بسم الله

عكس الاتجاه! «2»

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

ينبهنى القارئ العزيز المهندس هانى صيام إلى أن الامتثال التام لقواعد المرور والالتزام الكامل بآداب القيادة الآمنة حلم جميل، يتعذر تحقيقه، ومطلب عزيز يصعب تنفيذه على أرض الواقع فى تقديرى. وكما أن شياطين القيادة يسرفون على أنفسهم فى ارتكاب المخالفات المرورية فى ظل التجرؤ على القانون والتفريط فى تطبيقه، فإن الأسوياء أيضا غير معصومين من الأخطاء المرورية التى تتدنى أحيانا إلى درجة الخطايا وإن كانوا يقترفونها مجبرين مضطرين!، قائد السيارة الملتزم مروريا ليس ملاكا ينطلق بسيارته فى شوارع وميادين المدينة الفاضلة. كما أنه لا يسير منفردا فى طريق مفروش بالورود، وإنما تحيط به من كل جانب سيارات وحافلات من كل صنف ولون، يجب مراعاة مسارها وسيرها وسرعتها، وما قد يترتب على ذلك من خروج «اضطرارى» على النص وتجاوز «إجبارى» للخطوط الحمراء، تجنبا لتصادم وشيك أو تفاديا لحادث سير جراء سيارة مارقة يقودها أرعن، أو حافلة مجنونة يسيرها مستهتر، وأتساءل: من من قائدى السيارات الملتزمين لم «يضطر» يوما للدخول فى شارع تتصدره لافتة «ممنوع الدخول»، للهروب من اختناقات الطريق الحادة، فى سبيله إلى مقر عمله؟!، ومن من الأسوياء لم «يُجبر» على تجاوز السرعة المقررة على طريق دائرى أو على المحور لتعويض الوقت المهدر جراء الشلل المرورى وتكدس السيارات فى شوارع وسط المدينة، مما قد يحول بينه وبين حضور اجتماع فائق الأهمية أو أداء مهمة ما فى حينها؟!! ومن من المعتدلين لم «يلجأ» قسرا إلى استعمال آلة التنبيه فى شارع به دار استشفاء أو مدرسة لتجنب وقوع حادث وسقوط ضحايا؟! ومن من دعاة الالتزام لم «يُدفع به» يوما إلى السير عكس الإتجاه لتجنب عائق أو مانع أو حائل ما «هبوط أرضى / إصلاح طريق / تركيبات / إنشاءات / بركة مياه عميقة.. إلخ» يقطع عليه طريقه المعتاد ومساره الصحيح؟! ومن من دعاة الانضباط المرورى يحتفظ بسجل سيارته خاليا من المخالفات المرورية؟!. إن ما يموج به الشارع المرورى فى بلادنا من اختناقات وتجاوزات وسقطات تجعل من الالتزام بقواعد المرور وآداب القيادة ضربا من المستحيل. وللحديث بقية بإذن الله.
دعاء: اللهم اشف مريضنا، واهد ضالنا، وفرج همنا.