيقنت أنها النهاية وقد هزمه المرض بعد طول مقاومة وليسطر الموت آخر كلمة لصحفى مخلص كرس حياته لخدمة قارئ الأخبار.. رحم الله فوزى شعبان وألهم أسرته الصبر والسلوان.