حكايات| 34 عامًا للتائه الحسانين.. حرمته حرب العراق من أسرته وأعاده فيسبوك

 34 عامًا للتائه الحسانين.. حرمته حرب العراق من أسرته وأعاده فيسبوك
34 عامًا للتائه الحسانين.. حرمته حرب العراق من أسرته وأعاده فيسبوك

34 عامًا من البحث عن أب انقطعت به السبل، وفقدت زوجته وأبناؤه الأمل في العثور عليه حين رحل إلى العراق عام 1986 بحثًا عن لقمة العيش لتحسين مستوى المعيشة، لعب الحظ دوره ليعيده إلى وطنه مصر بعد سنوات من الغياب.

 

الحسانين عبدالحي شلبي.. مصري سافر إلى العراق ليعمل في مجال التجارة في شهر يونيو عام 1986، ثم انقطعت أخباره بعد عام واحد فقط من سفره.

 

ظلت أسرة الحسانين تبحث عنه طول السنين الماضية على أمل أن تجده ولكن دون جدوى حتى ظن الجميع بأنه توفي وفقدوا أمالهم في العودة مرة أخرى إلى أحضانهم. 

 

ومع بداية عام 2020 عاود الأمل تلك الأسرة مرة أخرى فسافرت زوجته وابنها الصغير إلى الأردن بحثا عنه ولكن السلطات الأردنية أبغلتهم بعدم وجود مصريين يعبرون الحدود منذ اندلاع الحرب في العرق، فعادوا مرة أخرى بخفي حنين.

 

لكن مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» كان لها رأي آخر؛ حيث أعطت الحياة مرة أخرى لهذه الأسرة التي تمتد جذورها لجميع المحافظات وكانت دائما تعمل على تدشين مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ومنذ شهر عثر مواطن عراقي على الحاج الحسانين في قرية صغيرة بمدينة البصرة العراقية وعرف قصته وغيابه عن أسرته المصرية منذ 34 عاما فقام بتصويره ونشر صورته وقصته على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقرأه أحد أقاربه وقام بنشره على مجموعات الخاصة على بالعائلة على موقع التواصل الاجتماعي.

 

وبالفعل تناقلت أمواج فيسبوك سفينة الحسانين سريعاً حتى وصلت إلى شاطئ عائلته، التي تواصلت بدورها مع القنصل المصري في العراق حتى وصل إليه والمواطن العراقي الذي نشر صورته؛ حيث يشغل هذا الشخص منصبا هاما بالجيش العراقي.

 

 

وعندما تأكدت القنصلية المصرية من شخصية الحاج الحسانين وأنه بالفعل مصري الجنسية أرسلت أوراقة لجهات الأمنية في مصر لتأكيد بأنه هو الشخص الذي سافر إلى العراق عام 1986.

 

وعن انقطاع أخبار الحاج الحسانين عن أسرته فتركزت على الحروب والصراعات التي شهدها العراق وبعض المشكلات التي تعرض لها المصريون في هذا البلد فهرب إلى قرية ريفية صغيرة في مدينة البصرة العراقية وقام بفتح محل صغير لبقالة وعاش طوال فترة حياته هناك.

 

 

أما وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج فلم تتخذ موقع المتفرج إذ تواصلت السفيرة نبيلة مكرم مع أسرة الحاج الحسانين وقامت بتسهيل جميع الإجراءات العودة له لمصر بعد تنسيق شامل مع كافة الجهات الأمنية، لتنتهي القصة بلقاء الأب الغائب بأبنائه وابن أخيه عزت شلبي في مشهد إنساني لا يمكن للكلمات أن توصفه، خاصة بعد أن وصل عمر الرجل إلى 92 عامًا.