كلام يبقى

اتجاه معاكس

ممتاز القط
ممتاز القط

تؤكد الأيام أن العرب لا يملكون سوى الأمل رغم أن الواقع يسير فى اتجاه معاكس تماما. ولأن لغة التخوين والتفريط وكل كلمات قاموس السجع العربى تطال أى حديث حقيقى يتعامل مع الواقع فإننا نظل محلك سر فى كل خطواتنا من أجل اللحاق بعالم لم يعد يرحم الضعفاء والذين يكتفون بالمواقف العنترية وأمجاد كانت لنا وفرطنا فيها بأبخس الأثمان.
تمر هذه الأمة المريضة بحقبة سوداء نتيجة البعد الشاسع بين المتغيرات الدولية والثوابت التى تقيد أى موقف أو اتجاه نحو الواقعية فى السياسة الدولية.
ولعلى لا أكون مبالغا عندما أقول أن معظم المواقف العربية تميل عادة إلى محاولة الأخذ بخاطر الأشقاء الفلسطينيين فيما يتعلق بصفقة القرن. معروف مقدما أن أى خروج أو رد فعل معاكس سوف يلحق بصاحبه وبال الاتهام بالخيانة ليذكرنا بنفس المواقف التى حدثت منذ قيام الراحل العظيم الرئيس السادات بزيارة اسرائيل وحتى توقيع معاهدة السلام.
كادت مصر أن تكون وحدها وهى تتخذ القرار بعد أن دفعت الثمن غاليا فى حروبها مع اسرائيل باستثناء الموقف الذى اتخذه حكيم العرب الراحل السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه لتكون بلاده الوحيدة التى لم تقطع علاقتها بمصر ثم سرعان ما لحقت بها السودان والصومال.
نعم لم يرق لنا نحن العرب بنود صفقة القرن والتى تجسد الانحياز الأمريكى الأعمى لاسرائىل.
لم يرق لنا أن تعصف أمريكا بكل قرارات الشرعية الدولية لتعيد للأذهان عصر الغاب الذى لا يعرف سوى القوة والغطرسة والبطش.
لقد تضمنت الصفقة عديدا من النقاط نكاد نرفض كعرب كل بنودها السياسية غير أنها تضمنت شقا اقتصاديا هاما يشمل ما جملته 50 مليار دولار استثمارات بالمنطقة. تضمنت الصفقة أيضا امكانية مراجعة بعض بنودها خلال المفاوضات. بديل الصفقة هو أن نظل محلك سر على حين سوف تبتلع اسرائىل كل ما تبقى من أراضى الدولة الفلسطينية وسياسة التجويع والحصار التى اتقنت اسرائىل ممارستها.
بالطبع سوف يظل الخيار للاشقاء الفلسطينيين سواء بالرفض أو القبول مع التحفظ على بعض البنود والتى يمكن أن تتغير خلال 4 سنوات هى مدة تنفيذ الصفقة والتى سوف تتضمن أيضا علاقات كاملة بين اسرائىل والعديد من البلدان العربية وامكانية استخدامها كورقة ضغط لقضية الفرص الضائعة.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي