أبطال يقهرون الإدمان فى «واحة الأمل».. العلاج بالعمل جعلنا «أقوى من المخدرات»

واحة الأمل
واحة الأمل

داخل مركز «واحة الأمل» لعلاج الإدمان التابع لمؤسسة كاريتاس مصر على طريق إسكندرية الصحراوي، أبطال من الشباب وقعوا فريسة الإدمان يصرخون بأعلى الصوت: "نحن أقوى من المخدرات".

وسيعودون بقوة لاسترداد انفسهم من جديد اجمعوا على ان حب الاستطلاع والتجربة واصدقاء السوء كانت سببا فى الاتجاه إلى المخدرات للبحث عن وهم اسمه «السعادة» ووجهوا رسائل للشباب وللآباء والأمهات للبعد عن الطريق الذى لا يحمل سوى نهايتين: إما الموت أو السجن.

رافقت «بوابة أخبار اليوم» صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بقيادة عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن مدير الصندوق الذى يقدم العلاج بالمجان لهؤلاء الضحايا لتسجل قصص عودتهم إلى الحياة من جديد.

يقول محمد. س 30 سنة من بولاق الدكرور انه من اسرة متوسطة ومتدينة والده يعمل ميكانيكى سيارات ووالدته ربة منزل لكنه بدأ الطريق إلى المخدرات وهو فى الصف الاول الثانوى وعمرة 17 عاما على سبيل التجربة ورغبة منه فى لفت انظار الشباب اليه بانه رجل يدخن ويتعاطى المخدرات فى سن مبكرة.

ويضيف: قضيت مع المخدرات 10 سنوات بدأت بتعاطى فرع الدخان أو كما يعرف بين اوساط المدمنين «المادة الواطية» ويقصد السجائر والحشيش ثم الحبوب «المادة المتوسطة» ورأيت ان ادخل إلى «المادة العالية» وتسمى بالهيروين وكنت فى كل مرة ابحث عن السعادة التى يتحدث عنها اصحاب الكيف لكنى كنت ابحث عن سراب بل كنت مرة اضرب فيها احاول ان انسى مشاكلى التى كانت تزداد مع مرور الايام.

طرق التحايل

ويضيف: لا استطيع أن أعدد لك طرق التحايل فى الحصول على الاموال لتلبية رغباتى فى الانفاق فكنت ألجأ إلى الاستدانة من الاهل والجيران وعندما اتضح امرى لجأت إلى السرقة وتجارة المخدرات وكان الجزاء قضاء عقوبة الحبس سنة. 

وعندما وجدت انى على طريق الضياع لا محال ذهبت إلى مستشفى قصر العينى للعلاج فارسلنى إلى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، وجدت هناك معاملة انسانية لاول مرة بعد ان تخلى عنى كل الاصدقاء ولم يعد احد يثق بى وعندما تأكدوا من رغبتى فى العلاج تم توزيعى على مركز الواحة.

واضاف: وجدت فى المركز كثيرا من الشباب فى مثل حالتى لديهم العزيمة والاصرار فى الخلاص من هذا الكابوس المدمر ومعاملة طيبة للغاية من المشرفين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين وبعد سحب السموم من جسمى طبقوا علينا العلاج بالعمل دون الحاجة إلى تعاطى أى أدوية أو عقاقير طبية ويتم عمل جروبات لنا مع المشرفين يحكى كل منا تجاربه ونشجع بعضنا ونأخذ نصائح شبه يومية ونخضع لبرنامج روحانى يؤصل فينا قيم الامانة والصبر والبعد عن اصدقاء السوء واهمية العمل والانتاج وبالفعل تحسنت حالتى وتعافيت تماما من اثر الإدمان منذ 4 سنوات وقررت ان أعود لعملى ميكانيكى سيارات ويكون لى ورشة مستقلة.

وقال: أنصح كل شاب وخاصة صغار السن: لا تجرب إطلاقا أى انواع المخدرات لانها الطريق إلى الهلاك.. فكر لحظة قبل أن تقدم على هذه التجربة وابتعد عن اصدقاء السوء الذين يدفعونك لهذا الطريق. واقول لكل من تعرض لمثل حالتى ووقع فى المصيدة: استفد من تجربتى ولا تستسلم لليأس تستطيع ان تعود إلى نفسك وتشعر بقيمتك فى الحياة فان طريق الإدمان عاقبتة الموت او السجن ولا ثالث لهما وثق ان الامل موجود. 

واختتم كلامى بأننى فخور بخروجى من دائرة الإدمان وسأتحدى أى مشكلة تواجهنى بجهودى الذاتية.

العلاج بالعمل

وكانت القصة الثانية لأحد الابطال ويدعى محمد اشرف 24 سنة من مدينة الحرفيين بالقاهرة يقول انه من اسرة بسيطة له 3 اشقاء يقول: بدأت ايضا طريق المخدرات على سبيل حب الاستطلاع والتجربة كان عمرى 14 سنة بالتدخين مع اصدقاء السوء لاكون اكثر حظا وسعادة فاصبحت الاكثر فسادا وذهبت إلى احد المستشفيات الخاصة للعلاج وبعد فترة انتكست وعدت اكثر اقبالا على المخدرات واتجهت إلى المادة العالية مثل البودرة والاستروكس والهيروين.

وقد شاهدت إعلانا فى التليفزيون عن الخط الساخن لعلاج الإدمان بالمجان وفى سرية تامة بطله اللاعب العالمى محمد صلاح يقول انت اقوى من المخدرات فتوجهت إلى هناك ليتم إحالتى إلى مستشفى المطار للعلاج وعندما وجدوا ان حالتى تستدعى فترة تم تحويلى إلى مركز الواحة ومع زملائى تم علاجى بالعمل وتعديل السلوك واصبحت قادرا على العيش بدون مخدرات واستطيع ان اقول «بعدما جربت التبطيل لا اعود إلى الضرب مرة اخرى» وسأعود لممارسة حياتى الطبيعية وأعمل كل حاجة كنت لا أعملها وعطلتها المخدرات.

ووجه رسالة للشباب قائلا: «اللى يحب يجرب المخدرات انا جربتلك ما فيش سعادة نفسية او مادية او نجاح مع المخدرات.. كله وهم». كما وجَّه رسالة للاباء والامهات قائلا: «خير الامور الوسط لا تتحكموا فى اولادكم بزيادة ولا تتساهلوا بزيادة».

اعتذار وأسف

القصة الثالثة لبطل يدعى «ك.ن 26 سنة» من الجيزة يقوم بعمل الخبيز للمجموعة فى مركز الواحة من خلال فرن كهرباء يقول: بدأت التعاطى منذ 13 سنة أي نصف عمري كنت اعمل فى مصنع خشب مع والدي وتم رفدي منه بسبب الإدمان وبعد ان ذاع صيتي فى المنطقة حيث اخذت فلوس والدي لاصرفها على الكيف واتجهت للسرقة والقيام باعمال بلطجة تم سجنى أكثر من مرة بسبب الاتجار فى المخدرات لأصرف على مزاجى وآذيت نفسى والناس الذين بعت لهم وكنت أقترض من اصدقاء والدي بآلاف الجنيهات ويقوم هو بسدادها لهم لانه يحبني وانا لم اقدر هذا الحب والقبول الاجتماعى بسببه من الناس وكنت أعتدى كثيرا بالضرب على زوجتي واطفالي أحب الناس إلى قلبى فى حالة عدم وعي.

وقال: سعيد اني قطعت علاقتي بأصدقاء السوء وأعتذر لكل من أسأت اليهم وأخطأت فى حقهم وأفرح حاليا عندما أشاهد شبابا يأتون للعلاج وساقوم بفتح ورشة ملابس وأمارس حياتى بشكل عادى وأنوى بعد التخرج خلال شهرين وقف أى شاب يتعاطى أقوم فى الصباح بممارسة نشاطى وأتجه لصناعة الخبز للمجموعة وأشارك فى كل الأنشطة وأحمد الله اننى بطلت أضرب وساحافظ على ذلك.

«لعمل دماغ» 

والقصة الرابعة للبطل «محمد أسامة» 30 سنة خريج سياحة وفنادق من الهرم بدأ تعاطى المخدرات منتصف العمر منذ 15 سنة يقول: كانت حياتى فى شبه دمار صحيا واجتماعيا وقضت على كل المواهب مثل لعب الكرة والسباحة واليد بدأت بالمادة الواطية بحثا عن المزيد لعمل دماغ احسن طلعت انها وهم حتى وصلت إلى المادة العالية الهيروين وهى المادة «اللى جابتنى الارض» العامل الرئيسى انى واحد من قاع المجتمع وكنت احب الظهور ويقال عنى «عيل شبح» او سوبر مان. 

حدثت لى مشكلة صحية كادت تؤدى لبتر الرجل وقد نجانى منها طبيب فى قصر العينى.. عملت اكثر من السرقة حاولت اجلب المخدرات من مكان بعيد لبيعها وتوفير المادة التى اريدها لدرجة ان الاهل والاصدقاء تخلوا عنى بسبب العار الذى أجلبه لهم وأصبحت نقمة عليهم ويمكن لانى كنت الطفل الوحيد على اختين بنات وكنت مدلع من اسرتى. 

المخدرات «مرمطتني» 

وقال سمعت عن الخط الساخن لعلاج الإدمان والحملة التى يقودها اللاعب محمد صلاح لعلاج المدمنين بالمجان ولاننى احبه فقد توجهت للعلاج وكنت غير مصدق وشعرت معهم انى انسان مهم ووجدت اهتماما وان هناك املا.. أصف رحلتى بالمعاناة مع المخدرات «مرمطتنى» حيث عملت فى احسن الاماكن والفنادق السياحية ونسيت كل ذلك كنت افكر فى دماغى ومزاجى فقط اصبحت افكر بشكل مختلف. 

تعلمنا فى المركز مبدأ التسليم أسلم دماغى للمشرفين والاخصائيين لتغيير سلوكى وانوى بعد التعافى أن أغير شغلى ومحل اقامتى لقطع كل علاقتى باصدقاء السوء وأغير جلدى وأبدأ على نضيف اشيد بمراكز العلاج التابعة لصندوق مكافحة الإدمان بالاضافة إلى العلاج المجانى هناك رعاية واهتمام والشرط اتخاذ القرار والارادة ومعهم شعرت انى «اقوى من المخدرات» بحق وحقيقى.

اقول للشباب ان آخرة طريق الإدمان هى احد اثنين الموت او السجن.. الحق نفسك وخد القرار وللاباء والامهات المخدرات موجودة فى كل مكان بالعالم عليكم المتابعة لتصرفات وسلوك الابناء ومعرفة اصدقائهم.