حديث وشجون

التقدم الى الخلف

إيمان راشد
إيمان راشد

كنت فى زيارة خاطفة لاخى أحمد وفجأة غلبنى النعاس وخلدت الى النوم فإذا بى استيقظ لأجد نفسى فى صباح اليوم التالى دون أرق أو استيقاظ عدة مرات فى الليلة الواحدة كعادتى وقتلنى فضولى لأن أعرف السبب وتيقنت أنه غطاء النوم القطنى أو «اللحاف» الذى يقوم المنجد بإعداده بعيداً عن الاغطية الحديثة من الفيبر وخلافه والتى تضىء بجسدى كلما التحفت بها لتكون دائرة كهربية متصلة بشحنة من جسدى وعندما علم أخى وزوجته بذلك أصرا على اهدائى اياه.. ومن هذا اليوم وأنا انعم بنوم هادىء فقد طمعت وأضفت الاستغناء عن هاتفى المحمول وتركته خارج غرفتى وقلت لنفسى ماذا عساى أن أفعل إذا تلقيت خبر سعيداً كان أولا قدر الله حزينا وأنا اغط فى نومى إنه سيرجأ إلى الصباح إذا وداعاً لضجيج المدينة والتقدم الى الخلف لنوم أعمق وحياة أهدأ.
فهل أنا مخطئة إذا ناديت بالعودة للطبيعة فى حياتنا؟.. فلنحاول بقدر المستطاع ولن نخسر شيئاً.. ماذا لو استبدلنا كاتيل الشاى.. بالبراد العتيق سنجده.. مذاقه أحسن بكثير اضافة إلى احتفاظه بكل مكونات المياه من معادن وأملاح والخ وما أحلى تركنا النوافذ المعدنية والعودة إلى «الشيش الخشبى» الذى يحجب الضوء ويسمح للشمس بالدخول لننعم بهواء الطبيعة.
قناعتى أن العودة للحياة التى فطرنا الله عليها واستخدامها فى حياتنا هى مفتاح الحياة الهادئة الخالية من الامراض.. الخشب.. القطن الموقد بدلاً من الكهرباء كلها اشياء لو استطعنا استبدالها سنقى انفسنا من القلق والكثير من امراض العصر سأبدأ بنفسى فهل أنا رجعية أم أنتم معى؟؟