سراديب «أبو على»!

رأى

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

فى زمن الفرانكو آراب حيث كتابة اللغة العربية بالحروف الإفرنجية.. فى زمن غناء أوكا وأورتيجا وحشيش حسن شاكوش.. فى زمن مصرع اللغة العربية على منصات السوشيال ميديا وأبواب المدارس الخاصة واللغات وقد أصبحنا كالغراب الذى أراد أن يقلد مشية الطاووس ففشل ونسى مشيته الأصلية.. فى كل هذه الأجواء يأتى إلينا الزميل عبد الهادى عباس ليأخذ بيدنا إلى سراديب اللغة العربية من خلال كتابه القيم «سراديب الدهشة» مع دهشته الأولى فى عالم الكلمة وقراءاته فى الشعر والنثر.
وبعيدا عن لغتنا العربية التى أصابها التصحر الآن ومعاناتها من الغرب والاغتراب يعود بنا إلى العصر الذهبى ليحرك المياه الراكدة فى سوق الأدب ويجول ليذكرنا بجواهر الكلم من خلال قراءاته النقدية فى شعر أبى همام وأدونيس والموشحات الأندلسية وبحوث أخرى فى النثر الأدبى للإمام على رضى الله عنه.. والذى عشقه حتى الثمالة فأطلق اسمه على طفله الأول وعندما توفاه الله أصر أن يطلقه مرة أخرى على طفله الثانى متحديا التقاليد التى ترفض ذلك وتعتبره نذير شؤم.. ويدهشك عبد الهادى فى قراءة نقدية لرواية قنديل أم هاشم ليحيى حقى وملامح الأسطورة فى المسرح المصرى، ثم يشهر سيفه مدافعا عن العقاد مؤمنا بموهبته الشعرية مذكرا بعبقرياته وإسلامياته التى أثرت المكتبة العربية.. إنها دراسة شائقة للقارئ العادى والدارس المتخصص للتذكير بإشراقتنا العربية.
وأخيرا إذا كان للغة العربية رب يحميها لأنها لغة القرآن الكريم فإنه ولا بد أن يكون لها حواريون يحرسونها ومن لها غير أولاد كلية دار العلوم المنوط بهم القيام بهذا الدور للدفاع عن لغتنا الجميلة والتى اكتفينا بأن نجعل لها يوما فى العام نحتفى بها ثم نذبحها باقى الأيام.. فشكرا لعبد الهادى ابن دار العلوم البار حارسًا من حراس اللغة الباقية ما بقى الزمن.. وفى انتظار المزيد من إشراقاته اللغوية.