رئيس الوزراء يبحث سبل دعم أطر التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية

 الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي

 

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، "يوم ميونج هي"، وزيرة التجارة الكورية الجنوبية، والوفد المرافق لها.

 

وحضر اللقاء، نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، والسفير هاني سليم، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، وسفير كوريا الجنوبية في القاهرة.


وفي مستهل اللقاء، رحب رئيس الوزراء بوزيرة التجارة الكورية الجنوبية والوفد المرافق لها، مُعرباً عن تطلع مصر إلى تطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجانب الكوري، خاصة أنها تعد واحدة من أكثر الدول المتقدمة اقتصادياً وتتمتع بتجربة تنموية متميزة، مما يجعلها مثالاً يُحتذى به.


وأشار رئيس الوزراء، إلى تطلع مصر لاستقبال رئيس جمهورية كوريا خلال الزيارة التي من المقرر الاتفاق على موعد إتمامها، وترحيب مصر بعقد منتدى الأعمال المصري– الكوري الجنوبي على هامش الزيارة، ويأتي ذلك بعد استضافة مصر لأعمال الدورة الأولى من منتدى مجلس الأعمال المصري الكوري، التي عُقدت فعالياتها في 8 أكتوبر 2019، والتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي بوفد من المستثمرين الكوريين في 9 أكتوبر 2019.


وفي الوقت نفسه، شدد رئيس الوزراء على الأهمية التي تُوليها الحكومة لجذب المزيد من الاستثمارات الكورية الجنوبية لمصر، والحرص على أن تتوسع الشركات الكورية المتواجدة بمصر في استثماراتها، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وتطرق رئيس الوزراء، إلى القرارات المهمة، التي اتُخذت لتحسين مناخ الاستثمار والأعمال في مصر، ومنها تبسيط الإجراءات، والعمل على حل المعوقات التي تواجه عمل المستثمرين، وإصدار قانون الاستثمار الجديد، وخريطة الاستثمار في مصر، وكذلك الإصلاحات في المنظومة الضريبية والجمركية.


كما أكد رئيس الوزراء، حرص الدولة على تذليل العقبات التي تواجه عمل المستثمرين ومن بينهم المستثمرون الكوريون في مصر، مستعرضاً الجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية في هذا الصدد، حيث تم عقد اجتماع تنسيقي رفيع المستوى في مقر رئاسة مجلس الوزراء، بحضور الجهات المعنية والسفير الكوري في القاهرة، مع المهندسة راندة المنشاوي، مساعد أول رئيس الوزراء؛ بهدف بحث سبل معالجة المشكلات التي تواجه الاستثمارات الكورية في مصر، مضيفاً أنه تم إحاطة السفير الكوري بالإجراءات التي اتخذت بهذا الشأن في يناير الماضي.


وأشاد رئيس الوزراء، بالتعاون مع الجانب الكوري لتنفيذ مشروع مصفاة تكرير بمصنع البتروكيماويات وتكرير البترول بمنطقة مسطرد، والتي تمت بالتعاون بين شركة Qalaa القابضة المصرية وشركة GS الكورية؛ مُعرباً في الوقت نفسه عن تقديرنا للحزمة التمويلية التي قدمها الجانب الكوري (بنك التصدير والاستيراد الكوري EXIM Bank) لمصر، في إطار مذكرة التفاهم الموقعة خلال الزيارة الرئاسية في 2016، بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل مشروعات تنموية في القطاعات ذات الأولوية.


كما أكد رئيس الوزراء، حرص الحكومة المصرية على إنشاء منطقة صناعية كورية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مُسلطاً الضوء على المزايا التي توفرها المنطقة، خاصة أن مصر حريصة كل الحرص على الاستفادة من الخبرة الكورية في مجالات التصنيع والابتكار والتكنولوجيا.


وفيما يخص التعاون مع الجانب الكوري الجنوبي في مجال الذكاء الاصطناعي، أكد رئيس الوزراء حرص مصر على الاستفادة من الخبرة الكورية في هذا المجال، حيث يجرى حالياً دراسة توقيع مذكرة تفاهم في مجال الذكاء الاصطناعي بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كوريا.


وأعرب رئيس الوزراء، عن تطلع مصر إلى التوسع في إنشاء كليات كورية للعلوم والتكنولوجيا في محافظات أخرى في مصر، على غرار مشروع الكلية المصرية الكورية لتكنولوجيا الصناعة والطاقة في محافظة بني سويف، بما يسمح بنقل المعرفة في مجال التعليم التقني والفني؛ لافتا إلى تطلع مصر إلى خلق إطار للتعاون بين مصر وكوريا، يكون مصر من خلاله بوابة انطلاق التجارة والاستثمارات الكورية إلى أسواق القارة الأفريقية، خاصة بعد العمل باتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) في يونيو 2019.


من جانبها، وجهت وزيرة التجارة الكورية، الشكر لرئيس الوزراء على ما ذكره بشأن التجربة التنموية في كوريا، مُؤكدة استعداد بلادها لنقل خبراتها إلى مصر في كل المجالات التي توليها مصر اهتماماً. وأشادت الوزيرة بما حققته مصر من نجاح في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، وتحقيقها معدل نمو 5,6%، فضلاً عن التحسن المطرد في بيئة الأعمال.


وأشارت الوزيرة، إلى أن البلدين يحتفلان هذا العام بمرور 25 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، ومن ثم فإن كوريا تتطلع خلال العام الجاري إلى تعزيز جوانب التعاون مع مصر، والاتفاق حول جوانب جديدة للتعاون تحظى بالاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الجامعات التكنولوجية، وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع العمل على زيادة مشاركة الشركات الكورية في الاستثمارات الخاصة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.


كما أعربت وزيرة التجارة الكورية، عن تطلعهم لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع مصر، كخطوة مهمة في تعزيز التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات.


وقد عقبت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، باقتراح تشكيل مجموعة عمل مشتركة من الجانبين لدراسة مقترحات وبنود مشروع الاتفاق، وهو ما رحب به الجانب الكوري.