صور| نص كلمة وزير الداخلية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس

وزير الداخلية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس
وزير الداخلية في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس

وجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الداخلية العرب والذي بدأ أعماله اليوم فى تونس، وتحدث فيها عن التحديات التى تواجهها الدولة المصرية والدول العربية في موجهة الإرهاب وضرورة التكاتف العربي لمواجهة الإرهاب.

وجاء نص كلمة وزير الداخلية كالتالي: 

معالي السَّيدْ/ هشام المشيشى وَزِيرِ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التونسيةِ، والأَميرْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن سعود بن نَايف وَزِيرِ دَاخِلِيةِ المَمْلكَةِ العرَبِيةِ السعُودِيةِ  الرَّئيسُ الفَخرىّْ لمَجْلسِ وزرَاءِ الداخِليةِ العرَبْ.. أصْحابُ السُّمُوِ وَالْمَعَالى، الوزراءَ مَعالىِّ الدّكتُورْ أحمد أبو الغيط، أَمِينِ عَامِ جَامِعَةِ الدُّولِ العربيةِ مَعَالىِّ الدكتُورِ مُحَمَّد بن عَلي كُومَان، أَمِينِ عَامِ مَجْلسِ وزَرَاءِ الداخِليةِ العرَبِ، السادَةُ رُؤساءُ وأعضَاءُ المنَظماتِ الدُّوَليةِ السَّيدَاتُ وَالسَّادَةُ أعضَاءُ الوفُودِ.

يُشَرِفُنِىِ فِى مُستَهَلِ كَلِمَتِى أَنْ أَنْقلَ إِلَيكُمْ تَحِياتَ الرَّئيسِ عَبْدِالْفَتَاحِ السِّيسِى، رَئيسِ جُمهُورِيةِ مِصر الْعَرَبِيةْ وتَمَنياتِهِ بَأَنْ يَضْطَلِعَ مجلسَكُمْ المُوَقرُ بِإِنجَازِ المهَامِ الكَبيرَةِ المُلقَاةِ علَىَّ عَاتقهِ، دَاعِيًا المولَىَّ - عَزَّ وَجَلّْ - أَنْ يُتَممَ أَعَمالَ هَذِه الدَّورَةِ بِالتوفِيقِ وَالنَّجاحِ. وَأودُ أَنْ أَتَوجَه بِبالِغِ الشُّكرِ وَعظِيمِ التقدِيرِ للرَّئيسِ قيس سعيد وللحُكومَةِ والشعْبِ التُّونسِى عَلَىَّ حفَاوةْ الاسْتِقبَال والتَرحِيبْ، كما أَتَوجَهُ بِالتَّهنِئَةِ لِمعَالِىّْ الوزير هشام المشيشى سَائِلًا العَلِىَّ القَدِيرِ التوفيق والسداد لسيادته.

أصحَابَ السُّمُوِ  وَالْمَعَالي الْوزَرَاءْ السَّيِّداتُ وَالسَّادَة نجْتَمِعُ اليومَ لموَاصلةِ مَسيرةِ التعاونِ العربىِّ بإصرارٍ وعزمْ، لخدمة القضايا العربية المُشتركةْ؛ حيث تجمعُناَ العديدُ منَّ القواسِمِ وتطلعُاتِ المستقبلِ المُشتركْ وكُلناَ يقَين بأهميةِ مُوَاصَلَةِ تَطويرِ السِياسَاتِ الأَمْنِيةِ لمواكبةِ المُتغيرَاتِ الإِقلِيمِيةِ والدولِيةْ، لتحقيقِ الاستباقَ الأمنى فى مَواجهَةِ كَافةِ التحديَاتْ، التى تَستهدِفُ أُمَتنَا وِمُقَدَّرَاتِنَا، وفى مُقدمَتِهَا خطرُ الإرهابِ والأفكارِ المتطرفةْ، ومخططاتُ نشرِ الفوضىَّ وعدمِ الاستقرارْ.

ومِنْ هُنَا أؤكِدُ أنَ الجهودَ المشتركةَ فى مُوَاجهةِ التنظيماتِ المتطرفةْ قدْ أسفرتْ عن الحدِ من قُدَراتِهَا التَنظيميةِ وتجفيفِ مَنابِعَ تمويلَهاَ، وإضَعافِ فُرصَ استقَطابِهَا لعناصرَ جديدةْ وإن كَانتْ لا تَزالُ تُشكلُ خَطرًا داهِمًا علىَّ الإنسانيةْ يتجسدُ ملامِحَهُ فى سَعيها لتوظيفِ التقنِياتِ الحدِيثةِ وشبكةِ المَعلوُمَاتِ الدوليةْ؛ لنَشرِ الفكرِ المُتطرفِ المضللِ واستمالةِ واستقطابِ الشبابِ منْ كَافةِ دُولِ العالمْ.

وسوف تظَلُ ظَاهرةُ الإرهَابيينَ المُرتزقة إحدىَّ التهَديداتُ الرئَيسيةُ التىَّ تُواجهُهَا المِنطَقةْ فىِّ ضوءِ تَقديمِ بَعضِ الدولِ الدعمَ والتمويلَ لَهمْ وتوفيرَ المَلاذاتِ الآمنةِ لأنشِطَتِهمْ وإتاحةِ المِنصَاتِ الإعِلاميةِ؛ للتَرويجِ لأفكَارِهِمْ الهدَامةِ والمُتطَرفَةِ والعَملِ علىَّ نَقلِهمْ والدَفع بِهمْ إلى جَبهَات التَوتر بالمنطَقةْ، بما يَخِلُ بالأَمنِ والسلمِ الإقليمىِ والدولىّْ.

كما تُشَكِلُ الروابِطَ بين الإرهابِ وشبكاتِ الجريمة المنظمةْ، خاصةً فى مجالِ الإتجارِ بالسلاحِ وتهريبِ المخدراتْ وتسهيلِ التَسللَ عَبرَ الحُدودِ وغَسلِ الأَموالِ،  أبرزُ التحدياتِ فّْى وقتَنَا الراهِنْ، حَيثُ يُسِهمُ كلُّ هَذا فى تمكينِ التنظِيماتِ الإرهَابيةِ منْ إعَادةِ بنَاءِ قُدرَاتِهَا.

وانطلاقًا مِنْ تِلكَ المعطَياتْ يتعين التأكيدُ علىَّ حقِ دولِناَ فى اتخاذِ جميعِ الإجراءاتْ، واستخدامِ كافةِ الوسائلْ بِماَ فيهاَ التَدابُير الأمَنيةُ والعَسكريُةْ التَّى تُعدُ إحدىَّ المُقومَاتِ الأساسيةْ لدحرِ الإرهَابْ والقضّاءِ علَّى ما يُهددُ سَيادةِ واستقلالِ الدولْ، وإنفاذًا لثوابتِ ومقتضياتِ المواثيق الدوليةِ والعربيةْ. 

كما اضطَلعتْ وزارةَ الداخليةِ المصريةِ، تَنسيقًا وجهِاتِ الدولةِ المختلفةْ بصياغةِ مَنظومةٍ متكاملة لمكافحة الإرهاب امتدتْ إلىَّ جانِبِ المَواجَهةِ الأمنيةِ والقَانونيةِ والقضَائِيةْ إلى مَحاور مُتعدِدةٍ  لتَحقيقْ المواجهةِ الشاملةْ إعلاميًا ودينيًا وثقافيًا واجتماعيًِا، لتتضَافَرَ جُهودُ الدولةِ للقضاءِ علىَّ الإرهابِ واقتلاعِ جُذُورَهْ.

وفى هَذا الإطارِ استهدَفتْ الإسترَاتيِجيةُ الأمنيَةُ المصريَةْ تحقيقَ الأمنِ بمفهومِهِ الشامِلْ وموَاجَهةَ السلوكِ الإجرامىِّ بكافةِ صورِهِ وأشكالِهْ مَعَ إيلَاءِ أولَويةٍ لعملياتِ مُوَاجهةِ الجريمةِ المُنظَمَةْ التى يَتمُ توجيهَها؛ لاستنزَافِ مُقدَراتِنَا واتجهتْ الوزارَةُ نَحوَ تَطويرِ الدَورِ الأمنىَّ فىّْ المجَالاتِ الخَدميةِ والتنمَويَةِ والاجتَماعِيةْ وتنميَةِ ثقافةِ احترَامِ حقُوقِ الإنسَانْ واعتمَادِ الأسلوبِ العلمىَّ، خَاصةً فيمَا يتصِلُ بالتخطيطِ الأمنىّْ وإعدَادِ الدُعَامةِ البشريةِ واستثمارِ التقنَياتِ الحديثةِ فى كافةِ مجالاتِ العَملِ الأمنى.

لقد أثْبَتتْ الحقائقُ والأحداثْ أنَّ المواجهةَ الحاسمةَ للإرهابِ تتطلبْ تكريسُ جُهودِنَا المُشتركةْ وإذ نُحييَّ بكلِّ الإعزازِ والتقديرِ الجهودَ التى تَبذُلَها بكفاءةٍ وجسارةٍ أجهزةُ الأَمنِ والشُرطةِ فى أقَطارنا العربيةْ من أجل التصدىِّ لكافةِ المخَاطر والتحَدياتْ فىِّ ظلِ استمرارِ المُحاولاتِ الآثمةِ التى تَستهدفُ تقويضَ ركائزِ الأمنِ العربىْ ونؤَكِدُ علَّى أَهميةِ تَقريب الفكَرَ الأمنىِّ العَربىْ ودعم قُدراتِ الأجَهزةِ الأمنَيةِ العربيةْ والتوسعِ فىّْ تَبادُلَ المعلومَاتِ  حَولَّ مساراتِ وحَركةِ وأنشطةِ التنظيمَاتِ الإرهَابيةْ وعملياتِ نَقلِ الإرهابيينَ المُرتَزقةْ وشَبكاتِ الجَريمةِ المُنظمَةْ سَواءُ فى إطارِ التعاون الثنَائى أو المُتعَددْ. 

ومِنْ هَذا المُنطَلق تَحِرص وَزارة الداخليةِ المصريةْ على مواصَلةِ تعميقِ أُطرِ التعَاونِ لتحقيق التكاَمَلَ وترسيخَ دعائمِ الأمنِّ العربىِّ، وذلكَ منْ خلالِ الدَعوةَ إلَّى إجراءِ البُحوثِ والدَراسَاتِ المُشتركَةْ حول القضَايا الأمنية ذَاتَ الأولويةَ للخروجِ بالتقديَراتِ الدقيقةْ وطَرحِ التوصَياتِ الكفيلَةِ بالتعَامُلِ الحاسمِ مع تِلكَ القضَايا وفقَ فكرٍ أمنىٍ متناسِقْ يَرتكِزُ علَّى فلسفةٍ أمنيةٍ موحدةْ.