كشف حساب

حلم لا يحتمل التأخير

عاطف زيدان
عاطف زيدان

لن يشعر المصريون بشكل ملموس بثمار ونتائج الاصلاح الاقتصادى المبهرة الا من خلال استكمال تنفيذ مشروعى التامين الصحى الشامل وتطوير منظومة التعليم وزيادة الاجور والمعاشات. فما يعيشه المواطن البسيط من خوف ورعب، خشية تعرضه أو أى من أفراد أسرته لمرض عضال، يمثل كابوسا يبدد أى شعور بالرضا والفخر بما يتحقق من انجازات كبرى. فالعذاب الذى يلاقيه رب الاسرة لتدبير تكاليف العلاج لا يمكن تحمله. فمعظم المصريين يعيشون حياتهم بالكاد، ولا يملك الاغلبية منهم مدخرات يمكن استخدامها فى المواقف الطارئة فى ظل تدنى الدخول؛ لذا يصبح تعرض أى فرد من افراد الاسرة للمرض كارثة وسط قطاع صحى حكومى، خاو على عروشه، باستثناءات بسيطة. وسيطرة البيزنس على القطاع الصحى الخاص الذى يبالغ فى اسعاره، ويتعامل مع المواطن المريض وكانه فريسة. والمؤسف ان المستشفيات الحكومية والجامعية التى طالها التطوير باموال المصريين لا ترحم ايضا. فمن لا يملك ليس له مكان. او عليه ان يثبت فقره ويدوخ السبع دوخات للحصول على قرار بالعلاج على نفقة الدولة. من هنا تتجلى الاهمية القصوى للاسراع بتنفيذ مشروع التامين الصحى الشامل الذى انطلق فعليا من محافظة بورسعيد. باعتباره حلما غاليا لملايين المصريين لا يحتمل التاخير ويتكامل فى اهميته مع حلم الامن والاستقرار الذى تحقق بفضل الله ويقظة وكفاءة رجال الجيش والشرطة. لقد أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية النشط، ورئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل مرارا، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى جاهدا من خلال هذا المشروع لتحقيق حلم كل المصريين، بإرساء دعائم منظومة صحية متكاملة وفق أحدث المعايير الدولية. حيث يوفر النظام الجديد رعاية صحية متميزة للمواطنين، ترتكز على مد المظلة التأمينية لكل أفراد الأسرة بما يحميها من المخاطر المالية والأعباء النفسية للمرض. ورغم ثقتى الكبيرة فى القيادة السياسية التى تعمل ليل نهار لرفع شأن مصر ومواطنيها. آمل تركيز كل الجهود خلال المرحلة المقبلة للاسراع بتنفيذ مشروعى التامين الصحى الشامل وتطوير التعليم مع تحسين الدخول، باعتبارها عناصر حاكمة فى كسب رضا المواطن وتلبية طموحاته.