في ذكرى ميلاد ماري تيودور

«ماري الدامية».. الاضطهاد جعلها أقسى امرأة في العالم

ماري تيودور
ماري تيودور

«ماري تيودور» امرأة دموية عنيفة لم تعرف منذ نعومة أظافرها معنى لحنان أم حيث فارقتها أمها بسن مبكرة لطلاقها بإبطال الزواج وحُرمت من عطف الأب حيث أهملها والدها لرغبته في وريث ذكر للعرش، وأعلنها لقيطة وجردها من لقب أميرة..

 

لتصبح «ماري» مجرد سيدة في القصر مسخرة لخدمة اختها إليزابيث الأولى وتجهيزها لتصبح سيدة القصر،عاشت حياتها للانتقام من الآخرين لمجرد الخلاف في الرأي أو عدم تحقق أمانيها رغم امتلاكها أعظم سلطة على الأرض لأعظم دول العالم فهي ملكة انجلترا الأولى «ماري تيودور» التي اشتهرت في التاريخ والوسط الشعبي بماري الدامية.

 


ورثت ماري عرش والدها الملك هنري الثامن بعد الموت المريب لأخيها الأصغر الملك إدوارد السادس عن عمر 15 سنة وذلك بعدما قتلت حفيدة ابنة عمته التي حكمت بعده لمدة 9 أيام فقط بوصية منه.

 

«ماري تيودور».. حكمت انجلترا بالدم والنار

كانت ماري فتاة جميلة في السابعة والعشرين من عمرها حين تولت عرش انجلترا وهي المرة الأولى في التاريخ التي تفرض فيها امرأة سيطرتها على بلاد الضباب حكمتها بالدم والنار فقتلت أكثر من 3000 مواطن انجليزي  خلال ثلاث سنوات حرقاً على العامود بتهمة الهرطقة من بينهم  علماء ومعارضين لفرض المذهب الكاثوليكي على انجلترا عام 1553 وابتكرت تقنية العمود في الإحراق بهدف التأكد من تصفية جسد المعدوم بحيث يتحول رماد لا يمكن دفنه.

 

«ماري الدامية»..استمتعت بإحراق النساء الحوامل
اعتمدت حياتها الملكية على القتل بالحرق حتى لمن تولى العرش قبلها، بعدما تزوجت ماري  في عمر السابعة والثلاثين من زوجها الأسباني الملك فيليب الثاني لم تستطع الإنجاب فقد كانت عاقر وهو ما جعلها أكثر شراسة وذكر جون فوكس في  كتابه "Foxe’s Book of Martyrs" أن ماري كانت تستمتع بإحراق النساء الحوامل حيث ذكرت إحدى رواياته أنها أحرقت سيدة وهي تلد وألقت بوليدها في النار ليذهب معها إلى الجحيم.

 

«ماري الدامية»... زواجها تسبب في حرب كارثية 
تسبب زواجها من فيليب في حرب كارثية مع فرنسا، وبعد عدة سنوات، قامت ثورة لتحرير انجلترا من “ماري” و”فيليب” على السواء، لكنها فشلت، وتورطت انجلترا في حرب مع فرنسا لكي ترضي الملكة وزوجها.

 

«ماري الدامية»..هجرها زوجها وهاجمها المرض حتى الموت
غادر زوجها فيليب إنجلترا، وراود الشك “ماري” في أنها لن تراه أبدًا وقالت في مذكراتها “سأعيش ما بقي من أيامي دون رفيق من الرجال”، وفقدت إنجلترا في هذه الحرب “كاليه” التي وصفت بأنها “ألمع جوهرة في التاج الإنجليزي”، وكانت تحتفظ بها الإمبراطورية الانجليزيه 211 عاما.

وفي أواخر أيامها حاولت استجداء “فيليب” بالرسائل والدموع للرجوع إليها مرة أخرى، لكن دون جدوى، وكانت تتجول في قاعات القصر مثل شبح، وأخيرًا أُصيبت بالملاريا، ويظن المؤرخون أنها أُصيبت بسرطان الرحم أو المبيض، فأضعفها المرض إلى حد تلاشي رغبتها في الحياة وماتت عن عمر يناهز الـ42 عامًا في 1558.


ماتت وحيده بلا حداد مزمومة بين الناس حتى إن شعبها تنفس الصعداء فور مماتها من شدة جرائمها