رؤية

عالمة بالقومى للبحوث.. حجر الشيشة يعادل عشرين سيجارة !

صبرى غنيم
صبرى غنيم

من فضلكم انتبهوا لكلام العالمة الأستاذة الدكتورة أمل سعد الدين حسين رئيس شعبة بحوث البيئة بالمركز القومى للبحوث، كلامها إن كان للمدخنين وحدهم فهى تقصد الذين يموتون عشقا فى السيجارة أو الشيشة وهم لا يعلمون بنهاية الطرق التى دخلوا فيها فالأورام السرطانية تنتظرهم بسبب التدخين.. ولأن كل أبحاثها أثبتت ارتفاع خطورة التعرض للملوثات البيئية على المدخنين أكثر بمراحل عن غير المدخنين، لذلك اختارت موضوع التدخين كعامل محفز لزيادة المخاطر على الصحة العامة فى إطار الملوثات البيئية ليكون محور أبحاثها، كان هدفها أن تبرئ ذمتها أمام الله وتكشف للمدخنين أن التدخين سبب رئيسى للأورام السرطانية..
وهنا تقول لبعض المدخنين للسجائر الذين اتجهوا إلى الشيشة على اعتبار أنها أقل ضررا عن السيجارة، والذى يؤسف له أن الدراسات والأبحاث أكدت أن حجر الشيشة يعادل عشرين سيجارة، أى أن علبة السجائر تساوى حجر شيشة.
لقد تفوقت دكتورة أمل سعد الدين على نفسها من خلال أبحاثها، ولذلك ترأست أول وحدة علاجية «للإقلاع عن التدخين» أسسها المركز القومى للبحوث تدخل ضمن نشاط شعبة البحوث البيئية والتى تتبعها، ولكى تصبح هذه الوحدة لها مكانتها العلمية قام المركز بتوقيع بروتوكول تعاون بينه وبين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لمدة ثلاث سنوات لإنشائها، وقد فتح مركز البحوث الباب أمام العاملين فيه الراغبين فى الإقلاع عن التدخين، شأنهم شأن المواطنين العاديين، العلاج فى هذه الوحدة لا يستغرق شهورا طويلة بالنسبة للذين تتوفر لديهم الإرادة، فقد اهتمت عيادة الإقلاع عن التدخين بالتركيز مع المدخن فى كيفية التخلص من الاعتماد على النيكوتين الخارجى من التدخين ومساعدة مراكز المخ لاستعادة نشاطها الطبيعى، فقد كان يهدف للتخلص من النيكوتين الصناعى الناشئ عن تدخين المدخن على اعتبار أنه خطر على مراكز المخ، وفى نفس الوقت يسبب فشل مراكز المخ نتيجة لسيطرة النيكوتين الصناعى عليها، طرق العلاج فى التخلص من النيكوتين الصناعى تتم إما بجلسات الدعم النفسى وتغيير نمط الحياة أو جلسات الليزر أو العلاج بالأدوية، ويختلف اختيار العلاج حسب مستوى اعتماد المدخن على نيكوتين السجائر..
 المفاجأة هنا كما روتها العالمة الدكتورة أمل سعد الدين أن أخطر مراحل التدخين هى التى يتعرض لها الجنين وهو فى بطن أمه وخاصة عندما تكون الأم من مدمنات تدخين السيجارة أو الشيشة، فالجنين يتأثر، وأخطر مرحلة فى حياته عندما يخرج إلى الحياة ويبلغ سن البلوغ ويجرب أول سيجارة فسرعان ما يتعلق بها ويصعب عليه الإقلاع عن التدخين لأن استعداده كان حاضرا وهو فى بطن أمه لتأثره بدخان سيجارتها أو غبار دخان سجائر أبيه..
هذه الحقائق للأسف كانت خافية عن أمهات وآباء مدخنين، ولجهلهما بخطورة التدخين وتأثر الجنين أو طفلهما الرضيع به فأصبح الوالدان يدفعان الآن الثمن لتغير سلوك الطفل سيكولوجيا وصحيا بسبب التدخين.. الذى يؤلم أن أمهات حديثات السن والولادة يجهلن خطورة اصطحاب أطفالهن الرضع إلى المقاهى، فقد تكرر هذا المشهد، ورأيت «شللا» من الشبان والشابات فى الويك إند فى المقاهى، ولك أن تتخيل أمهات شابات اصطحبن أطفالهن الرضع داخل العربة «البوست» وجلسن بهم مع شلة الأصدقاء فى المقهى وكل واحد وواحدة يدخن الشيشة، ودخان الشيشة يحيط بالأطفال الرضع ولا أحد يبالى بخطورة المشهد، وأذكر أننى رأيت «أما» تمسك الشيشة بيد وتحتضن صغيرها الرضيع باليد الأخرى، فناديت على الجرسون أتهمه بأنه ارتكب جريمة فى حق طفل رضيع، وعندما سمعت الأم صوتى وأنا أهدد باستدعاء الشرطة ألقت بقيمة الشيشة على الترابيزة وحملت طفلها إلى سيارتها وانصرفت فى خطوات سريعة..
- فالرقابة معدومة، فى حين أنه فى الخارج لا يسمحون بارتكاب هذه الجرائم، لذلك أمنيتى أن أرى أما من هذه الأمهات دخلت السجن بسبب إهمالها لطفلها الرضيع..