خواطر

مسـيرة حافلـة للراحل مبـارك بين الإنجازات والأزمات والآلام

جلال دويدار
جلال دويدار

 ورحل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد رحلة حافلة بالإنجازات والأحداث. هذه المسيرة انتهت بـ٢٥ يناير التى أتاحت لجماعة الإرهاب الإخوانى السطو على حكم مصر. هذه الحقبة السوداء فى تاريخ المحروسة كانت وبالا ومليئة بالكوارث والأزمات المشبوهة ومحاولات لتغيير الهوية المصرية. ان من أخطرها التنازلات المشبوهة فى ثوابت وطنية.
الرئيس الراحل تعرض للعديد من المشاكل والآلام كانت بدايتها التربص به لتصفية الحسابات وهو ما استمر قضائيا لسنوات طويلة. لم تشفع له قيادته البطولية لقواتنا الجوية الناجحة التى مهدت للإنتصار فى حرب أكتوبر المجيدة.
 لم تقتصر قائمة ماحققه مبارك.. على الجانب العسكرى طيارًا مقاتلًا إلى أن أصبح قائدا للقوات الجوية.. إنما شملت العديد من الإنجازات العظيمة والمشرفة. جرى ذلك بعد توليه الرئاسة فى أعقاب إغتيال بطل الحرب والسلام الزعيم أنور السادات عام ١٩٨١. الذى كان قد اختاره نائبا له على ضوء أدائه المميز فى حرب أكتوبر.
إستمرت رئاسة مبارك للدولة المصرية لثلاثين عاما متوالية. كان من أهم انجازاته الوطنية ادارته لعملية استكمال تحرير كامل الأرض المصرية من رجس الإحتلال الإسرائيلى. إن آخرها تمثل فى انتصار محكمة العدل الدولية بمصرية طابا.
الأزمات بدأت تواجه حكمه بعد ماتردد عن إعداد إبنه جمال لخلافته وهو الأمر الذى كان محل جدل فى الشارع المصرى. هذه القضية وما صاحبها من قرارات وإجراءات تمت فى إطار منح سلطات لجمال من وراء الستار لإدارة شئون الدولة. هذا الأمر كان عاملا رئيسيا فى إشتعال أحداث يناير ٢٠١١ والتى إنتهت بتنحيه عن الحكم تجنبا لصدام دموى.
 إنه وبعد رحيل محمد حسنى مبارك - رحمة الله - لابد أن نذكر له الكثير من الإيجابيات التى تمحورت وبشكل أساسى - رغم كل شئ - فى الحرص والحفاظ على سيادة وكرامة وحقوق الوطن. هذا الموقف كان ثمنه التآمر عليه وعلى حكمه من قوى خارجية.
ان من أروع ما قاله: «ان هذا الوطن العزيز وطنى مثلما هو وطن كل المصريين فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه وعلى أرضه سوف أموت». وتمسكه بهذا المبدأ جعله يرفض ما كان متاحاً له بمغادرة مصر بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ والإصرار على البقاء داخل الوطن حتى وفاته.
 حقا.. إن إنجازات مبارك أيضا شملت الى جانب المواقف الوطنية.. الكثير من المشروعات التنموية. يضاف إلى ذلك أيضا الإستقرار الإقتصادى الملموس المشمول بإرتفاع قياسى لمعدلات التنمية حيث بلغت ٨٪ فى نهاية ٢٠١٠.
 رحم الله الفقيد وجزاه خيرا عن كل ماقدمه لوطنه. إن التاريخ وحده هو الذى له الحكم فى النهاية على أدائه إيجابا وسلبا.