البابا فرنسيس: الصوم هو الزمن المناسب لكي نفسح المجال لكلمة الله

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان

أجرى قداسة البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهلّ تعليمه الأسبوعي بالقول نبدأ اليوم، في أربعاء الرماد، مسيرة الصوم، مسيرة أربعين يوم نحو الفصح نحو جوهر السنة الليتورجية والإيمان.

وقال قداسته، إنها مسيرة على خطى السيد المسيح الذي ومنذ بداية خدمته انفرد لأربعين يومًا في الصحراء ليصلّي ويصوم، وعن المعنى الروحي للصحراء أريد اليوم أن أحدثكم ، ما هو غذًا المعنى الروحي للصحراء بالنسبة لنا جميعًا حتى نحن الذين نعيش في المدينة.

وأضاف قداسته: "لنتخيّل أننا في صحراء، أول شعور سيكون بأننا محاطون بصمت كبير: لا يوجد ضجة أخرى غير صوت الهواء ونفَسُنا، وبالتالي فالصحراء هي مكان الابتعاد عن الصخب الذي يحيط بنا ، إنها غياب الكلمات لكي نفسح المجال لكلمة أخرى، كلمة الله التي تلامس قلبنا كنسيم عليل ، والصحراء هي مكان الكلمة بامتياز. في الكتاب المقدّس، في الواقع، يحب الرب أن يحدِّثنا عن الصحراء،  ففي الصحراء سلّم الله موسى الوصايا العشرة؛ وعندما ابتعد الشعب عنه وأصبح كعروس خائنة قال الله: "هَأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذهَبُ بِهَا إِلَى البَرِّيَّةِ وَأُلَاطِفُهَا، وَأُعطِيهَا كُرُومَهَا مِن هُنَاكَ، وَوَادِي عَخُورَ بَابًا لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا" (هوشع ٢، ١٤- ١٥).

وتابع أن "في الصحراء، نسمع كلمة الله التي هي كصوت خفيف، ويقول لنا كتاب الملوك أن كلمة الله هي "صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ". في الصحراء يجد المرء مجدّدًا العلاقة الحميمة مع الله ومحبة الرب. لقد كان يسوع يحب أن ينفرد يوميًّا في أماكن مقفرة للصلاة، وقد علّمنا كيف نبحث عن الآب الذي يكلِّمنا في الصمت. وليس سهلاً أن نصمت في قلوبنا لأننا نسعى للتكلّم على الدوام ولكي نكون مع الآخرين".