عاجل

من باب العتب

«طنش.. تلقى الصورة حلوة»..

د. محمود عطية
د. محمود عطية

هل حاولت فك لغز صورة ما يحدث فى حياتنا ونراه ونسمعه ومع ذلك لا نستوعبه ولا نفهمه.. أم فضلت عدم الالتحام فيما يجرى حتى لا تكون طرفا فيه وربما يساء فهمك وتصبح مثالا سيئا وتقعد ملوما مدحورا والساحة بها ما يكفيها ويفيض.. ربما رأيت أن ما يحدث على الساحة عصى على الوصف وربما على العلاج أيضا ويصيب بالدوار إذا حاولت أن تتفهمه..!
وإلا قل لى ما معنى أن يبدو رئيس نادٍ وكأنه قادر على كل شيء يقيم القوانين الخاصة به ويفرضها على الجميع.. يمنع ويمنح ولا راد لقضائه.. يسب من يشاء ويلعن من يشاء دون حساب.. ومجموعة من اللاعبين تحسبهم رياضيين وأخلاقهم رثة كأنهم خريجو مدرسة البلطجة الحديثة.. لا مراعاة أنهم يمثلون صورة مصر الرياضية فى مباراتهم بالخارج وفى وقت نحن فيه أحوج إلى لم الشمل والبعد عن التناحر والتنمر.. لكنهم وبكل أسف لم يستوعبوا أنهم فى مباراة تبث على كل الفضائيات العربية ومصريو الخارج والداخل يتابعونهم فيما نطلق عليه عرسا رياضيا وسوبر لأفضل ناديين المفترض أنهما يقدمان فيه نموذجا لفن الكرة الحديثة والأخلاق الرياضية التى ننشدها جميعا..!
لكن تتحول المباراة إلى تلاسن وتنابذ بالألقاب والحركات التى يعاقب عليها القانون بين اللاعبين وبئس الشتائم.. ويتدخل الجمهور بهتافات مشينة فيها تنمر ببعض اللاعبين ويزيدهم اللاعبون من السوء بيتا.. وتصل المهزلة إلى منتهاها بالقاهرة بحرمان الجمهور من حضور مباراة القمة عقابا ويحرم الناديان من تشجيع جمهورهما.. وبدأنا الاستعداد لمتابعة المباراة عبر وسائل الاتصال الحديثة.. وكنا نأمل أن يعود اللاعبون إلى رشدهم ونرى مباراة فى الأخلاق وندماً على ما بدر منهم فى حقنا وحقهم ويثبتون لنا أنها كانت غلطة وذلة لسان..!
ويا للعجب تنتهى المباراة قبل أن تبدأ لعدم حضور أحد الفريقين ولا ندرى ما العقوبة التى تقع على النادى الغائب.. وهل يمكن ان تطبق عليه عقوبة بعدما تم عقابنا بعدم إقامة المباراة.. قل لى كيف نفسر ما يحدث فى مجال رياضى يربى الأخلاق قبل الأبدان ويعطى صورة حضارية لما يجب أن يكون عليه الشاب.. ربما تخمة المال قد أصابت بعضهم وأعمتهم وما أغنى عنه ماله وما كسب.
ويتزامن مشهد آخر نرى فيه ممثلا شابا أردد حين أراه "ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب".. لكننا نسأل عن سبب آخر.. كيف تحول بأفعاله من ممثل إلى مادة للكومكس على الميديا.. وباتت مبادرات المقاطعة ترن واحدة بعد الأخرى عليه؟!.. ولماذا لم يحفظ فنه وينأى بنفسه عن مبادرات اللت والعجن الليلية؟!.. هل اغتر ببعض المال واستهتر بجمهوره.. والمال إلى زوال وإن كثر.. والشهرة تتبخر مهما وصلت !
سبحان الله هل أخلاقيات موسيقى وغنا المهرجان باتت أسلوب حياة بيننا.. وهل بهتت على الساحة الرياضية والفنية ولم نعد نفرق بين الاثنين.. أم هل أخلاق التوتوك والميكروباصات قد عششت فى أفئدة الجميع لتدق ناقوس الخطر معلنة بداية انهيار أخلاقي.. وهل واجب علينا التدخل والالتحام أم نسمع نصيحة أحد مغنى المهرجانات "طنش تلقى الصورة حلوة.."!