أخر الأخبار

أوراق شخصية

دستور مطربى «القباحة» والبذاءة!!

أمــال عثمــان
أمــال عثمــان

أندهش ممن يدافعون عن مجموعة عاطلين فاسدين، يطلقون على أنفسهم زورا وبهتانا «مطربو المهرجانات»، وهم فى واقع الأمر ليس لهم علاقة بالطرب أو الفن أو المهرجانات، هؤلاء الذين أساءوا لكلمة مهرجانات، وجعلوا منها كلمة سيئة السمعة، ترتبط فى الأذهان بأولئك المرتزقة الذين يعيثون فى الأرض فسادا!! وأتعجب حقا من السادة الإعلاميين الذين فتحوا لهم شاشاتهم وصفحاتهم، ليدافعوا عن أغانى البذاءة، ويتباكوا على حرمان المجتمع من ذلك الانحطاط والتدنى، ومن فقدانهم للملايين التى يتكسبونها من بضاعتهم الإباحية الفاسدة الآسنة!!


والأعجب والأخطر أن نجد من يساند هذا العار والخزى، ويمنحه صك المشروعية، ويسمح لهؤلاء السفهاء بالغناء فى احتفال ضخم يذاع على القنوات التليفزيونية ليشاهده الملايين!! فهل هذا هو إعلام المصريين الذى تدعمه وتنشره الدولة؟!! هل أصبح دستور وفكر ولغة العشوائيات، وأصحاب السوابق الوسيلة التى تتبناها أجهزة الدولة للتنوير؟ هل أضحت الوضاعة والقباحة السبيل للارتقاء بوجدان وثقافة وذوق المواطن، أيظن المسئولون أن هذا هو الفن الذى يمكن أن يرسخ قيم الانتماء والولاء للوطن، ويعلى من وعى وإدراك المجتمع؟!! كيف يمكن أن نشكو بعد ذلك من انهيار الأخلاق والقيم، ونتساءل عن أسباب انتشار جرائم الاغتصاب والتحرش والبلطجة!!
وما زاد الطين بلة، ما فعلته مذيعات هز الوسط فى برنامج «نفسنة»، واندماج إحداهن فى وصلة رقص سافرة، على خبط و»رزع» وهبد أغنية المدعو شاكوش، بصورة لا تليق بمن تحمل لقب إعلامية، ومع ذلك لم نسمع أى اعتراض أو احتجاج أو استنكار من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أو الهيئة الوطنية للإعلام، فقد آثرا الصمت ورفعا شعار: «ودن من طين.. والأخرى من عجين» كما يقول المثل الشعبى، وكأن الأمر لا يعنيهما، ولا يدخل فى اختصاص تلك الجهات الموقرة المسئولة عن صورة الأعلام المصرى!!


بالله عليكم.. ماذا نتوقع من الشباب والأطفال الذين تربوا على كلمات شخص يدعى الشاعر الفاجر؟! ونشأوا على أغانٍ مثل «أمك صاحبتى» و»البانتى البمبى» و»البت الفرسة» و»انتحار على خط النار» و»الهاتش كوكو» و»سلاح مسنون»؟! ماذا ننتظر من شعب يستمع لكلمات تقول: «أمك صحبتى، وخالتك فردتى، واختك بترقص على مطوتى، ولا أجدع سرساجى» أو» بنات راضعين... والواد فى الركن...» أو «أنا... والأنثى دى قدامى حشرة»، وأخرى تحوى ألفاظا غاية فى القباحة، وكلاما يحاسب عليه القانون، عن أب يعاشر ابنته لأنه شاهدها تلعب رياضة فى المنزل فتثير شهوته!! تلك نماذج قليلة جدا مما يتغنى به هؤلاء المارقون، وما خفى ألعن وأضل سبيلا؟!


إننا جميعا مع حرية الفكر والإبداع، ونرفض سياسة المنع والحظر، لكن بالله عليكم.. هل ما يقدمه هؤلاء الفاسدون المفسدون، تحت مسمى مهرجانات شعبية، له أى علاقة بالفن والإبداع من قريب أو بعيد؟! ألا يخجلون من الدفاع عن مثل تلك القذارة تحت ادعاء مناصرة حرية التعبير والفكر؟! هل صارت البلطجة والايحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة إبداعا؟! وهل أضحى التحريض على العنف والاغتصاب والتحرش وزنا المحارم نوعا من الفنون؟! وهل هذا الابتذال يستحق أن نقاتل ونناضل دفاعا عنه؟!


وإذا كان هناك من يفتش فى التراث، بحثا عن مبرر لما تقدمه تلك المهرجانات، ويتخذ من بعض الأشعار الفاضحة ذريعة، ويستشهد بالنصوص التى تصف محاسن الحبيبة فى الشعر الجاهلى، فهذا زمن ولى كانت النساء فيه جوارى وسبايا تباع فى سوق النخاسة!! وإذا كان هناك من يتحجج بموجات «أغانى الخلاعة والعوالم» التى سادت فى عشرينيات القرن الماضى، فإن مصر فى تلك الفترة كانت تعانى من تداعيات فرضتها الحرب العالمية الأولى، فترة ساد فيها الفقر والتردى الاجتماعى، والتدهور الاقتصادى والمالى، وانتشرت فيها جرائم القتل والسطو، فهل هى دعوة للعودة إلى الوراء، والاقتداء بفترة عسيرة كؤود؟! ومع ذلك لم تصل أغانى السلف المنافية للآداب، لما وصلت إليه أغانى المهرجانات القبيحة من بذاءات وتدنٍ وحس شهوانى رخيص!!


إننى أتحدى السادة التقدميين المدافعين عن مطربى المهرجانات، أن يقرأوا كلمات تلك الأغانى على بناتهم وأبنائهم!! أما الباشوات والهوانم الغاضبون من التصدى لأغانى البلطجة والمخدرات ونشر العهر، والرافضون لقرار منع الذين يرسخون صورة دونية تحقر من شأن المرأة، ويسيئون لصورة المجتمع بأكمله، فأقول لهم: صفقوا وهللوا لتلك الأغانى كما شئتم، ولكن لا تلوموا إلا أنفسكم، إذا تعرضت زوجاتكم أو بناتكم أو أمهاتكم للتحرش اللفظى أو الجسدى، ولا تمتعض إحداكن أو تغضب إذا تعرضت للاغتصاب على أيدى جمهور تلك الموجة البذيئة، فهذا دستورهم ومنطقهم، وتلك قوانينهم ليثبتوا لأنفسهم أن المرأة مجرد حشرة!!