حروف ثائرة

وزيرة الصحة.. ومحاربو «الكيبورد» !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

نعم نحن شعب «دمه خفيف» ويلجأ للنكتة لمواجهة أى أزمة وتخفيف أى معاناة.. لكن كما يقال «كل شئ وله حدود».. فقد تابعنا الحملة المسعورة بوسائل التواصل الاجتماعى ضد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد.. والتى تنوعت بين الهجوم الشرس والنقد الجارح والتنافس فى إبداع بوستات وأفيهات للإساءة للسيدة والتقليل من شأنها.. وصل الأمر ذروته بعد تصريحاتها التلفزيونية الأخيرة ثم سفرها للصين.


الأمر تعدى كثيرا مراحل النقد سواء البناء أو الهدام إلى النيل من سيدة مصرية والإهانة الشديدة لها.. هل هذه أخلاق المصريين؟.. دعك من انها وزيرة.. لكن أليست سيدة لها أولادها وأسرتها وذووها.. وأستاذة جامعية لها تلاميذها وطبيبة لها مريدوها..لقد أكتوا جميعا بنار السوشيال وجحيم بوستات الاستظراف والسخافة.


ولنتوقف عند نقطتين فى تلك الحملة.. أولاهما تصريحات الوزيرة بأن فيروس كورونا «جاى جاى» لمصر وشرح الاستعداد الجاد له.. أعتقد ان هذا كلام محترم يستحق التقدير للوزيرة وليس الهجوم.. فنحن لم نغلق حدودنا ولم نتقوقع على أنفسنا خوفا من الفيروس.. إذن فإن الوباء الذى يجتاح العالم خاصة الدول المتقدمة سيصل مصر.. المهم ان نكون مستعدين له.. وهو ما حاولت السيدة شرحه.


النقطة الثانية الهجوم الكاسح على وزيرة الصحة بعد إعلانها السفر إلى الصين.. وهذا نوع من «الشيزوفرينيا» المجتمعية.. فهالة زايد السيدة والأم والزوجة والطبيبة قبل أن تكون الوزيرة تقوم بمهمة قومية لبلدها تنفيذا لتعليمات تراعى مصالح مصر العليا.. وفى الوقت الذى يهرب الجميع حول العالم من الصين.. ويغلق أبوابه أمام الصينيين ويوقف كل الرحلات والمهام إليها.. لم تتردد السيدة المصرية هالة زايدة لحظة فى قبول المخاطرة والقيام بالمهمة لتعلى مصلحة بلدها فوق سلامتها.. سيدة بـ 100 بل ألف راجل من محاربى السوشيال ميديا القابعين خلف «الكيبورد» ليوجهوا حربهم دون وعى أو نخوة يمينا ويسارا.


وهنا أطرح سؤالين للأشاوس «محاربى الكيبورد».. ما الذى يدفع مصر ووزيرة الصحة لإخفاء الحقيقة حول ظهور أو انتشار فيروس كورونا بها.. وهل شهادة المؤسسات الدولية الكبرى وفى مقدمتها منظمة الصحة العالمية بحق مصر وشفافيتها فى إعلان كل ما يخص المرض وإجراءاتها الاحترازية لمواجهته.. هل كل تلك الشهادات تجامل مصر؟.. أم أننا فقدنا البصر والبصيرة لننفذ مخطط المتربصين بوطننا وسعيهم لهدم المعبد على رؤوسنا.. والسؤال الثانى هل فكرتم للحظة عن مخاطرة الوزيرة بزيارتها للصين وما هو هدف الدولة المصرية من تلك الزيارة؟.. لا تجهدوا أنفسكم بالبحث عن إجابة.. واستمروا فى حربكم المقدسة خلف الكيبورد ولا تنسوا التدثر والتخفى والهرب من الفيروس.. اتركوا مواجهته لمن يحملون شجاعة الرجال حتى لو كانوا من النساء!!

الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة.. آسفين وألف شكر.