وصلة كلام

باب حكومى للدروس الخصوصية !!

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

أقف مندهشا أمام قرار وزارة التربية والتعليم بفتح الباب لقبول مدرسين جدد (متطوعين) وأضع خطوطا كثيرة تحت كلمة متطوعين لسد العجز فى جميع التخصصات بالمدارس وأجد فى هذا القرار تناقضات كثيرة مع مشروع تطوير التعليم فى مصر الذى بدأته الوزارة فى المرحلة الثانوية من خلال نظام التابلت فى محاولة لتحويل دفة التعليم فى مصر من الحفظ والتلقين إلى الفهم لتخريج أجيال مثقفة وليست متعلمة فقط والفرق كبير بين المثقف والمتعلم وأعتقد أن النظام الجديد مفترض مع المضى فيه سيحد من الاعتماد على الدروس الخصوصية التى تحولت إلى ما يشبه الكتاتيب لتحفيظ الطلاب المناهج وتنتهى علاقتهم بها بعد تفريغ ما حفظوه فى أوراق الإجابة آخر العام ولنكن صرحاء هل تعتقد الوزارة أن المدرسين الجدد المتطوعين سيتحملون العمل المجانى دون أمل فى التعيين لوقت طويل وكلهم شباب لهم متطلباتهم وطموحاتهم أبناء مستقبلهم وتكوين أسر بالطبع لا ولن يكون أمامهم سوى محاولة اجتذاب الطلاب وإعطائهم دروسا خصوصية لأنها مصدر الدخل الوحيد لهم وسيكون ذلك على حساب التركيز فى الإخلاص والتركيز على شرح المناهج بالمدارس وبالتالى نهدر كل جهود مكافحة هذا الوباء الذى أضر بالتعليم فى مصر ولا أدرى لماذا تخلت الوزارة عن سياسة تعيين مدرسين بمكافأة التى اتبعتها فى الأعوام الماضية طبقا لمواردها المتاحة وذلك بالطبع أفضل فالعصر الحالى وأعباؤه لا تقبل أبدا العمل بدون مقابل رغم أنى عشت هذا الزمن عندما كنت فى المرحلة الثانوية كان الأساتذة ينظمون مجموعات تقوية مجانية بمسجد مدينة رأس البر ويشارك فيها كبار الأساتذة فى مختلف التخصصات.. كان ذلك فى عصر لا تسيطر فيه المادة على عقول الناس والحقيقة يصعب تكرار هذه التجارب الآن وأعرف أن الدولة أعباؤها كبيرة والتعيينات وتوفير الوظائف يتم على أضيق نطاق ولكن قطاع التعليم له طبيعة خاصة فهو القطاع الذى يبنى الأجيال وإذا لم نوفر مناخ عمل طبيعيا للمدرسين ونوفر لهم بقدر المستطاع ما يشجع الذين يخافون الله منهم على ترك الدروس الخصوصية فلا نلومهم وقتها وماذا تنتظر الدولة من مدرسين يعملون وبطونهم وجيوبهم خاوية؟