في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي.. الخارجية الفلسطينية: شعبنا ضحية التخاذل الدولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء 25 فبراير، أن الشعب الفلسطيني يقع ضحية التخاذل الدولي، وذلك في الذكرى السادسة والعشرين لمجزرة الحرم الإبراهيمي.

وقال بيانٌ صادرٌ عن الخارجية الفلسطينية، حصلت بوابة أخبار اليوم على نسخةٍ منه، "يُصادف اليوم ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى على يد المتطرف الإرهابي القاتل جولدشتاين. ذكرى أليمة لمذبحة بشعة تتواصل سياقاتها السياسية بأشكال مختلفة وتداعياتها التهويدية الاستعمارية على الحرم الإبراهيمي الشريف، سواء من حيث التصعيد الحاصل والممنهج في استهداف الاحتلال للحرم الإبراهيمي وللبلدة القديمة في الخليل".

وأضافت الوزارة: "والحرب المفتوحة التي يشنها اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين بهدف تعزيز سيطرتهم على قلب الخليل النابض، وتفريغه من سكانه الأصليين في أبشع عملية تطهير عرقي تشهدها المنطقة، وهو ما شمل الحرب على المحال التجارية والمنازل والمرافق وجميع مقومات الوجود الوطني والفلسطيني في البلدة بما يشمل محاولات عزل الحرم الإبراهيمي الشريف بالكامل وتهويده".

وأردفت قائلةً، "وما الزيارات المتكررة التي يقوم بها بنيامين نتنياهو ونفتالي بينت وغلاة المستوطنين من اليمين المتطرف للبلدة وإقرار مشروع مصعد الحرم ووضع حجر يحمل رسومات توراتية على مدخل البلدة القديمة إلا حلقات في هذا المسلسل الإجرامي المتواصل منذ احتلال المدينة في عام 1967".

واستطردت قائلةً، "أما بالنسبة لما مثله المجرم جولدشتاين من إرهاب بشع فقد تحول الى إرهاب دولة مُنظم ومُمَنهج تمارسه مؤسسات دولة الاحتلال الرسمية بشكلٍ علنيٍ وواضحٍ عبر عديد التشريعات والقوانين والتعليمات المباشرة لقتل الفلسطينيين والتعامل معهم كأهداف للرماية والتدريب، ومن خلال ما فرضه جولدشتاين وأمثاله من تنظيمات وميلشيات إرهابية ومسلحة تنتشر في طول وعرض الضفة الغربية المحتلة تحت مسمى "تدفيع الثمن"، ومن جمعيات استيطانية منظمة تواصل عملها العدواني لتهويد وضم أوسع مساحة ممكنة من الأرض الفلسطينية المحتلة".

وأشارت بالقول، "إلي إن مجزرة الحرم وإحراق عائلة الدوابشة والطفل محمد أبو خضير وتجريف جثمان الشهيد محمد الناعم وقتل المتضامنة الأمريكية ريشيل كوري بالجرافة ومئات الإعدامات الميدانية والحروب المدمرة والمتواصلة التي شنتها دولة الاحتلال على أهلنا في قطاع غزة واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وسلب الأرض الفلسطينية المحتلة وضمها الزاحف لدولة الاحتلال وغيرها من الجرائم البشعة، جميعها تعكس حقيقة تفشي ثقافة الكراهية والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وسيطرة عقلية الاحتلال والاستيطان الإحلالي على مفاصل الدولة العبرية".

ومضت تقول، "وفي المقابل صمد شعبنا وعَبّر عن إرادة قوية في الحياة وإصرار لا يلين في مواجهة الاحتلال والاستيطان وتحمّل من المعاناة والألم الكثير، فلعب المواطنون دورًا رائدًا في حماية البلدة القديمة والحرم في الخليل ولا زالوا، وبالرغم من قسوة حرب الاحتلال المفتوحة على شعبنا وحقوقه لا زالت حقوق شعبنا العادلة والمشروعة تحظى باهتمام دولي كبير".

لكنها استدركت قائلةً، "ومع ذلك لا زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنًا باهظًا لعدم تطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ولا زالت معاناته مستمرة بسبب سياسة الكيل بمكيالين التي يتبعها المجتمع الدولي، ولعدم محاسبة ومساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين".

وأكدت الوزارة، "أن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الإدانة لجرائم الاحتلال وصيغ التعبير عن القلق من نتائج تلك الانتخابات، والدعوات الدولية الشكلية للتمسك بالسلام على أساس حل الدولتين، باتت تشجع سلطات الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الخروقات الجسيمة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وطالبت الخارجية الفلسطينية، في ختام بيانها بفرض عقوباتٍ على إسرائيل، قائلةً "إن المطلوب فرض عقوبات دولية على إسرائيل لإجبارها على الانصياع للإرادة الدولية وإنهاء احتلالها واستيطانها لأرض دولة فلسطين فورًا".