نقطة نظام

«سراديب الدهشة» فى عالم الكلمة

مديحة عزب
مديحة عزب

مديحة عزب

من زمااااااان لم أقرأ فى الشعر والنثر وذلك ربما بحكم السن التى كلما شعرت بانفلاتها من بين يدى وجهت اهتمامى الأكبر لقضيتى الأولى والأخيرة فى الحياة والتى هى تبرئة ساحة ديننا الإسلامى الحنيف من شبهة الإرهاب وسفك الدماء وكذلك تبرئة ساحة سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذى هو الرحمة المهداة للعالمين من الحض على كراهية الآخر واستحلال دمه.. فكان شغلى الشاغل هو قراءة كل ما يتعلق بذلك الملف من قريب أو بعيد.. حتى وقع بين يدى ما أجبرنى على العودة لقراءة روائع فى الشعر والنثر لم أستمتع بها منذ سنوات طويلة.. كتاب يحمل عنوان «سراديب الدهشة» للزميل الكاتب المبدع عبد الهادى عباس.. قدم الكاتب والذى استطاع أن يدخل عالم الأدب من باب واسع وبخطى ثابتة قراءات فى الشعر والنثر وكأنها انتفاضة فى الضمير الأدبى الجمعى للتذكير بالإشراقات المعرفية لأمتنا، وذلك وكما عبّر الكاتب بنفسه لكى نهجر الركاكة والسخف ونحرك الدماء الراكدة فى عروقنا.. يضم الكتاب قراءات شتى فى شعر العقاد وأبى همام وأدونيس، وكذلك دراسات فى الموشحات الأندلسية كبدايات تاريخية وتشكيلات فنية.. يضم أيضا بحوثا فى النثر الأدبى كل منها يصلح كرسالة دكتوراه فى حد ذاتها مثل بنية الرسالة السياسية عند الإمام على، وقراءة نقدية لرواية قنديل أم هاشم ليحيى حقى، وملامح الأسطورة فى المسرح المصرى وغير ذلك الكثير مما يمكن أن يفيد القارئ غير الدارس وكذلك يفيد الدارس المتخصص..
أما عن سر اختيار الكاتب لاسم «سراديب الدهشة» عنوانا لكتابه والذى أعتقد أنه باكورة كتاباته الأدبية، فيقول «إن هذا الكتاب إنما هو بحوث ودراسات عجلى وآراء أولية فى الشعر والنثر.. أشتات مجتمعة كتبتها إبان دراستى فى كلية دار العلوم إذ كان القلب أخضر وأملود الشباب أنضر، وربما يكون قد تغير بعضها الآن بعدما نهل العقل من بئر الحياة ما يسد به ظمأه المعرفى، وربما لاتزال هناك آراء تقبض على براءتها الأولى تحول دون أن تتسرب إلى تعقيدات النقد الحديثة وطرقه الوعرة.. تلك هى سراديب الدهشة.. دهشتى الأولى فى عالم الكلمة».
«وأنزلنا الحديد»
من أجمل ما قرأت مؤخرا معلومة رائعة عن الحديد أعتقد أن معظمنا يسمعها لأول مرة.. يقول الله عز وجل فى سورة الحديد «وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس».. وفى هذا يقول العلماء إن الحديد لم يتكون داخل الأرض كغيره من المعادن وإنما أنزل من السماء عند خلق الأرض.. المفاجأة الأكبر عندما نعرف أنه لم يتكون حتى داخل مجموعتنا الشمسية وإنما تكون خارجها حيث إن تكوين الحديد يستلزم طاقة حرارية غير موجودة أصلا لا على الأرض ولا فى المجموعة الشمسية التى تتبعها الأرض، وذلك لأن الاندماج النووى اللازم لتكوين ذرات الحديد يستلزم درجة حرارة تقدر بخمسة بلايين درجة مئوية وهذه الحرارة غير متوفرة فى الشمس والتى تبلغ درجة حرارة سطحها ستة آلاف درجة ومركزها مليون درجة فقط.. الشىء الآخر الذى سيدهشك عندما تعرف أن الوزن الذرى للحديد والذى يبلغ سبعة وخمسين هو نفس رقم سورة الحديد فى ترتيب المصحف.. أما العدد الذرى للحديد والذى هو ستة وعشرون فهو أيضا نفس الرقم فى السورة والتى تتحدث عن الحديد.. الشىء الثالث عندما تعرف أن الحديد مثلما يتركز فى قلب الكرة الأرضية أى فى مركزها وذلك لإعطاء الكرة الأرضية مجالها المغناطيسى الذى يحافظ على غلافها الجوى ويحميها من الأشعة فوق البنفسجية المنبعث من الشمس وفوق هذا وذاك ضرورته لاستقرار حياة الناس على الأرض ولولا الجاذبية لانتهت الحياة البشرية.. والمفارقة أن سورة الحديد أيضا تقع فى قلب القرآن مثلما يقع الحديد فى قلب الأرض وترتيبها فى المصحف يحمل رقم سبع وخمسين من مجموع مائة وأربع عشرة سورة هى عدد السور القرآنية الشريفة.. تعالى عما يشركون..
ما قل ودل: رضينا بالهم والهم راضى والعلاقة مستقرة الحمد لله..

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي