ضى القلم

الأستاذ مكرم..وتجديد الخطاب الصحفى

خالد النجار
خالد النجار

هيبة الأستاذ مكرم محمد أحمد.. نقيبا وكاتبا ومبدعا ووطنيا غيورا على بلده وصحافة مصر تزداد مع ازديادنا فخرا بأستاذيته وكبريائه.. صراحة وشجاعة ووطنية وغيرة على المهنة.. تاريخ الأستاذ مكرم مشرف وفخر لكل الصحفيين.. هو آخر حبات العقد الفريد من قامات وقمم الصحافة والكتابات الوطنية.. علاقات محترمة مع الرؤساء وملوك الدول، ومكانة كبيرة يقدرها الإخوة العرب.. يتعامل بتواضع الكبار بثقة وشياكة، وهذا مالمسته بنفسى فى رحلة عمل بالسعودية بصحبة الأستاذ الكبير مكرم.. غيرته على المهنة نابعة من عشقة ووطنيته.. أقدر شجاعته وخوفة على المهنة وإيمانه بأن الصحافة تحتاج لمزيد من الحرية لتظل دوما شريكا قويا فى الوعى والتثقيف برهانها القوى على أبنائها المخلصين الذين يملكون من الوعى والوطنية والخبرة مايجعلهم شركاء فى البناء.. مكرم محمد أحمد، الذى تصدى بجسارة بقلمه للباطل، وأحد الذين هددهم مرسى فى خطابه الشهير لايحتاج لمزايدة على مهنيته ووطنيته.. هو الأستاذ بلامنازع، ورجل دولة له قدره، ونحتاج للاسترشاد بخبرته وآرائه.. وأظنها فرصة سانحة فى ظل الخطة التى ترعاها الدولة وتنفذها الهيئة الوطنية للصحافة لنهضة الصحافة القومية واستعادة دورها، حتى تعود للصحف القومية مكانتها، بعد أن خطفتنا مواقع النميمة والشر، التى تشوه كل إنجاز وتسعى للبلبلة والتشويش والهدم.. تحملت الصحف القومية أكثر من طاقتها وتربص بها البعض وأنهكها الإخوان فى فترتهم الحالكة بتعيين كل من هب ودب وتعاملهم مع الصحف القومية كعزبة، وحملها البعض ديونا بتصرفات غير مدروسة ومجاملات فجة أثقلت كاهلها، ومازال بعضهم قابعا على الكرسى مع تغيير بوصلة أفكاره ومفردات مقالاته واتجاهاته.. المجاملات دمرت الصحف القومية التى كانت منارة للرأى والتوجيه وشريكا قويا فى البناء.. المؤسف أن الصحافة الخاصة تراجعت عندما فقدت الصحافة القومية قوتها وتراجعت عزيمتها.. لاتحملوا الدولة هذا التراجع فلم تتخل الدولة ولم تبتعد بل دعمت وحفزت وضخت أموالا لكن ربما سوء اختيار بعض القيادات لم يسعف الصحافة التى دخلت الإنعاش.. هيبة الصحافة القومية من هيبة الدولة المصرية.
تجديد الخطاب الصحفى هو المطلب فى هذه المرحلة، بمزيد من الوعى والنزول للغلابة والسماع لشكواهم وتجديد الأسلوب والمفردات،وضخ دماء جديدة والاستعانة بالكفاءات.. جددوا دماء الصحافة حتى تستعيد مكانتها، وأطلقوا للمبدعين العنان ليعود الالتحام مع الناس، فلدينا كفاءات صحفية تزخر بها المؤسسات القومية، تملك من الوطنية والوعى والمهنية ما يؤهلها لنفض الغبار وتحقيق مكاسب.
تجديد الخطاب الصحفى باستعادة مكانة الصحافة والصحفيين داعم قوى للإنجازات والصحوة التى تشهدها مصر.
يبقى الأمل فى الدولة التى تعى قيمة الصحافة القومية ويبقى الأمل فى الأجهزة التى تعى قيمة الصحافة كأمن قومى، فالثقة التى تحظى بها الأجهزة الوطنية كفيلة باستعادة هيبة الصحافة وقوتها بتكاتف الصحفيين والعاملين فى تلك المنظومة الراقية.
يبقى التاريخ المشرف للصحافة القومية والدور الوطنى محفورا فى الأذهان ومساندتها للشعب والحق واجبا وطنيا.
استعادة الصحافة القومية لهيبتها ودورها واجب قومى يقع على عاتق الدولة المصرية بكيانها القوى وبمشاركة الصحفيين وشيوخ المهنة الغيورين عليها.
تحيا مصر بإنجازاتها وصحافتها وبكل غيور على بلده وصحافة بلده.
تحية لشباب الصحفيين الذين باستطاعتهم انتشال الصحافة من عثرتها وتحية لأساتذتنا شيوخ المهنة أصحاب الفكر والرؤى، وتحية عظيمة لأستاذنا وكبيرنا وقدوتنا مكرم محمد أحمد لغيرته على المهنة ومواقفه ووطنيته.