تمثيل وزاري وحضور كبير في افتتاح منتدى المستقبل بالإيسيسكو

الإيسيسكو
الإيسيسكو

 

شهدت الجلسة الافتتاحية لمنتدى المستقبل، الذي انطلق اليوم الإثنين بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط حضورا كبيرا، تمثل في عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى المملكة المغربية، مع مجموعة من أبرز الخبراء بالاستشراف الاستراتيجي والذكاء الاصطناعي، وطلاب عرب وأجانب من الدارسين في الجامعات المغربية.

وقد قدم وقائع الجلسة الدكتور قيس الهمامي، مدير مركز الاستشراف الاستراتيجي بالإيسيسكو، حيث رحب بضيوف المنتدى، الذين يمثلون نخبة من الخبراء المتخصصين على المستوى العالمي في الاستشراف الاستراتيجي، وبعضهم يعمل في منظمات دولية كبرى، أو جامعات ذات سمعة مرموقة، كما يعمل بعضهم في مناصب حكومية بعدد من دول العالم، ومؤكدا أهمية القضايا التي سيناقشها المنتدى خلال يومي انعقاده.

وفي كلمته أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن المنظمة أخذت على عاتقها في رؤيتها الجديدة أن تكون صناعة المستقبل من ركائزها الرئيسية، منوها إلى أن المنظمة تتبنى تأصيل فكر الاستشراف الاستراتيجي بين فئات الشباب، من خلال عقد حلقات تدريبية أو تقديم منح دراسية وتدريبية مع مراكز الاستشراف العالمية.

وكشف الدكتور المالك في كلمته أن الإيسيسكو بدأت في الإعداد لمؤتمر مهم سيُعقد في شهر يونيو المقبل وسيكون مخصصا لموضوع "مهن الغد"، وحذر من أننا "إن لم نستشرف المستقبل فسنحشر أنفسنا في زوايا الماضي، ونقضى على آمالنا في اللحاق بركب الدول المتقدمة".

وتحدث السيد سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في المملكة المغربية، حيث قدم التهنئة للمدير العام للإيسيسكو على الإصلاح الشامل الذي تشهده المنظمة، ورؤيتها الجديدة التي اعتمدها المجلس التنفيذي للإيسيسكو في دورته الـ40، التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبو ظبي يومي 29 و30 يناير 2020، مؤكدا استمرار دعم المملكة المغربية للمنظمة للقيام بدورها وتحقيق ما تطمح إليه شعوب دول العالم الإسلامي، في مجالات التربية والعلوم والثقافة، ومساندتها في انطلاقتها الجديدة لتصبح منارة للإشعاع الدولي في مجالات اختصاصات.

وأضاف أنه في عالم تسوده العولمة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية تحتم علينا جميعا الاستشراف، مشيرا إلى أن المغرب شهد تحولات هيكلية عميقة تطلبت تعزيز الاستشراف، لتوقع التطورات المستقبلية. وقد تمت بلورة رؤية بخصوص منظومة التربية والتكوين العلمي بالمغرب لتطويرها وذلك من خلال مجموعة شاملة من المبادرات، كإنشاء مدارس جديدة، والتأكيد على العدالة وتكافؤ الفرص.

وفي كلمته أشار الدكتور حاتم بن سالم، وزير التربية والقائم بأعمال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية التونسية، إلى أن العالم عرف في العقود الأخيرة تحولات كبيرة إيجابية وسلبية، كالثورة الرقمية واتساع المطالبة بحقوق الإنسان، وزوال عشرات المهن التقليدية، وظهور مهن جديدة، وأمام هذه التحديات الجسيمة ليس لمجتمعاتنا خيار آخر غير أن تستفيد من تلك التحولات في التكنولوجيا والعلوم.

وأضاف أن ذلك يتحقق بالمعرفة الدقيقة لاحتياجات مجتمعاتنا وأهدافها، واعتماد مقاربة استشرافية تلبي هذه الاحتياجات، منوها إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل أهم الآفاق التي تساعدنا على تحقيق وخلق فرص للمقاربة الاستراتيجية، وتمكننا من تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والإسهام في مكافحة الأمراض ومحاربة الأمية.

وتحدث ستيفن كروجت، ممثل مؤسسة كونراد أيدناور بالمملكة المغربية، فأشاد بالتعاون المستمر بين الإيسيسكو والمؤسسة، وأكد أهمية موضوع المنتدى، خصوصا أن استشراف المستقبل يتيح الوصول إلى السيناريوهات المستقبلية، ومن ثم الاستعداد للتعامل معها بالطريقة الأنسب.

ونوه إلى الأهمية البالغة لأن تتوجه المجتمعات النامية، وخاصة في قارة إفريقيا، إلى تبني الاستشراف الاستراتيجي كأداة أساسية في صياغة سياساتها المستقبلية، داعيا الحضور إلى الإصغاء للضيوف وإثراء النقاش لتحقيق الاستفادة القصوى من المنتدى.