رؤى

مصلى المقدس كامل.. والنفوس الطيبة

هانى قطب سليم
هانى قطب سليم

تربينا داخل قريتى محلة سبك إحدى القرى الأقدم كما جاء بكتب المؤرخين على ان المسلم والمسيحى بها يمثلان نسيجا قوى البنيان يجمع الحب بينهما كنا نحرص على أن نذهب إلى المعلم ظريف اشهر حلاقي المنطقة رغم وجود آخرين مسلمين ولكن ولاء كل شخص لاهل منطقته يفرض عليه الود له ويتواصل هذا الحب مع الجد كامل عوض كما كان يناديه الصغار أو يابا كامل كما يطلق عليه الكبار ممن هم فى عمر أبنائه وقت أن كان الناس بالفطرة ينظرون إلى الإنسان قبل الاديان والى المعاملة قبل المجاملة. أحد جيراننا بالأرض الزراعية كان حكيم المنطقة يسعى لحل الخلاف والذى لم يصل يوما للاختلاف بين الجميع والتى كانت تتمثل وقتها فى إعادة بناء حد أو ترتيب الرى. قام بعمل مصلى عبارة عن قطعة أرض صغيرة لا تتجاوز الـ٥ أمتار مفروشة بقش الارز وأقام سلالم ليتوضأ المصلون منها على حافة «مسيل» وهى ترعة كبيرة كنا نخشى السير بجوارها تمتلئ بالمياه دائما عندما كانت المساقى أمنا قوميا قبل أن تختفى لتظل شاهدةا على اهمال جسيم وكانت ايضا مكانا استراتيجيا لتربية السمك الذى كان يكفى أهالى القرية كلها. المهم كانت هذه المصلى شاهدة على أن الدين لله والوطن للجميع وكان يداعبه الأهالى بقولهم انت اقمت المصلية وماشفنكش مرة صليت فيها ليرد عليهم قائلا انتوا بتصلوا وانا باخد الثواب وعندما كان يجتمع كل صباح مع اعمامنا السيد حسن سليم وعبدالرحمن ابو ميرة وعبدالباقى مسعود فى نهار رمضان لم يكن يأكل أو يشرب حتى يذهب إلى منزله كأنه صائم وعندما تمت إعادة بناء مسجد سكان الزاوية بالقرية كان أول من ساهم فى بنائه.


والمعلم رافت امتداد لهذا الزمان وهو اشهر نجارى المنطقة كانت جدتى تحرص على أن يتولى هو دون غيره اصلاح وصناعة الاثاث لنا وكان يناديها دائما بعمتى الحاجة عزيزة ويبوح لها بكل أسراره التى لم يكن يأتمن أحدا عليها. هكذا تربى مسلم ومسيحى بأن ما زرعه أجدادنا نحصده الان من تكاتف لنتركه غدا إرثا لأجيال قادمة.


أدام الله علينا نعمة التماسك ووحدة الصف لبناء وطن يجمعنا فى ظل رئاسة السيسى الذى يشهد عهده مزيدا من العطاء والانتماء فى ظل جناحين يتمتعان بعافية الحب ويمثلان حائط صد لكل من اراد أن يكون الدين نارا تحرق الجميع.