الباخرة أميرة الماس.. كيف حوّل «كورونا» سفينة فاخرة إلى مستعمرة موبوءة؟

صورة من الباخرة
صورة من الباخرة

"لا تركب السفينة التي خُرقت ولو كان جدارها من ذهب، فحتمًا سيغرقها الموج بمن عليها وتقبع في قاع البحر".. تلك كانت حكمةٌ قيلت قديمًا وتوارثتها الأجيال إلى أن وصلتنا وظلت عالقةً في أذهاننا.

لكن الباخرة التي نحن بصددها حملت من الاسم ما هو أبرق من الذهب، وهو الماس، وسميت هذا من قيمتها فتلك السفينة الفاخرة من طراز الدرجة الأولى، خصصت لأغراض السياحة للفئات الراقية، لكنها ورغم ذلك في طريقها لنفس مصير السفينة المنكوبة المرصعة بالذهب، إنها باخرة "أميرة الماس".

وعيب الباخرة "أميرة الماس" لم يكن شرخًا في جدارها من الأسفل، بل كان بلاؤها ينشط بين ركابها، إنه "فيروس كورونا" اللعين، الذي تفشى في مدينة ووهان الصين، وانتقل كما ينتقل الذباب فوق الأوساخ والأطعمة المكشوفة، ليزهق من الأرواح 1770 شخصًا على الأقل من أصل أكثر من 70 ألف مصابٍ بهذا الفيروس الخطير.

مصير مجهول

مصير أكثر من 3700 شخص على ظهر السفينة، بات مفتوحًا للتكهنات، بل إن حياة كثيرٍ منهم صارت على المحك، في مواجهة المجهول حتى الآن.

ففي السفينة الموبوءة، وصل عدد الذين تفشى فيهم المرض 369 شخصًا، وهو عددٌ يفوق بكثيرٍ عدد المصابين بالمرض في اليابان، والبالغ عددهم 65 مصابًا إلى حد اللحظة.

وتأبى اليابان أن يتم إنزال الركاب في ميناء يوكوهاما، الذي رست فيه الباخرة في 3 فبراير الجاري، ليبقى رواد السفينة على ظهرها منذ نحو أسبوعين، يجوس فيروس كورونا بين الركاب، كما تتشعب الشعاب المرجانية في الماء.

حياة كالسجن

كيف تمضي الحياة على متن السفينة، التي مرّ أسبوعين دون أن يعرف ربانها ومرتادوها في أي أرضٍ ستطأ أقدامهم؟

إحدى الأمريكيات المتواجدات على متن السفينة قالت لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، في معرض حديثها عن الأوضاع فوق ظهر السفينة "إنها تشبه عقوبة السجن بسبب شيء لم أفعله.. إنهم يحتجزونا كرهائن دون سبب".

السفينة تحولت حاليًا إلى منطقة حجر صحي معزولة، كتلك الإجراءات المتبعة مع من يُكتشف إصابتهم بالمرض أو يُشتبه في ذلك.

بداية المعاناة بدأت في الثالث من فبراير، حينما تم تشخيص إصابة رجل نزل منها في هونج كونج بالفيروس قبل توجهها إلى اليابان، لتغلق اليابان الباب في وجه ركاب تلك السفينة، خشية تفشي المرض في أراضي بلاد الشمس الساطعة.

تحرك بلدان لإجلاء رعاياها

النجاة من السفينة الموبوءة بات مرتبطًا نوعًا ما بجنسية من فيها، وسط تنوع جنسيات من عليها من حوالي 50 جنسية مختلفة، فبحسب ما نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية، بدأت واشنطن التحرك لإجلاء مواطنيها المتواجدين على متن الباخرة والبالغ عددهم 400 شخص، وذلك بعد محاولات لإقناعهم بالبقاء على متنها دون جدوى.

كما أشار رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون، اليوم الاثنين 17 فبراير، إلى أن بلاده ستجلي أكثر من 200 من مواطنيها من السفينة السياحية رهينة الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما.

وأضاف "موريسون"، أن الركاب سيغادرون السفينة السياحية يوم الأربعاء، وسينقلون إلى منطقة استوائية بشمال أستراليا حيث سيوضعون في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا أخرى.

وقالت الحكومة الكندية، إنها وضعت خطةً لإجلاء مواطنيها من السفينة، ويبقى مصير الباقين في علم الغيب، والموت يحوم حولهم بعد أن باتوا يتنفسون هواءً معبدًا بفيروسات كورونا.