"المتحف الألماني للتجسس" من أشهر المعالم بل وأكثرها إثارة لزوار العاصمة الألمانية برلين، فبجرد الوصول لميدان بوتسدام يلفت انتباهك كلمة "German Spy Museum" بلونها الأخضر، فهل يعقل أن يكون هناك متحف للجواسيس!؟ نعم في برلين يوجد متحف خاص للجواسيس وكل ما يتعلق بهم.
المفاجأة الأكبر عندما وجدت «بوابة أخبار اليوم» جدران المتحف تسجل أن أول جاسوس في العالم مصري، فكانت الحضارة الفرعونية هي أول الحضارات التي استخدمت التجسس أثناء الحروب، وتقول المعلومات المدونة على جدران المتحف في برلين: "أول جاسوس في العالم مصري حيث أرادت مصر القديمة كقوة عظمى عسكرية أن تعتمد على الكشافة من أجل توسيع والدفاع عن عالمهم من خلال الفتح الإقليمي، حيث يحتاج الفراعنة معلومات موثوقة عن أعدائهم وبدأو في إرسال الجواسيس باستمرار مما مكنهم من خلق أول شبكة استخبارات في التاريخ". وضمت جدران المتحف قصص عن ملوك مصر الذين استخدموا جواسيس اثناء معاركهم مثل امنحوتب الثاني ورمسيس الثاني.
يمنح المتحف الألماني للتجسس الزوار فكرة فريدة عن التجسس وتاريخه وكيف بدأ وما هي الحضارات التي استخدمته مثل الرومانية والصينية وتم تدوين العديد من القصص على جدرانه بالترتيب حسب التطور الزمني، كما يتيح المتحف للزوار استخدام أحدث التقنيات القائمة على الوسائط المتعددة لاكتشاف جميع الأساليب الغريبة والمتسللة للعملاء والجواسيس السريين.
المتحف افتتح عام 2015 على مساحة تبلغ 3 آلاف متر مربع، والذي أكد أن التجسس يعتبر من أقدم المهن في العالم، ويقدم المتحف معلومات عن تقنية تشفير اخترعها يوليوس قيصر، والتي لا تزال تستخدم حتى اليوم، كما يصور الأساليب السرية الرائعة لأوليفر كرومويل ونابليون في الحرب العالمية الأولى والثانية وفي الحرب الباردة.
يكشف المتحف أيضًا العديد من الأسرار الخاصة بمقتل زعماء العالم الذين يعتقد أنه تم استخدام السم من قبل جواسيس تم زرعهم بالقرب منهم للتخلص منهم، والمفاجأة إدرج المتحف اسم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ضمن الزعماء الذين يعتقد أنه تم قتلهم عمدا عن طريق السم، حيث تم تكذيب هذه الشكوك لعقود طويلة، وظلت الاتهامات فقط حتى بعد تأكيد خبراء سويسريين تسمم عرفات بالبولونيوم المشع. لكنهم لم يؤكدوا وفاته جراء هذا التسمم.
يعرض المتحف أيضًا العديد من الأدوات المستخدمة في التجسس من قبل أكبر الوكالات الاستخبراتيه في العالم، والتي نشاهدها في الافلام الامريكية فقط. لكن المعرض يحتفظ بمجموعة كبيرة منها مثل حمالة صدريه تحتوي على كاميرا وحذاء باسلحة واجهزة تسجيل ونظارات نظر مزودة بكاميرات والعديد من الادوات الاخرى كما مبين في الصور.
